رئيس الأركان اليمني لـ«الشرق الأوسط»: المرحلة المقبلة حافلة بالانتصارات

أكد استحالة سقوط مأرب... ووصف دور التحالف في إسناد الجيش بـ«عالي الاحتراف»

الفريق صغير بن عزيز لدى تفقده الجبهات غرب مأرب (سبأ)
الفريق صغير بن عزيز لدى تفقده الجبهات غرب مأرب (سبأ)
TT

رئيس الأركان اليمني لـ«الشرق الأوسط»: المرحلة المقبلة حافلة بالانتصارات

الفريق صغير بن عزيز لدى تفقده الجبهات غرب مأرب (سبأ)
الفريق صغير بن عزيز لدى تفقده الجبهات غرب مأرب (سبأ)

قال الفريق صغير بن عزيز رئيس هيئة الأركان اليمنية قائد العمليات المشتركة إن المرحلة القادمة حافلة بالكثير من الانتصارات، معتبراً العملية العسكرية الحالية في محافظة البيضاء رسالة على غطرسة العدو الحوثي، ومطمئناً اليمنيين بأن مأرب يستحيل سقوطها.
وأوضح الفريق بن عزيز في حوار مع «الشرق الأوسط» أن مأرب تمثل اليوم إرادة الشعب اليمني التواق للحرية والحياة الكريمة وبناء دولته الوطنية بهويتها العربية، مبيناً أن المدينة الآهلة بالمدنيين وملايين النازحين سقط عليها خلال الأشهر القليلة الماضية أكثر من 60 صاروخاً باليستياً والعشرات من المسيرات الانتحارية. ويرى رئيس هيئة الأركان اليمنية أن الوقت حان ليوحد أبناء اليمن جهودهم وإمكاناتهم لمواجهة هذه الشرذمة العميلة الحوثية تحت قيادة الشرعية، لافتاً إلى أن العملية العسكرية الحالية في البيضاء دليل واضح على التحام كل القوى الوطنية... وفي ما يلي نص الحوار:
> بداية ضعنا في صورة المواجهات العسكرية الجارية حالياً في محافظة مأرب مع الميليشيات الحوثية؟
- بداية أتقدم بعظيم الشكر إلى أبطال جيشنا الوطني ورجال المقاومة وأبناء القبائل الشرفاء الذين يرسمون بدمائهم الطاهرة أعظم ملاحم البطولة والفداء دفاعاً عن الوطن والهوية والدين ضد المشروع الإيراني العنصري في اليمن والمنطقة عموماً.
أما فيما يخص المواجهات في شرق العاصمة صنعاء بالطرف الغربي لمأرب فحقائق الواقع الميداني ومجريات الأحداث خير شاهد ولا يعلو عليها كلام أو وصف، على مدى عام ونصف العام وبإشراف ودعم مباشر من الحرس الثوري الإيراني والهجوم على مأرب مستمر دون انقطاع أو توقف حتى اللحظة، وتستخدم فيه الميليشيات كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة بما فيها الصواريخ الباليستية والمسيرات الانتحارية، وخلال الأشهر القليلة الماضية سقط على مدينة مأرب الآهلة بالسكان أكثر من 60 صاروخاً باليستياً والعشرات من المسيرات الانتحارية، ودفعت بغرور الآلاف من المقاتلين نحو مأرب، وسخرت الكثير من الإمكانيات المادية واللوجيستية والتي تم نهبها من أموال الدولة والشعب ومن قوت المواطن والموظف والتاجر كل ذلك من أجل إسقاط مأرب إلا أن ذلك تبخر في الهواء وأصبح سراباً يلهثون وراءه، وهذا هو بفضل الله أولاً ثم بتضحيات الأبطال العظماء من الجيش والمقاومة ورجال القبائل وبالدعم القوي والفاعل من الإخوة الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، وبهذا الصمود الأسطوري وبأعمال قتالية نوعية استنزفت العدو وإمكانياته أفشلت كل مخططاته التدميرية.
> هل هنالك أي خطورة من سقوط مأرب بيد الحوثيين؟
- تعرف ميليشيات إيران الإرهابية العنصرية أكثر من غيرها أن مأرب تمثل اليوم إرادة الشعب اليمني التواق للحرية والحياة الكريمة وبناء دولته الوطنية بهويتها العربية، وأن هذه الإرادة يستحيل سقوطها مهما كانت الظروف والأحوال، وأصبحت قضيتنا الوطنية العادلة مرتبطة ارتباطاً مكانياً وزمانياً نستمد منها بعد الله العون والثقة الكاملة بأننا سننتصر على مشروع الملالي وأدواته قريباً.
> ما هي أهم التحديات التي تواجه الجيش ورجال القبائل في معركة مأرب؟
- كل حرب يرافقها الكثير من التحديات والصعوبات، وكما يقال لكل معركة ظروفها الخاصة، ونحن بفضل الله وبجهود قيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي القائد الأعلى للقوات المسلحة ودعم الأشقاء في التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ثم جهود الأبطال في الميادين نتجاوز الكثير من هذه التحديات والعقبات.
لكننا نعتقد أن أهم تحد يواجهنا اليوم هو صمت العالم أمام استمرار تدخل الحرس الثوري الإيراني وانخراطه المتزايد والمتعاظم في المعركة التدميرية التي يديرونها في اليمن بشكل مباشر أو عبر مرتزقتهم، وهذا إرهاب غير مسبوق برعاية شاملة من النظام الإيراني، ونرى كيف يتم تعاطي المجتمع الدولي معه بمعيار مختلف عن تعامله مع إرهاب التنظيمات الأخرى مما جعل الميليشيات تتمادى في إرهابها وجرائمها بحق المدنيين والأبرياء من الأطفال والنساء.
> برأيكم لماذا يستهدف الحوثيون مخيمات النازحين بمأرب؟
- المشروع الإيراني في اليمن والمنطقة عموماً يقوم على سياسة الإرهاب، والأرض المحروقة، والتغيير الديموغرافي، وفي هذا السياق نرى بأم أعيننا جرائمهم المنافية لكل القيم والأخلاق والمواثيق والقوانين الدولية، وهذا ما شهده العالم في العراق وسوريا واليمن وكل منطقة يصل إليها الإيرانيون يتم تدمير كل معالم الدولة والقضاء على مظاهر الحياة والاستقرار، معتقدين أن هذه المنهجية التدميرية سوف تدفع الناس لرفع راية الاستسلام والخضوع والطاعة المطلقة لهم والقبول بنظام ولاية الفقيه.
> ما هي أسباب تراجع الجيش الوطني من مرتفعات نهم، ومحافظة الجوف بعد أن كان يسيطر عليها خلال الفترة الماضية؟
- نحن نخوض مع ميليشيات إيران الإرهابية حرباً شاملة، ونعتقد أن الشرعية تحقق في كل يوم المزيد من المكاسب على الصعيد السياسي والأخلاقي وأيضاً العسكري، والمعارك الميدانية التي تخوضها مع هذه الميليشيات ما هي إلا جزء من هذه الحرب وهي في إطار الكر والفر يسقط مرتفع أو جبل بالأمس نسترجعه في الغد، وطبيعة وحقيقة المعركة التي نخوضها مع هذه الميليشيات هي معركة وجودية لا تنتهي بسقوط موقع أو موقعين ومن يقرأ التاريخ يجد كيف انتهت الحروب الوطنية التي خاضتها الشعوب من أجل حريتها وكرامتها واستقلالها رغم فارق الإمكانات لأنها صاحبة حق والحقوق لا تضيع بالتقادم.
> في تصريحات سابقة لوزير الدفاع اليمني، تحدث عن كشوفات وأسماء وهمية كثيرة كانت في صفوف الجيش... هل تم حل هذه الإشكالية؟ وما هو الوضع اليوم؟
- كما تعرفون أن ميليشيات إيران الإرهابية استولت في عمليتها الانقلابية في سبتمبر (أيلول) 2014 على جميع مؤسسات الدولة وفي مقدمتها مؤسسة الجيش، وهذا فرض على الشرعية إعادة بناء القوات المسلحة اليمنية ولا يستطيع أحد القول إنه لا يوجد أخطاء، فكل عملية بناء يصاحبها أخطاء، لكن الأهم من ذلك هو وجود تصحيح مستمر وشامل لهذه الأخطاء، ولها نتائج إيجابية ملموسة، والجميع حريص أن تعكس هذه الجهود نفسها على أرض الواقع وأن يجني أبطالنا ثمار نضالهم وتضحياتهم، والجميع في قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة تحت قيادة وزير الدفاع يبذلون جهود جبارة لتصحيح أي أخطاء.
> الكثير من اليمنيين يتساءلون لماذا لا يتم تحريك كافة الجبهات بشكل متزامن للضغط على الميليشيات الحوثية وإجهادها؟
- أبطالنا يواجهون ميليشيات إيران الإرهابية على امتداد مختلف جبهات القتال من دون استثناء، صحيح هناك تفاوت في نسبة شدة المواجهة من منطقة لأخرى نتيجة عوامل قتالية وعسكرية موضوعية، لكن مواجهات العدو لم تتوقف في جميع الجبهات سواء في الساحل المكبل باتفاقية استوكهولم أو في محور تعز أو في المنطقة الخامسة أو الجوف، واليوم تتابعون الانتصارات في البيضاء التي يحققها أبطال الجيش من قوات محور البيضاء وقوات العمالقة ورجال المقاومة وهي انتصارات لها دلالاتها السياسية والعسكرية بعد أن حاولت الميليشيات أن تلعب دور المتحكم بسير المعركة ورفضها المستمر لكل دعوات السلام وارتكاب المزيد من الجرائم بحق المواطنين الأبرياء، والجهود مستمرة في رفع وتعزيز جاهزية جميع الوحدات العسكرية في جميع الجبهات وستكون المرحلة القادمة حافلة بالكثير من الانتصارات.
> هل أنتم منفتحون على تلقي دعم عسكري من القوات المشتركة أو ألوية العمالقة في الحديدة لا سيما أنهم صرحوا باستعدادهم بذلك؟
- من شروط انتصارنا في معركتنا ضد ميليشيات إيران الإرهابية وحدة الصف وتوحيد مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة العسكرية والأمنية، وجميعنا في خندق واحد والهدف واحد، واليمنيون يعرفون أن الحوثي استخدم ويستخدم سلاح تمزيق النسيج المجتمعي وسياسة فرق تسد بين مكونات الدولة، وقد حان الوقت ليوحد أبناء اليمن جهودهم وإمكاناتهم لمواجهة هذه الشرذمة العميلة تحت قيادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، والعمليات العسكرية في البيضاء دليل واضح على التحام كل القوى الوطنية التي تخوض اليوم المعركة جنباً إلى جنب وتلحق بالعدو خسائر كبيرة، واستطاعت في وقت قياسي أن تحرر مديريات بكاملها بالإضافة إلى الكثير من المواقع الاستراتيجية التي يتمركز فيها العدو.
> كيف تؤثر الانتصارات الأخيرة في البيضاء على المواجهات في مأرب؟
- الانتصارات في محافظة البيضاء تأتي على سياق التطورات الميدانية في جميع الجبهات بما فيها جبهة مأرب، وبناءً على الخطط العملياتية والقتالية المزمنة وما تحققه من نتائج وانتصارات لا شك أنها تنعكس إيجاباً على الواقع الميداني في جميع الجبهات وفي الوقت ذاته تأتي كرسالة على غطرسة العدو، وتأكيد على إصرار الشعب اليمني لاستعادة سيادة الدولة ومؤسساتها المختلفة وتنفيذ عملية الإصلاح الشامل التي توافق عليها اليمنيون.
> كيف ترون دور مقاتلات التحالف بقيادة السعودية في دعم الجيش اليمني في مأرب وبقية الجبهات؟
- نحن نقدر تقديراً عالياً دور تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة الأشقاء في المملكة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، فيما قدموه ويقدمونه من دعم وإسناد أخوي في معركتنا المصيرية ضد ميليشيات إيران الإرهابية، وفي مقدمة ذلك الإسناد الجوي الفاعل والقوي من قبل مقاتلات التحالف للمقاتلين في جميع جبهات القتال، وهذا الدور ينفذ باحترافية عالية وهو محل فخر كل يمني وعربي حر يرفض الهيمنة الإيرانية على المنطقة العربية.
> كنتم من أوائل من واجه الحوثيين قبل سنوات... برأيك هل يمكن التفاهم والتعايش بسلام معهم؟
- تجاربنا مع ميليشيات إيران الإرهابية تؤكد أنه لا يوجد في قاموسها السياسي أو الإنساني ما يدل أو يشير إلى قبولهم بالآخر أو التعايش معه، والأمثلة كثيرة منها الغدر بالرئيس الراحل علي عبد الله صالح وكثير من المشايخ والشخصيات، وكم من الاتفاقات والمواثيق والهدن وقعت معهم قاموا بنسفها وحولوها إلى سراب، وكم هي التنازلات التي قدمت لهم دون جدوى فهم لا يقبلون بالآخر إلا عبيداً وتابعين فقط، ومن يحدث نفسه بعكس ذلك فهو يخدع نفسه.
> كيف ترى دور القبائل اليمنية في معركة مأرب واستجابتهم لنداءات النفير العام؟
- لا شك أن دور القبائل والمقاومة في هذه المعركة كان ولا يزال محورياً، والكثير من أبناء القبائل وشبابها يوجدون بصورة دائمة في كل موقع وجبهة كتفا بكتف مع إخوانهم المقاتلين في الجيش الوطني، ولعلنا نجد في أعداد الشهداء والجرحى من أبناء القبائل في هذه المعركة الوطنية خير دليل على عظمة وأهمية هذا الدور، وهو في تصاعد مستمر خاصة بعد إعلان النفير العام، وفي هذا الصدد نعبر عن شكرنا وتقديرنا لكل أبناء القبائل اليمنية الأحرار الذين رفضوا الظلم وذل العبودية وهبوا للدفاع عن كرامة اليمن وشعبه.
• هل أصبح الجيش اليمني اليوم في وضع دفاعي فقط، وهل لا زال تحرير صنعاء وبقية المناطق هدف للجيش، وكيف سيتحقق ذلك برأيكم؟

• كما ذكرت سابقاً أننا لا نقيس المعركة مع مليشيات إيران الإرهابية بمقاييس تكتيكية تتغير بين الفينة والأخرى، ومسألة تحرير جميع مناطق اليمن من الاحتلال الإيراني ومليشياته وفي مقدمتها العاصمة التاريخية لليمن صنعاء هدف رئيسي وأساسي لا رجعة عنه، ونؤمن إيمان قطعي أن يوم انتصارنا قريب وأن العوامل التي تأخرنا عن ذلك ظرفية وسوف تزول، وتاريخ ألف عام يحدثنا أن اليمانيين لا يقبلون بحال من الأحوال من يحتل أرضهم، ويسلبهم حريتهم مهما بلغت غطرسة هذا العدو.

• كيف ترى الدور الإيراني في دعم وتسليح المليشيات الحوثية، وهل لدى الجماعة سلطة قرارها؟

• لقد اتخذ النظام الإيراني اليمن مسرحاً ميدانياً حياً لتجربة واختبار قدراته العسكرية والقتالية وتأثيرها على زعزعة الاستقرار في المنطقة، وهذا ملموس من خلال تدرجه المتصاعد في استخدم السلاح الصاروخي والطائرات المسيرة، وهي أسلحة لم يمتلكها الجيش في الفترة الماضية، ولم يتوقف دعم إيران عند حد الإمداد بالسلاح بل أصبح الحرس الثوري هو من يخطط ويقود المعركة، وكان ظهور حسن ايرلو في العاصمة صنعاء بمثابة الإعلان عن ذلك، وبالتالي أزال هذا الظهور اللغط عن مدى تدخل إيران في اليمن ومدى تأثيرها على مليشيات الحوثي، وإن قرار استمرار الحرب أو توقفها بيد إيران فقط وهناك الكثير من القتلى في جبهات القتال إيرانيين ومن مليشيات أخرى تابعة لإيران.

• كيف ترى خطورة أفكار جماعة الحوثي على الأجيال الناشئة وانتشارها في المجتمع اليمني في حال استمرت سيطرتهم فترة أطول؟

• في الحقيقة مليشيات إيران الإرهابية تقوم بعمليات غسيل دماغ واسعة النطاق وتسابق الزمن لتحقيق أفضل المكاسب الأيديولوجية والطائفية وتستخدم في ذلك كافة أساليب الترغيب والترهيب وسياسة الاستقطابات والتعصب العنصري والسلالي، وهي جبهة أخطر من جبهة القتال، وتسعى لكسبها بأي وسيلة اعتقاداً منها أنها تضمن بقائها، وهذه المعركة ليست بجديدة، فعلى مدى ألف عام حاول الإماميون الكهنوتيون أن يغيروا هويتنا القومية والدينية، ولم يفلحوا في ذلك رغم توافر الكثير من الظروف المساعدة لهم في ذلك الحين، ونحن على ثقة أنهم سيخسرون هذه المعركة الفكرية كما خسروا ويخسرون المعركة الميدانية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.