مصر: اكتشاف بقايا ورشة لصناعة الفخار في البحيرة (صور)

تعود للعصر اليوناني الروماني

جانب من ورشة تصنيع الفخار في تل كوم عزيزة
جانب من ورشة تصنيع الفخار في تل كوم عزيزة
TT
20

مصر: اكتشاف بقايا ورشة لصناعة الفخار في البحيرة (صور)

جانب من ورشة تصنيع الفخار في تل كوم عزيزة
جانب من ورشة تصنيع الفخار في تل كوم عزيزة

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن اكتشاف بقايا ورشة لتصنيع الفخار في محافظة البحيرة (دلتا مصر) تعود للعصر اليوناني الروماني، تضم أفران حرق ومناطق لتشكيل وصناعة الفخار، إضافة إلى تجمع سكني، و3 مقابر بالطوب اللبن.
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان صحافي، اليوم (الثلاثاء)، إن «البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة تل آثار كوم عزيزة بمحافظة البحيرة، عثرت على بقايا ورشة ضخمة لصناعة الفخار، ترجع إلى العصر اليوناني الروماني، بها مبانٍ أثرية ترجع للفترة ما بين القرن الثالث قبل الميلاد حتى القرن الأول الميلادي».

بدوره، أوضح الدكتور خالد فرحات، مدير آثار البحيرة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «منطقة آثار تل كوم عزيزة تقع على حدود بحيرة مربوط شمال محافظة البحيرة، وتضم آثاراً ومقابر ودفنات من بداية عصر الدولة القديمة حتى العصر اليوناني الروماني»، مشيراً إلى أن «التل كغيره من المناطق الأثرية في البحيرة غير مفتوح للزيارة السياحية، وتعمل البعثات الأثرية على اكتشاف مزيد عن آثاره وتاريخه».
وتضمن الكشف العثور على عدة مناطق في الورشة وهي منطقة البلة، المنطقة التي يتم بها عجن الصلصال وخلطه ببعض الإضافات الأخرى لزيادة التجانس بين حبيباته. ومنطقة التشكيل، وهي الجزء المخصص لتشكيل وصقل الآنية. ومنطقة التجفيف، وهي المساحة التي تتعرض الأواني بها لأشعة الشمس لأكبر فترة ممكنة تمهيداً لعملية الحرق بداخل أفران الحرق ليتم طهي الأواني وتحويلها إلى فخار، إضافة إلى الكشف عن أفران الحرق الخاصة بالورشة.

وقال وزيري: «تم العثور بمنطقة التشكيل على بعض الأدوات المستخدمة لهذا الغرض مثل الأدوات المعدنية وأجزاء من عجلة الفخراني، وبعض أجزاء من الأواني الطينية التي تم تشكيلها وقتئذ».
بدوره، قال الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، إن «أفران الحرق ذات فتحات تهوية عليا (Updraft Kilns)، وهي مبنية من الطوب الأحمر ومحاطة بجدران سميكة من الطوب اللبن لتحمل الضغط الناتج عن عملية الحرق، وعثر بها على أنابيب الإمداد بالغازات الساخنة، وأنابيب التفريغ للتحكم في درجة الحرارة داخل الفرن، وبقايا أواني فخارية وأخرى نيئة لم تحرق بعد».
وأشار فرحات إلى أن «الكشف يثبت استخدام التل في عدة عصور حيث عثر على فرن للفخار من العصر البطلمي وفرن آخر من العصر الروماني».

من جانبه، قال إبراهيم صبحي رئيس البعثة إن «البعثة عثرت على مستعمرة سكنية ومنازل من الطوب اللبن بداخلها بعض الأواني الفخارية للاستخدام اليومي، وأفران للطهي وصوامع التخزين وبعض العملات البرونزية، ومجموعة من الدفنات والمقابر المشيدة بالطوب اللبن بها بعض الهياكل العظمية دُفنت بوضع القرفصاة، وتم تغطيتها بطبقة سميكة من الطمي، وأُحيطت ببعض الأواني الجنائزية المصنوعة من الفخار والألباستر والنحاس، ما يرجح أن تلك الدفنات ترجع إلى عصر بداية الأسرات، وأن المصري القديم قام باستيطان تلك المنطقة بداية من العصور التاريخية حتى العصر الروماني».
وأوضح فرحات أن «الكشف تضمن 3 مقابر ترجع لعصور الدولة القديمة، بهم دفنة متحللة، ودفنتان بحالة جيدة، إضافة إلى مجموعة من الأواني الفخارية والألباستر».


مقالات ذات صلة

الكشف عن أقدم حفرية وجه جزئي معروفة لأحد أسلاف الإنسان بغرب أوروبا

يوميات الشرق حفرية للجزء الأوسط الأيسر من وجه إنسان بدائي يعود تاريخها إلى ما بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة (أ.ب)

الكشف عن أقدم حفرية وجه جزئي معروفة لأحد أسلاف الإنسان بغرب أوروبا

أكد علماء آثار اليوم (الأربعاء) أنهم عثروا على أحفورة وجه جزئي لأحد أسلاف الإنسان هي الأقدم في أوروبا الغربية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
يوميات الشرق بهو المتحف الكبير (الشرق الأوسط)

مصر: اهتمام رئاسي بالخطة الترويجية للمتحف الكبير

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، اجتماعاً لمناقشة التحضيرات المتعلقة بحفل افتتاح المتحف المصري الكبير.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
ثقافة وفنون ثلاث قطع فنية حجرية من «متحف أرض اللبان»

ثلاث قطع نحتية من موقع سمهرم الأثري في سلطنة عُمان

خرجت من موقع سمهرم الأثري في سلطنة عُمان مجموعة من المجامر الحجرية المتعدّدة الأشكال، أشهرها مجمرة حجرية يزيّن واجهتها نقش تصويري ناتئ يتميّز برهافة كبيرة

محمود الزيباوي
يوميات الشرق فكّ ألغاز الماضي (أ.ب)

تحديد عُمر بقايا هيكل عظمي لطفل مات قبل 27 ألف عام

حدَّد باحثون بريطانيون عُمر بقايا هيكل عظمي لطفل قديم أثار اهتماماً واسعاً عند اكتشافه لامتلاكه خصائص مشتركة بين البشر الحديثين وإنسان «نياندرتال» البدائي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق القطع الأثرية المصرية تحكي تاريخاً من الحضارة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

طوكيو تفتح ذراعيها لـ«رمسيس وذهب الفراعنة»

يضم المعرض 180 قطعة أثرية نادرة، تبرز قيمة الملك رمسيس الثاني، أحد أعظم ملوك الفراعنة وأكثرهم تأثيراً في تاريخ مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة)

الكشف عن أقدم حفرية وجه جزئي معروفة لأحد أسلاف الإنسان بغرب أوروبا

حفرية للجزء الأوسط الأيسر من وجه إنسان بدائي يعود تاريخها إلى ما بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة (أ.ب)
حفرية للجزء الأوسط الأيسر من وجه إنسان بدائي يعود تاريخها إلى ما بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة (أ.ب)
TT
20

الكشف عن أقدم حفرية وجه جزئي معروفة لأحد أسلاف الإنسان بغرب أوروبا

حفرية للجزء الأوسط الأيسر من وجه إنسان بدائي يعود تاريخها إلى ما بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة (أ.ب)
حفرية للجزء الأوسط الأيسر من وجه إنسان بدائي يعود تاريخها إلى ما بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة (أ.ب)

أكد علماء آثار، اليوم (الأربعاء)، أنهم عثروا على أحفورة وجه جزئي لأحد أسلاف الإنسان هي الأقدم في أوروبا الغربية، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

عُثر على الجمجمة غير المكتملة - وهي جزء من عظم الخد الأيسر والفك العلوي - في شمال إسبانيا عام 2022 يتراوح عمر الأحفورة بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة، وفقاً لبحث نُشر في مجلة «نيتشر».

وقال إريك ديلسون، عالم الحفريات في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، الذي لم يشارك في الدراسة: «هذه الأحفورة مثيرة للاهتمام. إنها المرة الأولى التي نعثر فيها على بقايا مهمة يزيد عمرها على مليون سنة في أوروبا الغربية». عُثر سابقاً على مجموعة من الحفريات الأقدم من أسلاف البشر الأوائل في جورجيا، بالقرب من مفترق الطرق بين أوروبا الشرقية وآسيا. ويُقدر عمرها بـ1.8 مليون سنة.

قال ريك بوتس، مدير برنامج أصول الإنسان في مؤسسة سميثسونيان، إن الحفرية الإسبانية هي أول دليل يُظهر بوضوح أن أسلاف البشر «كانوا يقومون برحلات استكشافية إلى أوروبا» في ذلك الوقت.

لكن لا يوجد دليل حتى الآن على أن الوافدين الأوائل استمروا هناك لفترة طويلة، على حد قوله. وأضاف بوتس: «قد يصلون إلى موقع جديد ثم ينقرضون».

حفرية للجزء الأوسط الأيسر من وجه إنسان بشري (يمين) عمرها يتراوح بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة تم العثور عليها في موقع بإسبانيا (أ.ب)
حفرية للجزء الأوسط الأيسر من وجه إنسان بشري (يمين) عمرها يتراوح بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة تم العثور عليها في موقع بإسبانيا (أ.ب)

وأوضحت روزا هوغيت، عالمة الآثار في المعهد الكاتالوني لعلم البيئة القديمة البشرية والتطور الاجتماعي في تاراغونا بإسبانيا، إن الجمجمة الجزئية تحمل العديد من أوجه التشابه مع الإنسان المنتصب، ولكن هناك أيضاً بعض الاختلافات التشريحية.

وأشار بوتس إلى أن الإنسان المنتصب نشأ منذ نحو مليوني عام وانتقل من أفريقيا إلى مناطق في آسيا وأوروبا، وانقرض آخر أفراده منذ نحو 100 ألف عام.

وقد صرّح كريستوف زوليكوفر، عالم الأنثروبولوجيا القديمة بجامعة زيوريخ، الذي لم يشارك في الدراسة، بأنه قد يكون من الصعب تحديد أي مجموعة من البشر الأوائل تنتمي إليها الحفرية إذا كانت تحتوي على قطعة واحدة فقط مقابل العديد من العظام التي تُظهر مجموعة من السمات.

كما قدّمت الكهوف نفسها في جبال أتابويركا الإسبانية؛ حيث عُثر على الحفرية الجديدة، أدلة مهمة أخرى على الماضي البشري القديم؛ حيث عثر الباحثون العاملون في المنطقة على حفريات أحدث من إنسان نياندرتال والإنسان العاقل المبكر.