غياب «التجمع» عن جلسة حصيلة العثماني بداية مبكرة للحملات الانتخابية في المغرب

غياب «التجمع» عن جلسة حصيلة العثماني بداية مبكرة للحملات الانتخابية في المغرب
TT

غياب «التجمع» عن جلسة حصيلة العثماني بداية مبكرة للحملات الانتخابية في المغرب

غياب «التجمع» عن جلسة حصيلة العثماني بداية مبكرة للحملات الانتخابية في المغرب

غاب عدد من الوزراء المغاربة، أمس، عن جلسة مشتركة بين مجلسي البرلمان (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، خصصت لتقديم رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، حصيلة عمل حكومته.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن جميع وزراء حزب «التجمع الوطني للأحرار»، وعلى رأسهم الأمين العام للحزب وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، ووزير المالية محمد بنشعبون، ووزير التجارة والصناعة حفيظ العلمي، ووزيرة السياحة نادية فتاح، غابوا عن الجلسة العمومية، فيما غاب أيضاً وزير العدل محمد بنعبد القادر، وهو الوحيد الذي يمثل حزب «الاتحاد الاشتراكي».
في المقابل، حضر عدد من وزراء حزب «العدالة والتنمية» الذي يقود الائتلاف الحكومي، على رأسهم وزير الدولة المكلف حقوق الإنسان مصطفى الرميد، ووزير الطاقة والمعادن عزيز رباح. كما حضر وزيرا حزب «الحركة الشعبية» المشارك في التحالف الحكومي، وهما وزيرة إعداد التراب الوطني والإسكان نزهة بوشارب، ووزير التربية الوطنية سعيد أمزازي، إضافة إلى وزير الثقافة والشباب والرياضة عثمان الفردوس المنتمي إلى حزب «الاتحاد الدستوري»، والوزير المنتدب المكلف التعليم العالي إدريس أوعويشة، وهو من دون انتماء حزبي.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن غياب وزراء «التجمع الوطني للأحرار» هو الذي استأثر بالاهتمام «لأن الحزب يسير أهم القطاعات الاقتصادية في الحكومة، وهي الفلاحة والاقتصاد والمالية والتجارة والصناعة والسياحة».
وتشير المصادر إلى أن «الغياب مرده قرب موعد الانتخابات التشريعية المقررة في 8 سبتمبر (أيلول) المقبل، إذ يركز التجمع على الدفاع عن حصيلة وزرائه، وليس على حصيلة يقدمها رئيس الحكومة المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية». وأوضحت أن «هذا الغياب يعكس واقع التنافس وبدء الحملات الانتخابية من الآن».
ولجأ رئيس الحكومة إلى تفعيل الفصل 101 من الدستور الذي ينص على أن «يعرض رئيس الحكومة أمام البرلمان الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة، إما بمبادرة منه، أو بطلب من ثلث أعضاء مجلس النواب، أو من أغلبية أعضاء مجلس المستشارين»، وهو ما لم يرض بعض الأطراف الحزبية التي ترى أن رئيس الحكومة سيحصل على فرصة لمخاطبة الرأي العام وخوض حملة انتخابية.
وخلال كلمته، قال العثماني إن حصيلة الحكومة لا تخص حزباً معيناً، إنما هي حصيلة «مكونات الحكومة وأعضائها كافة، كما أنها ليست حصيلة وزير دون آخر، ولا حزب دون آخر كما يزعم البعض».
ورأى أن «69 في المائة من وعود الحكومة تحققت فيما نسبة 24 في المائة في طور الإنجاز، و5 في المائة متعثرة». وقال إن «رئاسة الحكومة وضعت موقعاً إلكترونياً يرصد ما تحقق وما لم يتحقق».
وأشار إلى «المنجزات الاجتماعية للحكومة رغم الضائقة التي خلفتها جائحة كورونا»، خصوصاً زيادة موازنة الصحة بحوالي 25 في المائة بين 2016 و2020، إضافة إلى التطور في تعميم التغطية الصحية التي ارتفعت من 35 في المائة في 2012 إلى 74 في المائة في 2021.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».