الرئيس الإسرائيلي الجديد يحذّر من «تمزق يزيد خطورة عن النووي الإيراني»

دعا إلى القضاء على سياسة التمييز ضد العرب

الرئيس الاسرائيلي الجديد اسحق هرتسوغ يلقي كلمته أمام البرلمان (رويترز)
الرئيس الاسرائيلي الجديد اسحق هرتسوغ يلقي كلمته أمام البرلمان (رويترز)
TT

الرئيس الإسرائيلي الجديد يحذّر من «تمزق يزيد خطورة عن النووي الإيراني»

الرئيس الاسرائيلي الجديد اسحق هرتسوغ يلقي كلمته أمام البرلمان (رويترز)
الرئيس الاسرائيلي الجديد اسحق هرتسوغ يلقي كلمته أمام البرلمان (رويترز)

خلال الكلمة التي ألقاها الرئيس الإسرائيلي الجديد، اسحق هرتسوغ، أمس (الأربعاء)، لأداء قسم يمين الولاء الدستوري، رئيساً لإسرائيل، أمام الهيئة العامة للكنيست، حذر من خطورة التمزق الداخلي في المجتمع، واعتبره «أخطر على إسرائيل من النووي الإيراني»، مشدداً على أن الكراهية المجانية السائدة تهدد الحصانة القومية، ودعا إلى القضاء على سياسة التمييز ضد العرب والأقليات وسيادة المساواة.
وقال هرتسوغ إنه لا يوجد أهم من الوحدة في صفوف الإسرائيليين. فمثل هذه الأحوال التي نعيشها؛ حيث الأوضاع السياسية غير مستقرة، والبلاد شهدت 4 حملات انتخابية، والخلافات الديمقراطية تتحول إلى حروب حزبية وشخصية تترافق مع حملات تحريض وموجات عداء وكراهية وتنكر واغتراب، لطالما دمرت شعوباً وشتّتت أمماً وحطمت دولاً عريقة.
وتحدث عن الإنسان كقيمة عليا، داعياً إلى التعاطي مع البشر، ليس من خلال ما يظهر للبشر من المظهر الخارجي أو الانتماء الحزبي أو الهوية القومية أو الاجتماعية. واستشهد بمقولة للشاعر العربي الكبير جبران خليل جبران، لا تبرح فكره وممارسته، هي «ليست حقيقة الإنسان بما يظهره لك، بل بما لا يستطيع أن يظهره لك. لذلك إذا أردت أن تعرفه فلا تصغ إلى ما يقوله، بل إلى ما لا يقوله».
وتطرق هرتسوغ إلى الفئات المجتمعية المستضعفة في إسرائيل، بقوله: «الجروح التي حفرت في المجتمع الإسرائيلي تنزف. وهناك مشكلات مجتمعية جعلت شرائح اجتماعية كثيرة مستضعفة ويبدو عناؤها مخلداً. ويجب الاعتراف بأن هذا ليس عادلاً. وبسببه يوجد كثير من الضيم وضياع الفرص. وإسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، يجب أن تعمل كل ما في وسعها لدمج الأقليات التي تعيش بين ظهرانها. ففي هذه البلاد خطى إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وأيضاً إسماعيل. علينا عمل كل شيء في سبيل القيام بواجبنا في تفجير السقف الزجاجي الذي يحد من تقدم المواطنين العرب، والقضاء بكل قوة على مظاهر العنف المجتمعي الذي يعانيه العرب، وتقليص هوة التمييز ضدهم في مؤسسات الحكم وصولاً إلى المساواة».
وكان هرتسوغ قد أقسم يمين الولاء الدستورية، رئيساً لإسرائيل، أمام الهيئة العامة للكنيست، ليصبح بذلك، الرئيس الحادي عشر لإسرائيل، خلفاً لرؤوبين رفلين، الذي أنهى ولاية من 7 سنوات، غير قابلة للتمديد. وبدأت المراسم باستعراض هرتسوغ ورئيس الكنيست، ميكي ليفي، حرس الشرف في وحدة الحرس التابعة للكنيست، في المدخل الأمامي للكنيست. وشارك في المراسم، رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بنيت، ووزراء ومسؤولون إسرائيليون وسفراء أجانب. ومع أن القانون الإسرائيلي لا يمنح الرئيس كثيراً من الصلاحيات، ويجعل الحاكم الفعلي رئيس الحكومة، فإن منصبه يحظى باحترام شديد ويعطيه وزناً جماهيرياً ومعنوياً كبيراً. ومن صلاحياته المهمة أنه يكلف أحد زعماء الكتل البرلمانية بعد انتخابات الكنيست، بتشكيل الحكومة، كما يملك أيضاً حق إصدار العفو. ومع أن هرتسوغ هو من حزب العمل اليساري، فقد حظي بتأييد اليمين واليسار، وفي المقدمة بنيامين نتنياهو، ما أدى إلى انتشار إشاعات تقول إن نتنياهو أيّد انتخابه من خلال القناعة وربما الاتفاق معه على إصدار عفو عنه في قضايا الفساد.
وقد انحدر هرتسوغ من عائلة صهيونية متدينة ومعتدلة. والده حايم، كان رئيساً للدولة أيضاً. وجده كان الحاخام الأكبر لليهود الغربيين. وقبل انتخابه، شغل هرتسوغ منصب رئيس الوكالة اليهودية، وقبلها كان رئيساً لحزب العمل. بدأ حياته السياسية في سنة 2003 عندما تم انتخابه لأول مرة في الكنيست عن حزب العمل، ثم تقلد مرات عدة مناصب وزارية، وتولى رئاسة حزب العمل في 2013. قبل أن يدخل في منافسة بنيامين نتنياهو على رئاسة الحكومة، ولكنه فشل في الفوز عليه.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».