الصيف والتحصين يلهبان الطلب على السياحة الداخلية السعودية

عاملون لـ«الشرق الأوسط»: تضاعف الحجوزات على الشاليهات والمنتجعات وتزايد زوار المجمعات المغلقة

السعودية أطلقت موسم الصيف للعام الحالي بحزمة واسعة من المنتجعات والوجهات (واس)
السعودية أطلقت موسم الصيف للعام الحالي بحزمة واسعة من المنتجعات والوجهات (واس)
TT
20

الصيف والتحصين يلهبان الطلب على السياحة الداخلية السعودية

السعودية أطلقت موسم الصيف للعام الحالي بحزمة واسعة من المنتجعات والوجهات (واس)
السعودية أطلقت موسم الصيف للعام الحالي بحزمة واسعة من المنتجعات والوجهات (واس)

إذا كان للجائحة إيجابيات فبالتأكيد هو إبراز وتفعيل السياحة الداخلية السعودية، فبعد عام شهد إغلاق بعض الوجهات وإجراءات البقاء في المنازل، انطلقت السعودية في إعطاء المكونات السياحية الداخلية فرصة للانتعاش وإبراز جمالها وتميزها كوجهات متكاملة البنى التحتية والخدمات والوسائل.
وكشف لـ«الشرق الأوسط» عاملون في قطاع السياحة المحلية أن الصيف الحالي، لا سيما مع تنامي نسبة التحصين بأخذ لقاح كورونا إلى 18.1 مليون جرعة، دفع لارتفاع ملموس في أعمال الجهات الخاصة وأصحاب المشاريع الترفيهية برز منها الاستراحات والشاليهات والمجمعات المغلقة، في وقت تستهدف وزارة السياحة الإسهام بقرابة 10 في المائة في الناتج المحلي في 2030.
وكانت الهيئة السعودية للسياحة أطلقت الصيف الحالي برنامج «صيف السعودية 2021» بحزمة واسعة من الوجهات والفعاليات والشراكات، حيث حددت 11 وجهة سياحية، ومشاركة 250 شريكاً من القطاع الخاص وأكثر من 500 تجربة، بينما تبلغ التكاليف وفق باقة سياحية تبدأ أسعارها من 200 ريال (53.3 دولار) حسب التجربة والوجهة.
من جهته، أكد مدير فرع وكالة رحلة التغيير للسفر والسياحة سلطان جميل لـ«الشرق الأوسط» أن الحجوزات على مطار أبها، وهي إحدى أبرز المناطق السياحية جنوب المملكة، تشهد ارتفاعاً في معدل الحجوزات لموسم الصيف الحالي، مضيفاً بالقول: «أيضاً مطار تبوك (شمال المملكة) والرحلات المتجهة إلى جدة».
ويشير جميل حول أسعار التذاكر، إلى أن هناك ارتفاعاً خلال الموسم الحالي بالمقارنة مع أسعار السنة الماضية، مفيداً أن أسعار الدرجة السياحية بين من 880 ريالاً إلى 1200 ريال، بينما أكد أن الفنادق تشهد حجوزات كبيرة، «لدرجة عدم وجود شواغر»، على حد تعبيره.
إلى ذلك، لاحظت «الشرق الأوسط» الإقبال الواسع على زيارة المجمعات التجارية المغلقة والازدحام أمام أبوابها بشكل «لا يقارن بصيف ما قبل كورونا»، وفق عاملين في إحدى المجمعات التجارية الكبرى في الرياض، حيث أكدوا أن الإقبال تزايد، لا سيما في أوقات عدم السماح بالسفر احترازياً، مضيفين أن الصيف الحالي يشهد تضاعف أعداد الزوار عما كان عليه صيف ما قبل «كورونا».
وقال العاملون إن الأنشطة السياحية والترفيهية التي أقيمت في الرياض زادت من أعداد الزائرين للمجمع من خارج العاصمة.
من ناحية أخرى، يأتي من بين أهم مكونات السياحة الداخلية في فصل الصيف المنتجعات والشاليهات التي شهدت إقبالاً واسعاً للاستجمام والسياحة الداخلية، حيث أكدت لـ«الشرق الأوسط» مديرة الحجوزات في شاليهات «فور ديتيتلز» نورة العلي أن الإقبال كان كبيراً العام الحالي، مقدرة الارتفاع بنسبة 80 في المائة، مقارنة بالأوقات العادية، مستطردة: «من النادر أن يكون هناك شواغر في الشاليهات خلال الصيف الحالي». وتضيف العلي أن الأسعار في الفترة الراهنة تتراوح من 750 (200 دولار) إلى 2900 ريال (773 دولاراً) حسب الحجم والتصميم.
من جانبه، أوضح في حديث لـ«الشرق الأوسط» ياسر الشمري مدير عام منتجع رمكة في مدينة حائل - شمال السعودية - أنه مع ارتفاع الطلب على المنتجعات والأماكن السياحية تحسنت الخدمات المقدمة من قبل المستثمرين مما ساهم بانتعاش الطلب على الحجوزات أكثر، مضيفاً: «بالمقابل ارتفعت أسعارها نسبياً مع تحسن الجودة». وزاد الشمري أن السياح كانوا على قدر عالٍ من الاحترافية وحسن التعامل مما يزيد من المسؤولية عليهم بتقديم أفضل الخدمات.


مقالات ذات صلة

«دِل» تعزز التحول الرقمي في السعودية عبر 3 عقود من الابتكار والشراكة

خاص تلتزم شركة «دِل» بدعم التحول الرقمي للمملكة وتشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة (شاترستوك)

«دِل» تعزز التحول الرقمي في السعودية عبر 3 عقود من الابتكار والشراكة

«دِل» تدعم تحول المملكة الرقمي عبر استثمارات جديدة تشمل مركزاً لوجيستياً في الدمام وبرامج تدريبية تعزز الكفاءات المحلية وتدفع نحو اقتصاد رقمي متقدم.

نسيم رمضان (الرياض)
يوميات الشرق ديمتري كيركنتزس أمين عام المكتب الدولي للمعارض يتسلّم الملف من فهد الرويلي السفير السعودي لدى فرنسا (الهيئة الملكية للرياض) play-circle

السعودية تُسلِّم ملف تسجيل «الرياض إكسبو 2030»

سلّمت السعودية ملف تسجيل «الرياض إكسبو 2030» إلى المكتب الدولي للمعارض، الذي يُعدّ وثيقة متكاملة ترسم ملامح رؤيتها الطموح وخططها الشاملة لاستضافته.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد أكدت السهيل أن العلاقات العراقية - السعودية شهدت تحولاً استراتيجياً في المجالات كافة (تصوير: تركي العقيلي) play-circle

برلمان العراق يقترب من إقرار قانون حماية الاستثمارات السعودية

أكدت السفيرة العراقية لدى الرياض صفية السهيل أن العلاقات العراقية - السعودية تشهد تحولاً استراتيجياً يعكس رؤية قيادتي البلدين لتعزيز الشراكة في مختلف المجالات.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
الاقتصاد مسؤولون في «آلات» و«لينوفو» يقومون ببدء عمليات البناء للمصنع الجديد في المنطقة اللوجستية (سيلز)

إنشاء مركز عالمي لتصنيع الحواسيب والخوادم تحت علامة «صُنع في السعودية»

يدخل قطاع التصنيع في المملكة مرحلة جديدة مع إنشاء شركتي «آلات» السعودية و«لينوفو» الصينية مركزاً للتصنيع في المنطقة الخاصة اللوجستية المتكاملة في الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى شركة «معادن» السعودية (الشرق الأوسط)

أرباح «معادن» السعودية تقفز 82.05 % إلى 765 مليون دولار نهاية 2024

أعلنت التعدين العربية السعودية (معادن)، أكبر شركة تعدين ومعادن متعدّدة السلع في الشرق الأوسط، عن نتائجها المالية للربع الرابع وعام 2024 بأكمله.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

التضخم في الصين يتحول إلى سلبي للمرة الأولى منذ 13 شهراً

الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)
الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)
TT
20

التضخم في الصين يتحول إلى سلبي للمرة الأولى منذ 13 شهراً

الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)
الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)

انخفض معدل التضخم الاستهلاكي في الصين إلى ما دون الصفر للمرة الأولى منذ 13 شهراً، بسبب التوقيت المبكر لعطلة السنة القمرية الجديدة، ولكنها تذكير بالضغوط الانكماشية المستمرة في الاقتصاد.

وقال المكتب الوطني للإحصاء يوم الأحد، إن مؤشر أسعار المستهلك انخفض بنسبة 0.7 في المائة عن العام السابق، مقارنة بزيادة بنسبة 0.5 في المائة في الشهر السابق. وكان متوسط ​​توقعات خبراء الاقتصاد الذين استطلعت آراءهم «بلومبرغ» هو انخفاض بنسبة 0.4 في المائة.

وعلى أساس شهري، انخفضت الأسعار بنسبة 0.2 في المائة عن شهر يناير (كانون الثاني).

وفي الوقت الذي يتصارع فيه كثير من الدول الأخرى مع التضخم، يواجه صانعو السياسة في الصين انخفاض الأسعار، واحتمال تطورها إلى دوامة انكماشية من شأنها أن تسحب الاقتصاد إلى الأسفل. وقد شددت الحكومة على الحاجة إلى زيادة الطلب المحلي والإنفاق الاستهلاكي في تقرير سنوي الأسبوع الماضي، إلى مجلسها التشريعي الاحتفالي، المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، لكنها أحجمت عن الكشف عن أي خطوات جديدة مثيرة لتعزيز الاقتصاد.

وجاء العام القمري الجديد، وهو الوقت الذي يرتفع فيه الإنفاق على السفر وتناول الطعام في الخارج والترفيه، في أواخر يناير هذا العام بدلاً من فبراير (شباط)، حيث إنه يعتمد على دورات القمر. وقد ساعد الإنفاق خلال العطلات في ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.5 في المائة في يناير، ولكنه انخفض بعد ذلك في الشهر الماضي مقارنة بالمستوى المرتفع الذي سجله في عام 2024.

وقال دونغ ليغوان، وهو خبير إحصائي في مكتب الإحصاء الحكومي، في تحليل مكتوب، إنه مع أخذ تأثير العطلة في الحسبان، ارتفع المؤشر بنسبة 0.1 في المائة الشهر الماضي.

ولا يزال هذا أقل بكثير من المستوى المثالي.

وتضمن التقرير السنوي للحكومة الأسبوع الماضي، هدفاً للتضخم بنسبة 2 في المائة لهذا العام، ولكن من المرجح أن يكون أقل بكثير من هذا الهدف. وكان مؤشر أسعار المستهلك ثابتاً في عام 2024، حيث ارتفع بنسبة 0.2 في المائة.

وقد تضيف الحرب التجارية المزدهرة مع الولايات المتحدة إلى الرياح الاقتصادية المعاكسة للصين.

المشاركون يحملون لافتات أثناء انتظارهم المندوبين الذين يحضرون الجلسة العامة الثالثة للمؤتمر السياسي للشعب الصيني (رويترز)
المشاركون يحملون لافتات أثناء انتظارهم المندوبين الذين يحضرون الجلسة العامة الثالثة للمؤتمر السياسي للشعب الصيني (رويترز)

وقال دونغ إنه إلى جانب السنة القمرية الجديدة في وقت مبكر، أسهم عاملان آخران في انخفاض الأسعار في فبراير: أدى تحسن الطقس إلى تعزيز إنتاج المزارع، مما أدى إلى انخفاض أسعار الخضراوات الطازجة، كما كثفت شركات صناعة السيارات من العروض الترويجية في محاولة لزيادة المبيعات، مما أدى إلى انخفاض أسعار السيارات الجديدة.

وقال مكتب الإحصاء إن مؤشر أسعار المنتجين، الذي يقيس أسعار الجملة للسلع، انخفض بنسبة 2.2 في المائة في فبراير. وقد انخفضت أسعار المنتجين بشكل أكثر حدة من أسعار المستهلكين، مما فرض ضغوطاً على الشركات لخفض العمالة والتكاليف الأخرى.