البرلمان اللبناني يدرس الجمعة رفع الحصانة عن ثلاثة نواب لاستجوابهم حول انفجار المرفأ

TT

البرلمان اللبناني يدرس الجمعة رفع الحصانة عن ثلاثة نواب لاستجوابهم حول انفجار المرفأ

تدرس هيئة مكتب المجلس النيابي اللبناني ولجنة الإدارة والعدل طلب رفع الحصانة عن ثلاثة نواب يوم الجمعة المقبل، ليتمكن المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار من استجوابهم، في وقت ظهرت أول مؤشرات الانتقاد السياسي لعمل المحقق العدلي على لسان أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله الذي ألمح إلى «توظيف سياسي للقضية».
ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس إلى عقد جلسة مشتركة لهيئة مكتب المجلس ولجنة الإدارة والعدل يوم الجمعة المقبل في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة لدرس طلب رفع الحصانة الذي ورد من وزارة العدل بموضوع تفجير المرفأ.
ويستوجب استجواب النواب الثلاثة علي حسن خليل وغازي زعيتر ونهاد المشنوق، رفع الحصانة عنهم من البرلمان، وبعث المحقق العدلي بطلب إلى البرلمان وفق الآليات القانونية عبر وزارة العدل لاستجوابهم. ويفرض الدستور أن يمر الطلب عبر هيئة مكتب المجلس ولجنة الإدارة بالعدل قبل عرضه على الهيئة العامة لمجلس النواب.
ويأتي ذلك في ظل تشكيك بالإجراء الذي اتخذه المحقق العدلي من خلفية تسريب المعلومات عبر الإعلام قبل تلقي المدعى عليهم خطابات رسمية وفق الآلية القانونية، وجاء أول الشكوك على لسان أمين عام «حزب الله» الذي «أسف لأن يعرف المدعى عليهم في قضية مرفأ بيروت الأسماء عبر الإعلام»، معتبراً أن ذلك «شكل من أشكال التوظيف السياسي الذي نرفضه». وقال إنه «سيترك التعليق لوقت آخر حتى تصل الإخبارات القضائية الحقيقية، لكي نرى صحة ما تم تداوله وتسريبه في وسائل الإعلام».
ويخالف تصريح نصر الله قناعات قوى سياسية أخرى رفضت التعليق على أي شأن مرتبط بالملف القضائي، وقالت مصادر نيابية في «القوات اللبنانية» لـ«الشرق الأوسط» إنها ترفض الدخول بأي سجال أو إبداء أي موقف بملف قضائي أو قانوني، داعية إلى ترك القاضي يعمل، وإلى تخفيف التعليقات والسجالات حول عمله.
ويرى رئيس مجلس القضاء الأعلى الأسبق القاضي غالب غانم أن الكلام حول الأمور الشكلية لجهة تسريب الأنباء حول الاستدعاءات قبل سلوكها المسار القانوني «تؤثر على المسار شكلياً وإعلامياً، ولكن لا تؤثر على مسار الطلب نفسه»، مشدداً على أن «ما بدأه المحقق العدلي يقتضي أن يكمل على الأسس القضائية الدقيقة التي تراعي الشكليات وحقوق الدفاع» عند الوصول إلى تلك المرحلة. ولا ينفي غانم أن «تأثير الجو السياسي على الوضع القضائي موجود في لبنان، خصوصا عندما تكون الجريمة على هذا المستوى، ولا يستبعد أن تكون هناك محاولات للتأثير، ظاهرها صحيح لناحية دعوة المحقق العدلي إلى مراعاة الشكليات، وتهدف في المضمون إلى التشويش عليه». ويقول: «في المبدأ، لا تنزيه للسياسي عن محاولات التدخل بالقضايا القضائية».
ويقتضي التبليغ في العادة أن يسلك ذلك مساراً إدارياً من المحقق العدلي إلى النيابة العامة التمييزية ومنها إلى وزارة العدل التي تخاطب مجلس النواب للمضي بالإجراءات المتصلة برفع الحصانة عن النواب بهدف استجوابهم، أو إلى المراجع المختصة الأخرى للحصول على الإذن لاستجواب شخصيات تتبع إدارياً لها. لكن ما حصل أن الإعلان سبق المسار الرسمي للأمور، وتداوله الإعلام قبل أن يصل طلب المحقق العدلي رسمياً للمرجع الرسمي وهو النيابة العامة التمييزية ووزارة العدل، وهو ما أثار الانتقاد حول الشكل.
وقال غانم إن الخطأ ليس بالضرورة أن يكون قد ارتكبه المحقق العدلي، لافتاً إلى أن «التحقيقات يجب أن تكون سرية والتسريبات بهذا المعنى ليست قانونية، إنما هو واقع قد حدث»، لذلك يرى أن التأثير قد يكون إعلامياً لناحية ما حدث، ولكن لن يؤثر على مسار الطلب، الذي سلك طريقه وفق المسار القانوني إلى مجلس النواب.
وبالاضافة إلى التسريبات، كان نصر الله انتقد المحقق العدلي في الملف القاضي طارق البيطار وسلفه القاضي فادي صوان، قائلاً إنه «على مدى سنة وأشهر طالبنا قاضي التحقيق السابق والحالي، بنشر الملف التقني والتحقيق الفني حول هذه الحادثة المهولة. وحتى الآن لا حياة لمن تنادي». وقال: «حتى الآن لا حديث عن الحقيقة، حتى لعوائل الشهداء لمعرفة كيف قتل أبناؤهم»، وتساءل عما إذا قتلوا «نتيجة عدوان أو صاروخ إسرائيلي، أو متفجرات أو استخدام من المقاومة للمخازن في المرفأ؟ وهل بسبب الإهمال أو التقصير؟ وهل توجد وحدة معايير أو لا، وهل ثمة عمل قضائي حقيقي أم استهداف سياسي؟»، وأضاف «حينئذ يُبنى على الشيء مقتضاه».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.