أظهرت آخر عمليات فرز الأصوات في الانتخابات التمهيدية التي أجراها الديمقراطيون لاختيار رئيس بلدية جديد لمدينة نيويورك، فوز المرشح الأسود إريك آدامز، بغالبية الأصوات، متغلبا على منافسيه الآخرين، بمن فيهم مفوضة المدينة السابقة لخدمات الصرف الصحي كاثرين غارسيا، المرشحة المدعومة من التيار الليبرالي اليساري، على رأسه النائبة أليكساندريا أوكاسيو كورتيز. آدامز، نقيب الشرطة السابق، تمكن من حجز موقعه كمنافس أول، على الرغم من نظام الانتخابات الجديد الفوضوي، الذي اعتمد لائحة الترتيب التفاضلي، ما أدى إلى إطالة فترة فرز الأصوات واحتسابها، عبر استبعاد متدرج للمرشحين الذين يفشلون تباعا في الحصول على نسبة 50 في المئة من الأصوات. وقال في بيان إنه «بينما لا يزال هناك عدد قليل جدا من الأصوات التي يتعين عدها، فإن النتائج واضحة: تحالف تاريخي متنوع من خمس مقاطعات بقيادة الطبقة العاملة في نيويورك، قادنا إلى الفوز في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية لرئاسة بلدية مدينة نيويورك». وأضاف: «الآن يجب أن نركز على الفوز في نوفمبر (تشرين الثاني) حتى نتمكن من الوفاء بوعد هذه المدينة العظيمة لأولئك الذين يكافحون، والذين يعانون من نقص الخدمات، والذين يلتزمون بمستقبل آمن وعادل وبأسعار معقولة لجميع سكان نيويورك».
ومع تأكيد فوزه يستعد آدامز لخوض الانتخابات النهائية في مواجهة المرشح الجمهوري كورتيس سليوا، الذي فاز بشبه إجماع في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين. وحافظ آدامز على تقدمه الضئيل بنسبة 50.5 في المائة مقابل 49.5 في المائة لغارسيا بعد أن كان يتقدم بنسبة 51.1 في المئة مقابل 48.9 في المائة الأسبوع الماضي. واحتلت محامية الحقوق المدنية مايا وايلي المركز الثالث في الجولة الثامنة من العد، مما أقصاها من الجولة التاسعة والأخيرة.
وشكل السباق التجربة الأولى التي سعى فيها مجلس إدارة الانتخابات في مدينة نيويورك إلى تنفيذ التصويت باختيار المرتبة، الذي يسمح للناخبين بإدراج خمسة مرشحين بترتيب التفضيل. لكن العملية دخلت في حالة من الفوضى بعد أن أفاد مجلس المدينة بأن حوالي 135 ألف صوت تجريبي لم يتم مسحه من النظام، وتم احتسابه كجزء من النتائج غير الرسمية. وهو ما أثار انتقادات واسعة من المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء. وإذا تمكن آدامز من الفوز في الانتخابات النهائية في نوفمبر المقبل، فسيكون ثاني أميركي من أصول أفريقية يتولى رئاسة بلدية نيويورك، أكبر مدينة أميركية. ويراهن آدامز على غلبة الديمقراطيين في نيويورك للفوز على منافسه الجمهوري، خصوصا أنه قدم نفسه كمدافع عن الطبقة العاملة، وحظي بدعم النقابات العمالية، متجنبا التعامل مع الطبقة الثرية. وحظيت شخصيته بقبول واسع من العمال الذين يطلق عليهم «ذوي الياقات الزرقاء»، الذين يمثلون آيديولوجية أكثر وسطية ويركزون على مكافحة الجريمة أكثر من بعض خصومه الأكثر ليبرالية، أمثال غارسيا. وشكل فوزه ضربة للتيار الليبرالي والسياسيين اليساريين، رغم تحقيق هذا التيار انتصارات في منافسات أخرى في المدينة.
فوز المرشح «الوسطي» في الانتخابات الديمقراطية التمهيدية لنيويورك
فوز المرشح «الوسطي» في الانتخابات الديمقراطية التمهيدية لنيويورك
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة