لا عناق على السجادة الحمراء في «كان»... و«الأفضلية لأفلام المخرجات»

لا عناق على السجادة الحمراء
لا عناق على السجادة الحمراء
TT

لا عناق على السجادة الحمراء في «كان»... و«الأفضلية لأفلام المخرجات»

لا عناق على السجادة الحمراء
لا عناق على السجادة الحمراء

«إذا ترددنا أمام فيلمين أحدهما من إخراج امرأة فإننا نختار فيلم المرأة». هذا ما أعلنه تييري فريمو، مدير مهرجان «كان» الدولي في مقابلة معه نشرها موقع «مدام فيغارو». حيث تنطلق، اليوم وحتى 17 من الشهر الحالي، الدورة الجديدة للمهرجان السينمائي الأكثر بريقاً والذي يقام على الشاطئ الجنوبي لفرنسا. وهي دورة تعد بالكثير، لا سيما أنّ دورة العام الماضي كانت قد ألغيت بسبب «كورونا». وأضاف، أنّه لن يستقبل النجوم بالعناق في أعلى السجادة الحمراء، كما جرت العادة؛ التزاماً بشروط التباعد. وكانت إدارة المهرجان قد تدارست في الخريف الماضي خيارات عدة لعقد دورة 2021 في ظل استمرار الوباء. مع وجود مقترح لتأجيلها حتى نهاية الصيف، أي في الخريف. لكن في نهاية الأمر استقر الرأي على شهر يوليو (تموز)؛ لأنه الموعد الأقرب للواقع، ومع الأخذ بنظر الاعتبار أنّ الوباء لم ينته بعد، والأمل بعدم حدوث موجة رابعة. نفى فريمو أن يكون قد أعلن بأنّه يريد مهرجاناً لا يقلص عدد الحضور ومن دون كمامات، وهو ما نقلته عنه الصحف في فترة سابقة، قائلاً، إنّه استخدم عبارة «نحلم بمهرجان...». وأضاف، أنّ نصف الحلم قد تحقق ولن يكون هناك تحديد لعدد الحضور، لكن الكمامات ستبقى إجبارية، داخل صالات العروض على الأقل.
وعن تأثير إلغاء الدورة السابقة قال فريمو، إنّ إدارة المهرجان لم تفصل يوماً بين المصلحة الشخصية ومصلحة العموم. وإذا كانت دورة قد أُلغيت فلأنّ هناك أمراً خطيراً استوجب إلغاءها. كما أنّ من غير المنصف التركيز على هذه الحالة الاستثنائية. وكما يقول المثل: رُب ضارة نافعة. وقد كان من فوائدها متابعة الأفلام التي عرضت في مهرجانات مجاورة أخرى مثل دوفيل، وسان سيباستيان وليون. أمّا الضرر المترتب عن إلغاء دورة العام الماضي فيؤكد فريمو لمهرجان «كان» عقوداً للتأمين، وأنّ ميزانيته تسمح بمواجهة الضربات العنيفة غير المتوقعة. هذا عدا عن أنّه استفاد من نظام المساعدة الذي وضعته الدولة للمؤسسات الثقافية والفنية المتضررة من الإغلاق. مع هذا أقر مدير المهرجان بأنّهم خسروا نصف الميزانية البالغة 20 مليون يورو، ناهيك عن الآثار التي تعاني منها المرافق المحيطة بالموقع، مثل التجار والمطاعم والفنادق، فقد كانت مدينة «كان» السياحية من أوائل الذين ضربتهم الأزمة الصحية. ولذلك؛ فإنّ لا أحد كان سيقدر على مواجهة إلغاء ثانٍ.
وقد أتاحت الجائحة اتخاذ خطوات في اتجاه الالتزام بالحفاظ على البيئة والحذر مما يلوثها من غازات. ومن ذلك التقليل من استبدال السجادة الحمراء ومن السيارات التي توضع بتصرف الضيوف للمسافات القصيرة واستخدام المركبات الكهربائية ومنع قوارير المياه البلاستيكية في المؤتمرات الصحافية التي تعقب كل فيلم. كما أنّ المهرجان سيقدم في دورته الحالية أفلاماً مختارة تتطرق إلى المشكلات البيئية وكيفية مواجهتها، وكذلك تلك التي تعرض جماليات الطبيعة والتزام الأجيال الجديدة بالحفاظ على كوكب الأرض. وقال فريمو، في المقابلة ذاتها «لا يمكننا التوقف بجمود عند عاداتنا القديمة من دون التطلع إلى المستقبل».
وفي سعيه للموجة العالمية لإنصاف المرأة، نجح المهرجان في تحقيق مناصفة بين الجنسين على صعيد فرق العمل وموظفيه. كما أنّه يحرص على أن يكون حضور المرأة واضحاً في لجان تحكيمه وفي مخرجي الأفلام المختارة. وفي الدورة الحالية اختيرت نصف أفلام تظاهرة «نظرة خاصة» لمخرجات نساء. وهو قرار مهم لأنّ غالبيتهن من السينمائيات الصاعدات اللواتي ستتنافس أفلامهن في المسابقة الرسمية خلال السنوات المقبلة. وفيما يخص هذه المسابقة فقد حُقّقت المساواة في الأفلام الفرنسية المختارة، أي ثلاثة أفلام لمخرجين وثلاثة لمخرجات. لكن فيما يخص الأفلام الأجنبية فإنّ أعداد المخرجات النساء غير كافية، مع هذا فإنّ الحسم يكون لصالح المرأة في حال التردد بين فيلمين.
من الجدير بالذكر، أن مهرجان «كان» يقيم في دورته الحالية تكريماً خاصاً للممثلة الأميركية أوليفيا دي هافيلاند، إحدى بطلات «ذهب مع الريح» التي أمضت السنوات الأخيرة من حياتها في فرنسا وكانت أول امرأة ترأس لجنة تحكيم المهرجان عام 1965. كما يقدم «كان» سعفة شرف إلى الممثلة جودي فوستر، عدا عن جائزة جديدة لتشجيع المخرجات الشابات تقدمها مؤسسة «لوريال».


مقالات ذات صلة

فيلم «لاف أكتشلي» من أجواء عيد الميلاد أول عمل لريتشارد كيرتس

لقطة من فيلم «عيد الميلاد» (أ.ب)

فيلم «لاف أكتشلي» من أجواء عيد الميلاد أول عمل لريتشارد كيرتس

بعد عقدين على النجاح العالمي الذي حققه الفيلم الكوميدي الرومانسي «لاف أكتشلي» المتمحور حول عيد الميلاد، يحاول المخرج البريطاني ريتشارد كورتس تكرار هذا الإنجاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما أغنييشكا هولاند (مهرجان ڤينيسيا)

أغنييشكا هولاند: لا أُجمّل الأحداث ولا أكذب

عد أكثر من سنة على عرضه في مهرجاني «ڤينيسيا» و«تورونتو»، وصل فيلم المخرجة البولندية أغنييشكا هولاند «حدود خضراء» إلى عروض خاصّة في متحف (MoMA) في نيويورك.

محمد رُضا (نيويورك)
يوميات الشرق من كواليس فيلم «المستريحة» (إنستغرام ليلى علوي)

أفلام مصرية جديدة تراهن على موسم «رأس السنة»

تُراهن أفلام مصرية جديدة على موسم «رأس السنة»، من خلال بدء طرحها في دور العرض قبيل نهاية العام الحالي (2024)، وأبرزها «الهنا اللي أنا فيه»، و«الحريفة 2».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد حلمي مع زينة عبد الباقي ووالدها وأبطال فيلمها (الشركة المنتجة للفيلم)

نجوم مصريون يدعمون ابنة أشرف عبد الباقي في تجربتها الإخراجية الأولى

حرص عدد كبير من نجوم الفن المصريين على دعم المخرجة الشابة زينة عبد الباقي ابنة الفنان أشرف عبد الباقي خلال العرض الخاص لفيلمها الروائي الطويل الأول «مين يصدق»

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان أمير المصري في «مهرجان القاهرة السينمائي» (صفحته على «إنستغرام»)

أمير المصري لـ«الشرق الأوسط»: خضت تدريبات شاقة من أجل «العملاق»

أكد الفنان المصري - البريطاني أمير المصري أنه يترقب عرض فيلمين جديدين له خلال عام 2025، هما الفيلم المصري «صيف 67» والبريطاني «العملاق».

انتصار دردير (القاهرة )

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.