السماح لشخصيات في «يويفا» بدخول إنجلترا وتجاهل الحجر الصحي سيكون «هدفاً عكسياً» تحرزه حكومة جونسون في مرماها

لاعب أسكتلندا غيلمور (يمين) في مواجهة إنجلترا قبل إصابته بفيروس {كورونا} (رويترز)
لاعب أسكتلندا غيلمور (يمين) في مواجهة إنجلترا قبل إصابته بفيروس {كورونا} (رويترز)
TT

السماح لشخصيات في «يويفا» بدخول إنجلترا وتجاهل الحجر الصحي سيكون «هدفاً عكسياً» تحرزه حكومة جونسون في مرماها

لاعب أسكتلندا غيلمور (يمين) في مواجهة إنجلترا قبل إصابته بفيروس {كورونا} (رويترز)
لاعب أسكتلندا غيلمور (يمين) في مواجهة إنجلترا قبل إصابته بفيروس {كورونا} (رويترز)

هدّد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «اليويفا» بنقل المباراة النهائية ليورو 2020 من ملعب ويمبلي إلى المجر ما لم تسمح إنجلترا لـ2500 من الشخصيات المرموقة بعدم الالتزام بإجراءات الحجر الصحي لحضور هذه المباراة! لا يعني ذلك أن نقل المباراة النهائية لبودابست لن يقدم شيئاً جديداً، فسوف تحضرها آنذاك أعداد كبيرة من الجماهير المجرية العنصرية الذين يخضعون للتحقيق من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بسبب سلوكهم خلال البطولة! على أي حال، لنعد إلى «ترتيبات المقايضة» فيما يتعلق بمباريات الدور نصف النهائي والنهائي، ونطرح السؤال التالي؛ ما الذي نستخلصه من الأخبار التي انتشرت وتفيد بأن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أصبح فجأة أكثر إيجابية بشأن عدم الاضطرار إلى نقل المباراة النهائية من لندن إلى المجر؟
لقد قال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إنه «يعمل عن كثب» مع الحكومة البريطانية والاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، مشيراً إلى أنه ليس هناك «خطط لتغيير ملعب المباراة».
ويأمل المتفائلون بيننا أن يفهم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن محاولة إدخال 2500 عضو من «عائلة كرة القدم» إلى إنجلترا من خلال «إعفاء النخبة الرياضية» من الإجراءات الطبيعية هو أمر مبالغ فيه إلى حد ما، وبالتالي يجب ألا يحدث ذلك! لكن الواقعيين بيننا - أي كل شخص لديه أي خبرة فيما يتعلق بالطريقة التي تدار بها كرة القدم حالياً وطريقة الإدارة الحالية في المملكة المتحدة – سوف يفكرون في أنه يتم الترتيب لشيء آخر. فهل استضافة المباراة النهائية تستحق مزيداً من المساومة على فكرة أننا جميعاً في خندق واحد، أم أن التنازل عن إجراءات مكافحة فيروس كورونا مقابل مجموعة بسيطة من الامتيازات يعتبر ثمناً يجب أن تدفعه الحكومة البريطانية؟
لقد أصبح هذا الأمر يستعصي على الفهم، فعندما أصيب لاعب المنتخب الأسكتلندي بيلي غيلمور بفيروس كورونا، تم الإعلان عن أنه سوف يخضع للعزل لمدة 10 أيام، كما تم الإعلان عن أن اثنين من لاعبي المنتخب الإنجليزي، زميلي غيلمور في تشيلسي؛ ماسون ماونت، وبن تشيلويل، سوف يخضعان للعزل أيضاً، لكن الغريب في الأمر أنه لم يُطلب من أي لاعب في منتخب أسكتلندا أن يعزل نفسه، رغم أنهم جميعاً كانوا يتدربون ويلعبون مع غيلمور!
بصراحة، شعرت بالدهشة عندما علمت أن لاعبين من المنتخب الإنجليزي قد اقتربوا من غيلمور، لكني أتفهم الأمر بعض الشيء عندما تم الإعلان عن أن الاتصال قد حدث في نفق الملعب بعد نهاية المباراة.
ومع ذلك، فإن فكرة عدم اتصال أي لاعب في منتخب أسكتلندا بغيلمور، سواء في غرفة خلع الملابس أو في التدريبات، هي فكرة سخيفة وغير منطقية على الإطلاق! ولكي ندرك ذلك يتعين علينا أن نلقي نظرة على صورة المدير الفني لمنتخب أسكتلندا، ستيف كلارك، وهو يصافح غيلمور المتعرق ويحتضنه بعد نهاية المباراة!
أنا لا أعني بذلك أنه يجب أن يتم عزل مزيد من اللاعبين وحرمانهم من المشاركة في المباريات.
لكن المشكلة في هذا، وفي أي تنازلات بشأن ترتيبات الحجر الصحي لكبار الشخصيات التابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، هي أن هذا كله يعد دليلاً واضحاً للغاية على الظلم وعدم الوضوح اللذين يميزان الآن كثيراً من نهج الحكومة بشأن إجبار البعض على الالتزام بإجراءات مكافحة «كورونا» وإعفاء البعض الآخر من هذه الإجراءات.
ووفقاً لرئيس الوزراء بوريس جونسون، فإن حكومته ترغب في تقديم «تسهيلات معقولة» للاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
لكن أين كانت هذه «التسهيلات المعقولة» للأشخاص الذين أجبروا على العزلة بدون أجر لمجرد أنهم جلسوا على طاولة منفصلة في حديقة في الهواء الطلق بالقرب من شخص أثبتت إصابته بالفيروس؟
أين هي «التسهيلات المعقولة» للأشخاص الذين حصلوا على جرعتين من اللقاح والذين رغبوا في السفر إلى مالطا، التي تسبقنا بأميال فيما يتعلق بتلقيح المواطنين وستكون بالتأكيد على القائمة الخضراء؟ ألم تكن هذه القائمة الخضراء مجرد خيال تمت إدارته على مراحل من أجل الحد من تحركات المواطنين؟ في الحقيقة، إذا لم يشعر المواطنون بالعدالة في تطبيق الإجراءات فإنهم سيتجاهلون الإرشادات والإجراءات الحكومية، لأنهم سيشعرون بأن الحكومة تتلاعب بهم.


مقالات ذات صلة

جاك كولز «كشاف» يستخدم لعبة «فوتبول مانجر» للعثور على لاعبين لمنتخب غينيا بيساو

رياضة عالمية منتخب غينيا بيساو المغمور يأمل الاستفادة من ابناء الجيل الثاني لمواطنيه المغتربين بأوروبا (غيتي)

جاك كولز «كشاف» يستخدم لعبة «فوتبول مانجر» للعثور على لاعبين لمنتخب غينيا بيساو

قاد جاك تشارلتون جمهورية آيرلندا للوصول إلى الدور ربع النهائي في كأس العالم. فعندما تم تعيينه مديرا فنيا للمنتخب في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، بدأ يبحث

ريتشارد فوستر (لندن)
رياضة عالمية كين (يمين) يسجل هدفه الثاني من ثلاثية فوز أنجلترا على أيطاليا (ا ب)

9 منتخبات تضمن تأهلها لـ«يورو 2024» وإيطاليا تنتظر معركة مع أوكرانيا

مع ختام الجولة الثامنة لتصفيات كأس أوروبا (يورو 2024) المقررة الصيف المقبل في ألمانيا، تأكد تأهل 9 منتخبات إلى النهائيات هي إنجلترا والنمسا وبلجيكا وإسبانيا

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متسوق يدفع بورقة من فئة عشرة يوروات بسوق محلية في نيس بفرنسا (رويترز)

اليورو يسجّل أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ 20 عاماً

سجّل اليورو، اليوم (الثلاثاء)، أدنى مستوياته مقابل الدولار الأميركي منذ نحو 20 عاماً وبلغ 1.0306 دولار لليورو متأثراً بالتوترات المرتبطة بالطاقة في أوروبا وقوة العملة الأميركية التي تستفيد من السياسة النقدية المشددة للاحتياطي الفيدرالي. وارتفع الدولار قرابة الساعة 08.50 بتوقيت غرينتش بنسبة 1.03 في المائة مسجّلاً 1.0315 للدولار مقابل اليورو.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أشخاص يسيرون أمام مكتب صرافة في موسكو (إ.ب.أ)

الروبل الروسي يصعد أمام اليورو إلى أعلى مستوى في 7 سنوات

تواصل العملة الروسية ارتفاعها أمام العملتين الأميركية والأوروبية، وتم تداول الدولار اليوم دون 53 روبلاً، فيما جرى تداول اليورو عند مستوى 55 روبلاً وذلك للمرة الأولى في نحو سبع سنوات. وبحلول الساعة العاشرة و42 دقيقة بتوقيت موسكو، تراجع سعر صرف الدولار بنسبة 1.52% إلى مستوى 95.‏52 روبل، فيما انخفض سعر صرف اليورو بنسبة 1.92% إلى 18.‏55 روبل، وفقاً لموقع «آر تي عربية» الروسي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الرياضة اتحاد الكرة الإنجليزي وشرطة العاصمة مسؤولان عن فوضى المباراة النهائية ليورو 2020

اتحاد الكرة الإنجليزي وشرطة العاصمة مسؤولان عن فوضى المباراة النهائية ليورو 2020

قالت لويز كيسي «عضو مجلس اللوردات البريطاني» في تقريرها الشامل عن الأحداث التي وقعت خلال المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية 2020 على ملعب ويمبلي في 11 يوليو (تموز): «أنا لست بصدد إلقاء اللوم على بعض الأفراد. لذا، إذا كان الناس يبحثون عن تقرير يحاول تحويل بعض الأفراد إلى كبش فداء، فلن تجدوا ذلك. كانت هناك إخفاقات جماعية حددتها وكانت واضحة. وهناك أيضاً عوامل مخففة أصفها في التقرير بأنها (عاصفة كاملة) جعلت من الصعب للغاية إدارة هذه المباراة النهائية». وبعد صدور التقرير الصادر من 129 صفحة، يبدو من غير المحتمل أن كلمات كيسي ستوقف الأشخاص الذين يتطلعون إلى تحميل فرد ما مسؤولية ما حدث.

بول ماكينيس (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».