أنباء متضاربة حول قصف «موقع أميركي» شرق سوريا

TT

أنباء متضاربة حول قصف «موقع أميركي» شرق سوريا

تضاربت الأنباء حول سقوط قذائف على موقع تابع لـ«قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية المدعومة من أميركا، في حقل العمر للنفط في شمال شرقي سوريا. ونفى المتحدث العسكري باسم التحالف الدولي واين ماروتو، تعرض القوات الأميركية في سوريا لهجوم صاروخي مساء الأحد. وقال واين ماروتو في تغريدة على «تويتر» يوم الأحد: «لا صحة للتقارير التي تفيد بأن القوات الأميركية في سوريا تعرضت لهجوم صاروخي».
في المقابل، قال فرهاد شامي، مدير المركز الإعلامي للقوات، إن «قذيفتين صاروخيتين مجهولتي المصدر سقطتا بالجهة الغربية لحقل العمر بدير الزور، التي تتخذها قوات (قسد) كقواعد متقدمة لملاحقة خلايا (داعش) الإرهابية».
ونفى المسؤول العسكري تعرض حقل «كونيكو» النفطي المجاور لهجوم صاروخي، وأكد: «لا صحة للأنباء التي تحدثت عن هجوم صاروخي استهدف حقل (كونيكو) شمال غربي دير الزور»، منوهاً بأن أصوات الانفجارات التي سُمعت في الحقل نتيجة التدريبات العسكرية المشتركة بالأسلحة الحية التي تقوم بها قوات «قسد» وقوات التحالف الدولي. وأكد فرهاد شامي أن الهجمات الصاروخية لم تسفر عن أي إصابات في صفوف عناصر القوات، ولفت قائلاً: «قبل يومين تعرضت قواعدنا بحقل العمر بدير الزور إلى هجمات صاروخية خطيرة، لم تسجل أي إصابات بصفوف قواتنا والأضرار اقتصرت على الخسائر المادية فقط».
وقال نشطاء وحسابات محلية من المنطقة إن دوي انفجارات سُمعت في حقل العمر النفطي، الذي يعد أكبر قاعدة للتحالف الدولي في سوريا، نتيجة سقوط صواريخ في مساكن الحقل، وأفادت صفحات إخبارية بأن مصدر النيران انطلق من ريف مدينة الميادين بريف دير الزور غربي نهر الفرات. وكانت قاعدة العمر النفطية التي تضم قوات من الجيش الأميركي والتحالف الدولي تعرضت لقصف صاروخي الأسبوع الماضي، حيث شنّت قوات «قسد» سلسلة هجمات احترازية في محيط المواقع العسكرية التي تعرضت لاستهداف صاروخي بالقرب من قاعدة العمر واتهمت خلايا تنظيم «داعش» بمسؤولية تنفيذ الهجوم، في وقت أكد الكولونيل وين ماروتو، الناطق باسم التحالف الدولي، إن القوات الأميركية في سوريا تعرضت لهجوم صاروخي لكن دون وقوع إصابات أو أضرار.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.