المنتج طارق غطاس: «الزيارة» مسلسل يدمغه العنصر الهوليوودي

يجمع تقلا شمعون ودينا الشربيني في دراما رعب وإثارة

منتج دراما «الزيارة» طارق غطاس
منتج دراما «الزيارة» طارق غطاس
TT

المنتج طارق غطاس: «الزيارة» مسلسل يدمغه العنصر الهوليوودي

منتج دراما «الزيارة» طارق غطاس
منتج دراما «الزيارة» طارق غطاس

في مناطق جبلية مختلفة، وكذلك في بيروت تدور كاميرا المخرج المكسيكي الأميركي الأصل أدولف مارتينيز لتصوير مسلسل «الزيارة». أبطاله نخبة من الممثلين المحترفين وفي مقدمتهم تقلا شمعون ودينا الشربيني. معاً تشكلان ثنائياً متناغماً كما يصفهما منتج العمل طارق غطاس. وينضم إليهما في هذا العمل كل من كارول عبود، وسيرين الشامي، وإيلي متري، وسينتيا كرم، وعبدو شاهين، ودوري سمراني، وغيرهم. أما القصة فتدور في قرية لبنانية في عام 1981، أيام الحرب وفي كنف عائلة تعيش تجربة غريبة مع سيدة ملبوسة. وهي مستوحاة من قصة حقيقية جرى الابتعاد عن أسماء أبطالها الحقيقيين، وعن أماكن أحداثها في الواقع، حفاظاً على خصوصية هذه العائلة.
مجازفة يشهد لها في عالم الدراما، يقدم عليها المنتج اللبناني طارق غطاس إلى حد دفع ببعض المقربين منه إلى نعته بالجنون، لما يحيط بها من تحديات. فطارق هو ابن بيت فني عريق والدته هي الممثلة الأنيقة في إطلالتها وأدائها جيزيل نصر. اشتهرت منذ أوائل الستينات لغاية أواخر التسعينات ضمن أعمال درامية وأخرى مدبلجة وسينمائية. يعمل طارق غطاس مع شركة «يونيفرسال» منذ سنين طويلة وهو صاحب شركة «سيكس هاتس» للإنتاج. بدأ دراسته في البصري والسمعي في جامعة «ايزا» في بيروت، ومن ثم تنقل بين لندن وأميركا، حيث أكمل دراساته العليا. انعكست مهنة والده المنتج صفوت غطاس على حبه للسينما وإنتاج الأعمال المصورة. ويقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد ترعرعت في لبنان، وبدأت بممارسة مهنتي على أرضه. كنت أنظف البلاتوهات وألم النفايات. تبهدلت كثيراً ونمت في الشوارع وفي السيارة سعيا وراء شغفي بالإنتاج السينمائي. الدرب كان طويلا ومتعبا، ولكنه غني قلما يخوضه أحدهم اليوم». وعن فكرته لإنتاج دراما رعب وإثارة عربية ستعرض قريباً على منصة «شاهد» يقول: «لطالما راودتني فكرة تقديم هذه القصة بالصورة لأنها طبعت طفولتي وشغلت أفكاري. أبطالها تعرفت إليهم عن قرب، وكانت حكاياتهم متوارثة في عائلتنا. وعندما عرضتها على القيمين على منصة (شاهد) وافقوا عليها. رحت أحضر لهذا العمل بين لبنان ودبي وإسبانيا (يحمل جنسيتها). ميزانية العمل ضخمة وغالبية العناصر التقنية والإخراجية مدموغة بالعنصر الهوليوودي».
مخرج العمل هو المكسيكي الأميركي الأصل أدولف مارتينيز. سبق وعمل في أفلام هوليوودية معروفة كـ«Terminator» و«تشارليز انجلز» ومن أهم مشاركاته كانت في «alien» لريدلي سكوت. كما أخرج أكبر عمل لمنصة «أمازون» ألا وهو «Elcid». كتبت نص المسلسل مريم نعوم وطُورت أحداثه من قبل المخرج، لترتقي إلى مستوى الرعب والتشويق اللذين نعرفهما في الأعمال الأجنبية.
ويوضح غطاس: «غيرنا في مجريات القصة، وأعطيناها بعد الإثارة. حاولنا أن نجمع أفضل العناصر في هذا العمل كي نوصل الفكرة، ولننجز دراما ضخمة بعناصرها وبتركيبتها».
حتى المؤثرات البصرية والسمعية المستخدمة في «الزيارة» هي من النوع المحترف. وكذلك عملية ماكياج الممثلين التي يوقعها مختصون أجانب حصدوا جوائز عالمية.
ويعلق المنتج غطاس قائلاً إن «عنصر الماكياج المحترف كان أساسياً في سياق القصة، لإبراز ملامح وجه خائف أو فقد الحياة. حتى الأشخاص الذين يؤدون المشاهد الخطيرة استقدموا من الخارج وقد رُشحوا 5 مرات لجائزة «Taurus awards»، بعضهم نال أكثر من 20 مرة جائزة «غويا» الإسبانية.
ويرى غطاس أن عناصر عدة دفعته للقيام بهذه المجازفة الإنتاجية في لبنان ويوضح: «رغبت في إيصال اسم لبنان إلى العالم أجمع، وأن أقدم عملاً درامياً بمستوى أجنبي وروح لبنانية. هو أول تحدٍّ تخوضه شركتي للإنتاج (سيكس هاتس إنترتايمنت). رفعنا السقف وما عاد بمقدورنا التنازل عما وصلنا إليه من خلال مستوى أقل. أما التحدي الأخير فيكمن في صعوبة إنتاج دراما في الأوضاع القائمة في لبنان. هناك صعوبة في التنقل بسبب انقطاع مادة الوقود، ولدي عدد من الأجانب بين تقنيين وغيرهم، ينزلون في فنادق لبنانية ضمن إقامة غير مستقرة. كل حلقة من الحلقات الثماني للعمل تستغرق منا نحو 10 أيام تصوير وأحياناً أقل. نجمع في هذا العمل ثقافات مختلفة، وهو ما يلونه بمادة درامية جديدة، رغم كل التعقيدات الناتجة عن هذا الخليط. أما الميزانية فهي تفوق العادية، لأننا حرصنا على تقديم عمل مشرف».
وعن كيفية اختيار الممثلين يقول: «اختيارهم جاء برغبة مني ومن (شاهد)، وهنا لا بد من توجيه شكر كبير إلى هذه المنصة التي وضعت ثقتها بي. فكانت تراقبني عن كثب، وارتاحت لأدائي فتناقشنا وكانوا متساهلين جداً معي. كما استعنا بالممثلة ندى بو فرحات كمدربة تمثيل، لتساعدنا وليبدو الجميع في أبهى صورة تمثيلية. وقد أنجزنا حتى اليوم نصف حلقات العمل».
وعن دوري تقلا شمعون ودينا الشربيني يقول: «لقد سبق والتقى هذا الثنائي الرائع في مسلسل (روبي) فهما تعرفان بعضهما جيداً. تقلا ستجسد دور سيدة المنزل (كلير) وسنتعرف إليها في قالب درامي جديد ومختلف، لم يسبق أن شاهدناها فيه. أما دينا فستؤدي شخصية الخادمة المصرية (إنصاف) التي عاشت في المنزل ومن ثم سافرت ولم تعد. يمكن القول إن الاثنتين دورهما صعب، تطلب من تقلا تعباً جسدياً لأن مشاهدها مجهدة. كذلك الأمر بالنسبة لباقي الممثلين الذين عانوا من تعب جسدي ونفسي معاً بسبب أحداث العمل المتتالية، وحوادث الرعب المسيطرة على أجوائه. فالشخصيات بغالبيتها ترتكز على تمثيل عميق يترجم بالأحاسيس وليس بالحوارات. حتى إن كارول عبود رفضت أن نستخدم ممثلاً بديلاً عنها في مشاهد خطرة. فكانت واثقة إلى حد كبير بقدراتها التمثيلية. كذلك الأمر بالنسبة لسيرينا الشامي التي تقدم أداء مختلفاً وجديداً علينا. أعتبر نفسي محظوظاً بمجموعة الممثلين المشاركين معنا».
حتى طارق غطاس يشارك في العمل كممثل ويعلق: «أنا موجود نعم. والدور الذي أقدمه يرتبط بالأحداث الواقعية للقصة من دون تحديد صاحبها. فلقد اضطررنا إلى تبديل الأدوار، بحيث لا تشير إلى جنس أبطالها الحقيقيين كذكر أو أنثى للتمويه والابتعاد عن عناصر القصة الأصلية».
ولكن ماذا ينتظرنا في هذا العمل بالتحديد؟ يرد غطاس في ختام حديثه: «أنا أيضاً أنتظر خروجه إلى النور بحماس وبخوف معاً. فنوعية هذه الدراما المرتكزة على الرعب والإثارة ليست رائجة في عالمنا العربي. ولكن اتكالنا هو على الجيل الجديد الذي يشكل أعلى نسبة مشاهدة على المنصات الإلكترونية. وفي حال دُبلج العمل إلى لغات أخرى، فإننا ننتظر أن يحقق النجاح المرجو».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.