متى يجب على المطعمين بالكامل ارتداء الأقنعة الواقية؟

مواطن تايلاندي يرتدي القناع الواقي أثناء تلقيه جرعة من لقاح مضاد لفيروس «كورونا»... (إ.ب.أ)
مواطن تايلاندي يرتدي القناع الواقي أثناء تلقيه جرعة من لقاح مضاد لفيروس «كورونا»... (إ.ب.أ)
TT

متى يجب على المطعمين بالكامل ارتداء الأقنعة الواقية؟

مواطن تايلاندي يرتدي القناع الواقي أثناء تلقيه جرعة من لقاح مضاد لفيروس «كورونا»... (إ.ب.أ)
مواطن تايلاندي يرتدي القناع الواقي أثناء تلقيه جرعة من لقاح مضاد لفيروس «كورونا»... (إ.ب.أ)

تعدّ سلالة «دلتا» من فيروس «كورونا» أكثر قابلية للانتقال؛ وربما أكثر خطورة من غيرها، وتشكل الآن أكثر من نصف الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة، وفقاً لـ«المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها».
ويؤدي هذا المتحور؛ جنباً إلى جنب معدلات التطعيم المنخفضة في أجزاء كثيرة من البلاد، إلى زيادة جديدة في الإصابات؛ الأمر الذي نجم عنه تشجيع مسؤولي الصحة في لوس أنجليس وسانت لويس الأشخاص الذين جرى تطعيمهم بالكامل على ارتداء الأقنعة في الداخل، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وأصدرت منظمة الصحة العالمية إرشادات مماثلة.
ولتوضيح الالتباس حول ضرورة ارتداء الأقنعة، لجأت «سي إن إن» إلى الدكتورة ليانا وين؛ طبيبة الطوارئ وأستاذة السياسة الصحية والإدارة في «كلية معهد ميلكن للصحة العامة» بجامعة جورج واشنطن.
وقالت وين إن الأقنعة للمطعمين بالكامل لا تزال مطلوبة في بعض الأماكن، مثل المطارات والطائرات والقطارات والمستشفيات. وأضافت: «إذا كان المكان يتطلب كمامات، فلا يزال يتعين عليك ارتداؤها، لذلك من الجيد أن تحمل قناعاً معك في حالة احتياجك إليه».
وفي رد على سؤال حول الظروف التي لا يتعين فيها على المطعمين ارتداء قناع، قالت وين: «هناك عوامل تؤثر على ذلك... العامل الأول هو صحتك، وحالة التطعيم الخاصة بأفراد أسرتك. إذا كنت تعاني من نقص المناعة؛ فيجب أن ترتدي قناعاً في جميع الأماكن الداخلية؛ حيث يمكن أن تتعرض لأشخاص غير محصنين».
وتابعت: «إذا كنت تعيش مع شخص يعاني من نقص المناعة أو مع أطفال صغار غير محصنين، فقد لا تزال ترغب في اتخاذ احتياطات إضافية».
وأشارت وين إلى أن احتماك إصابتك بفيروس «كورونا» ونقله إلى عائلتك أقل بكثير بمجرد تلقيك اللقاح، لكن العلمية ليست مستحيلة. وأضافت: «ضع في حسبانك ارتداء قناع في الأماكن عالية الخطورة، مثل متاجر البقالة المزدحمة أو المراسم الدينية الداخلية».
ومن العوامل الأخرى التي تنصح وين المطعمين بملاحظتها، مستوى الإصابة بفيروس «كورونا» ومعدل التطعيم في مجتمعك. هذان النوعان مرتبطان بشكل عام: المناطق ذات معدلات التطعيم الأعلى تميل أيضاً إلى مستويات إصابة منخفضة.
وقالت الطبيبة: «إذا كنت تعيش في منطقة يتم فيها تطعيم أكثر من 80 في المائة من البالغين، وكانت معدلات الإصابة بالفيروس منخفضة جداً، فإن احتمالات مواجهتك شخصاً مصاباً غير محصن تقل بشكل كبير. ربما تكون أكثر أماناً إذا لم ترتد القناع مقارنة بوجودك؛ على سبيل المثال، في منطقة تلقى أقل من 30 في المائة من البالغين فيها اللقاحات، وحيث ينتشر متغير (دلتا)».
وأشارت وين إلى أن اللقاحات المضادة لفيروس «كورونا» الموجودة في الولايات المتحدة تعمل بشكل جيد للغاية. وتابعت: «لكن لا يوجد لقاح فعال بنسبة 100 في المائة... فكر في اللقاح على أنه معطف واق من المطر فعال للغاية. إذا كان الجو ممطراً، فستكون محمياً. إذا كان المطر يهطل بشدة، فربما ستظل بخير... ولكن إذا كنت تدخل وتخرج من العواصف الممطرة طوال الوقت، فقد ينتهي بك الأمر إلى التبلل».
وحول ما يرتبط بالعودة إلى العمل مع زملاء مطعمين بالكامل، قالت وين: «نحن نعلم أن التطعيم يقلل بشكل كبير من احتمالية إصابتك بالعدوى وأن تكون حاملاً للفيروس من دون أعراض... إن احتمال إصابتك من شخص جرى تطعيمه، إذا كنت مطعماً أيضاً، هو (صفر) تقريباً».


مقالات ذات صلة

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».