«الديفا» مُسلّية... مليئة بالحياة والملايين يتفاعلون

هيفاء وهبي وأكرم حسني يطلقان «لو كنت»: واقعُ الاقتحام المبهج

هيفاء وهبي وأكرم حسني في «لو كنت»
هيفاء وهبي وأكرم حسني في «لو كنت»
TT

«الديفا» مُسلّية... مليئة بالحياة والملايين يتفاعلون

هيفاء وهبي وأكرم حسني في «لو كنت»
هيفاء وهبي وأكرم حسني في «لو كنت»

فلنتفق أنّ الغناء ذوق والناس مزاج. وفي الحدائق دائماً أنواع وأشكال، ولك أن تختار أي زهر يدغدغ القلب، وأي عشب تشاء ملامسته. المثاليات أحياناً مُنهِكة، والبشر بحاجة دائماً إلى الـ«ريفرش». في العالم، موجة أغنيات لا يمكن الحكم عليها بالإعدام لمجرد أنها تُرقّص وتُرفّه. أو لأنها «تضرب الإنترنت». ذمُّها لا يلغي وجودها، ونقدُها لا يقلّص انتشارها. المرء مثقل في بعض البقع الجغرافية المشتعلة، وثمة نوع من الـ«ترند» يُهوّن الثقل. تأتي أغنية هيفاء وهبي وأكرم حسني، «لو كنت»، بكليبها المُتجدّد، كشيء من مفعول الـ«كونترول 5» حين يتعلّق الأمر بالصفحات المرتبكة، بالتردّد، بالضجر، بالوقت العالق.
واقعٌ يُسمّى «Hit»، الإغفال عنه ليس بالضرورة «شطارة». «لو كنت»، استراحة ترفيهية؛ من الإجحاف ضمّها لطوفان الغناء التافه. يجدر التمييز بين الخواء والتسلية. الأول سهل، هشّ، سريع الزوال كفقاعة؛ والثانية «ذكية»، مدروسة، لها توقيتها المناسب. هيفاء وهبي مُسلّية بحنكة.
يكتب الفنان المصري أكرم حسني كلمات الأغنية ويلحّنها (توزيع توما)، ودعونا نعترف بأنّ الكلام يُحسب حسابه. الأذن والعين في صف واحد، يجرّان بعضهما بعضاً نحو المُشاهد. الجُمل ليست بلهاء، والموسيقى مشوّقة. «Hit» واثقة من نفسها، تلعب في ملعبها، تترقّب التصفيق الحار في نهاية العرض وتناله. الحقيقة أنّ البهجة عريضة في وسائل التواصل، والناس سعيدة بمبارزة حسني - وهبي. قلّما تقرأ تغريدة ساخطة أو «بوست» مندداً. ذلك لسببين: أولاً لأنّ الأغنية «لذيذة»، والثاني لأنّ «الحالة تعبانة». هنا في لبنان أصناف المواجع، فتأتي الأغنية من عمق الرغبة في الانفصال عن الواقع. «لو كنت أكرم حسني، لا معليش أنا برضه هيفا». ابتسم لدلع النساء.
الأرقام بالملايين، والأغنية «ترند» في المتاجر الموسيقية، في «يوتيوب»، «تيك توك»، «غوغل»، «تويتر». وقد تخطّى هاشتاغ «لو كنت» بالعربية والأجنبية العشرين مليون مشاهدة خلال أسبوع. لا مفرّ من ربط النجاحات بالأرقام. هذا واقع يفرض قراءته، وإن لم يكن معياراً منصفاً طوال الوقت. فكم من أغنيات عذبة، من قماشة الذوق الصعب، لا تحقّق الملايين ولا تتصدّر المنصات. مزاج وموضة، و«اقتحام». وأحياناً، حظّ.
تقرأ لغة جديدة، ترغمك على فهمها، وإن كنت من الأوفياء للرصانة والمكانة والقمم. «تيك توك» موجود، شئت أم أبيت. جمهوره يحب الـ«Boom»، وما «يكسّر الأرض». يُقال بالإنجليزية: «Break the records». «لو كنت» تخاطب هذه الأمزجة، وتتطلّع إلى عداد الأرقام: هل يحلّق؟ نعم تُبهِج، لا تُحبِط.
يلوّن المخرج حسام الحسيني الفيديو كليب بالزهري وسائر تدرّجات الفرح. فكرة الأغنية جميلة، عن رجل وامرأة يسجّلان النقاط على بعضهما البعض. تحتضن «الحلبة» نظرتهما إلى الحياة والواقع الجديد. عالم من الإيجابية والـ«باور»، مع خلطة «غنج» وجمالية. الخلاصة: أغنية تُحلّي الوقت. «لو كنت عين مغمّضة كنت أبقى برضه شايفة - لو كنت كلمة حا بقى صادقة... مش حا بقى زايفة». كباش مع الخيارات والقناعات؛ مرّة يميل نحو الأنوثة المندفعة، ومرّة نحو الرجل المصمم على قلْب الطاولة. الحسم للأنفاس الطويلة.
للصيف إيقاعاته وألوانه. الكليب شبابي، مليء بالحياة، يضحك للغيمة المارّة. عناصره متماسكة، ونجاحه ليس من فراغ. وهو «نَفَس» يخرق الهبوب الساخن ويخفّف الاختناق. يذكّر بالسهر والأماكن القادرة على علاج الأعماق، بالرقص أو «الجنون» أو بجَمعة الصداقات على وَقْع الهيصة.
هنّأتها أحلام: «ديفا وستظلّين ديفا. مبروك»، ومباركة من نوال الزغبي: «دائماً رائعة». تشكرها لمشاركتها فرحتها. في هيفاء وهبي امرأة تدرك جيداً مكانها. تتقدّم في التمثيل فتجلس بثقة في مقاعد مصر الأمامية، وباجتهادها تصبح الرقم الصعب. في الغناء، تتقلّب بين درجات النجاح. مرّة تبلغ أقصاه كما في «أنا هيفا» (وحالياً «لو كنت»)، ومرّة يتراءى منكمشاً كما في «حوا». هي نفسها لا تصنّف قدراتها الصوتية بالعالية ولا تزعم امتلاك خامة خاصة. تستعرض وتُغيّر الأمزجة، ولا بأس بالفرح والاستعراض، طالما أنّها لا تؤذي أحداً ولا تتسبب بكوارث كبرى. صوت «عالقد» وربما أقل، تعوّضه بالحضور الطاغي على المسرح. جمال وكاريزما وإصرار على حماية الاسم من الانطفاء والانكفاء. تختار التوقيت الصح، وتقتحم. «Breaks the internet».
ذكي الديو مع أكرم حسني، يكمّلان بعضهما بعضاً و«يأكلان» الجوّ. تُعجب نبيلة عبيد بـ«هيفاء وهبي وحلاوتها وأغنيتها الجديدة»، فتغازلها. ويمتلئ الإنترنت بمَن يبارك ومَن يراقب الأرقام ويوثق حجم الانتشار. البعض المنتقد لا يصوّب السهم نحو الأغنية في ذاتها، بل يتساءل عن الجمهور الذي تخاطبه.
ويخلص إلى أنّه جيل «تيك توك» وسائر الفورة. هل هذه خطيئة؟ لا. جريمة؟ لا. تسلية؟ نعم. منهم من يسلّيه كتاب، ومنهم من لا يجد العزاء إلّا في «الطقطوقة». «لو كنت»، لا هذا ولا ذاك. أغنية لها «وزن» على طريقتها. ولها «خطاب». ناسها ينتظرون فنانة تطرق أبوابهم بـ«خفّة»، وتدعوهم للاستراحة من «وجع الرأس». التفاعل الجماهيري الضخم هو استجابة لهذه الحاجة. والملايين الذين يشاهدون هم «حالة». مُكلف الفرح في لبنان، لم يعد لكل الناس. الفنانون رائعون، يُفرّحون مجاناً.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.