نيزك في بريطانيا قد يكشف أسرار بدايات الأرض

إحدى شظايا نيزك وينشكوم (متحف التاريخ الطبيعي)
إحدى شظايا نيزك وينشكوم (متحف التاريخ الطبيعي)
TT

نيزك في بريطانيا قد يكشف أسرار بدايات الأرض

إحدى شظايا نيزك وينشكوم (متحف التاريخ الطبيعي)
إحدى شظايا نيزك وينشكوم (متحف التاريخ الطبيعي)

يأمل علماء بريطانيون في كشف أسرار عن بدايات الحياة على كوكب الأرض، قريباً، عبر نيزك سقط في المملكة المتحدة العام الماضي، حيث تشير الأبحاث الأولية التي أجريت عليه أنه يعود إلى بداية النظام الشمسي قبل 4.5 مليار سنة.
ويحمل النيزك اسم بلده «وينشكوم»، التابعة لمقاطعة «غلوستر» التي سقط بها، وهو من نوعية تسمى «كوندريت كربوني» الغنية بالمياه والمواد العضوية، وقد احتفظ بكيميائه من بدايات النظام الشمسي، بما يجعله مرشحا للكشف عن أصول المحيطات وبدايات الحياة على الأرض، وفق تقرير نشرته جامعة غلاسكو البريطانية أول من أمس.
والباحثون من جامعة غلاسكو هم جزء من فريق كبير يضم علماء الكواكب بالمملكة المتحدة، تم تشكيله برعاية متحف التاريخ الطبيعي، الذي حصل على تمويل من مجلس منشآت العلوم والتكنولوجيا البريطاني، للاستثمار في أدوات المعالجة الحديثة للحفاظ على النيزك، ودعم التحليلات المعدنية والعضوية الحساسة للوقت في المختبرات المتخصصة في العديد من المؤسسات الرائدة.
ويقول أشلي كينغ، الباحث بقسم علوم الأرض بمتحف التاريخ الطبيعي في التقرير الذي نشرته جامعة غلاسكو إن «نيزك (وينشكوم) هو أول سقوط نيزكي يتم استرداده في المملكة المتحدة منذ 30 عامًا، وأول كوندريت كربوني يتم استرداده في بلدنا، ويعطينا فرصة فريدة لاكتشاف أصول المياه والحياة على الأرض».
وتم تعقب هذا النيزك باستخدام الصور ولقطات الفيديو من تحالف (فايربول) البريطاني، الذي يموله مجلس منشآت العلوم والتكنولوجيا، ثم تم تحديد مكان الشظايا بسرعة واستعادتها، ومنذ الاكتشاف، أجرى علماء المملكة المتحدة دراسات أولية على النيزك لفهم علم المعادن والكيمياء لمعرفة كيفية تشكل النظام الشمسي.
وتقول كويني تشان، الباحثة بجامعة رويال هولواي في لندن: «تؤكد التحليلات الأولية للفرق البحثية أن (وينشكوم) يحتوي على مجموعة واسعة من المواد العضوية».
وتضيف أن «دراسة النيزك بعد أسابيع فقط من السقوط، قبل أي تلوث أرضي كبير، تعني أننا حقاً نتطلع بالعودة بالزمن إلى المكونات الموجودة عند ولادة النظام الشمسي، والتعرف على كيفية تكاتفهم معا لصنع كواكب مثل الأرض».


مقالات ذات صلة

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكويكبات الجديدة رُصدت بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً

تمكن فريق من علماء الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة من رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق رحلة ولادة الكسوف الاصطناعي (أ.ب)

«عرض تكنولوجي» فضائي يمهِّد لولادة أول كسوف شمسي اصطناعي

انطلق زوج من الأقمار الاصطناعية الأوروبية إلى الفضاء، الخميس، في أول مهمّة لإنشاء كسوف شمسي اصطناعي من خلال تشكيل طيران فضائي مُتقن.

«الشرق الأوسط» (كيب كانافيرال فلوريدا )

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.