أفلام وثائقية لبنانية تتصدر «شاشات الواقع»

تعود معه سينما مونتاين إلى الحياة من جديد

«بيروت المحطة الأخيرة» من الأفلام اللبنانية المشاركة في «شاشات الواقع» 2021
«بيروت المحطة الأخيرة» من الأفلام اللبنانية المشاركة في «شاشات الواقع» 2021
TT

أفلام وثائقية لبنانية تتصدر «شاشات الواقع»

«بيروت المحطة الأخيرة» من الأفلام اللبنانية المشاركة في «شاشات الواقع» 2021
«بيروت المحطة الأخيرة» من الأفلام اللبنانية المشاركة في «شاشات الواقع» 2021

من بعد عتمة استمرت أشهراً طويلة، تعود سينما مونتاين إلى الأضواء من جديد بعد توقف قسري لعروضها السينمائية، كغيرها من الصالات في لبنان. مونتاين التابعة للمعهد الثقافي الفرنسي، أعلنت عن عودتها هذه مفتتحة نشاطاتها مع المهرجان الدولي للأفلام الوثائقية «شاشات الواقع». وبعده ستستضيف «مونتاين» سلسلة من العروض، بينها واحدة لإيلي خليفة بعنوان «قلتلك خلص».
في النسخة الـ16 من مهرجان أفلام «شاشات الواقع» الذي يستمر لغاية 30 يونيو (حزيران) المقبل، يجري عرض أفلام من مختلف دول العالم بينها من الفلبين ومصر وفلسطين وفرنسا والجزائر وغيرها. وتحتل الأعمال اللبنانية مساحة لا يستهان بها من هذا الحدث الذي ينتظره هواة السينما من عام إلى آخر. وتتنقل عروض المهرجان في أماكن مختلفة، كـ«مركز بيروت للفن» (كورنيش النهر) و«سينما ومسرح إشبيلية» (صيدا)، و«الفندق» (معاصر الشوف) و«العمل للأمل» (البقاع)، و«بيت الفنان» (حمانا). ويشارك فيها بعض مخرجي الأفلام بحيث تدور نقاشات حول العمل بعيد عرضه.
ومن الأفلام الأجنبية المعروضة في المهرجان «الحديث عن الأشجار» (السودان) و«احكيلي» (مصر) و«مراهقات» (فرنسا) و«جزائرهم» (الجزائر) و«حق الخبزات» (فلسطين) وغيرها.
وتتحدث المكلّفة بقسم السينما في المعهد الثقافي الفرنسي شارلوت شوارزنكر لـ«الشرق الأوسط»: «إنها العودة بعد غياب قسري بسبب الجائحة، ولكننا سعداء بالانطلاق مرة جديدة من بيروت عاصمة الثقافة. كما أننا فخورون بعرض سلسلة أفلام لبنانية وعربية لم يسبق أن استضيفت في صالات سينمائية ولا في مراكز ثقافية». وعن النشاطات التي ستشهدها سينما «مونتاين» في المستقبل القريب توضح: «هناك سلسلة نشاطات نستعد لتحضيرها، وبينها عروض رقمية نقدمها في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل وأخرى في شهر أكتوبر (تشرين الأول)، وعنوانها مهرجان الأفلام المتحركة تحت عنوان (بيروت أنيمايتد)». وعن كيفية القيام بالخيارات المتعلقة بعروض «شاشات الواقع» ترد: «نقوم بها بالتعاون مع سينما مترروبوليس، واللائحة تضمنت أفلاماً تعرض لأول مرة، كنا قد وضعناها في العام الماضي. وبسبب ظروف الجائحة اضطررنا إلى إلغاء المهرجان العام الماضي. أعدنا ترتيب لائحة الأفلام وجددناها لتحتضن أفلاماً من إنتاجات عامي 2020 و2021. وتكريماً لأصحاب هذه الأفلام وتشجيعاً لهم نقوم بعرضها ضمن «شاشات الواقع» لهذه السنة. فهي مجموعة أفلام اخترناها من بلدان مختلفة، تحكي واقعاً اجتماعياً، وقضايا يسلط الضوء عليها بأسلوب مختلف وجميل».
وتتناول الأفلام اللبنانية حكايا عن بيروت، وأخرى عن الريف اللبناني وقطار السكة الحديدية، إضافة إلى أعمال تتناول قصصاً واقعية.
يدور فيلم «وجاق» لجاد عندري حول تقاليد في الريف اللبناني، نستكشفها معه من خلال بلدة بزبدين في جبل لبنان. وكان هذا العمل قد ترشح لجوائز عالمية وحصد في عام 2020 جائزة أفضل وثائقي في مهرجان السينما المستقلة في مدينة مونتريال الكندية.
أما فيلم «الهبوط» لأبن مدينة صيدا الجنوبية أكرم زعتري فيروي قصة ثلاثة رجال يجدون أنفسهم عالقين في الصحراء. الكابلات، وأنابيب الصرف الصحي، والمجارف، وأدوات المطبخ، ومراوح النفخ الكهربائية وصولاً إلى مروحية تهبط في موقع تصوير فيلم زعتري، تلعب كلّها مجتمعة دوراً في الفيلم، نظراً لقدراتها الصوتية بدلاً من السردية، ما يخلق انكسارات ومواجهات وتحولات في سرد متقطع.
وفي فيلم «نحن من هناك» لوسام طانيوس الذي حصل على جائزة نقدية كأفضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة الدولي، نتابع شريطاً وثائقياً مشتركاً الإنتاج بين لبنان وفرنسا. يناقش الفيلم قضية إنسانية مهمة تخص الشعب السوري، وتركه موطنه وعائلته والتنقل بين البلدان هرباً من الحرب. ويجسد هذه الحالة شابان من سوريا في منتصف العشرينات قررا الانطلاق إلى إحدى الدول الأوروبية. أما هدفهما فيكمن في بدء حياة جديدة، بخلاف حياتهما التي أنهتها الحرب في سوريا. يرصد وسام طانيوس في الفيلم، مشاعر وحالة السوريين خلال رحلاتهم إلى بيروت، وأثينا مروراً ببرلين، وإلى ستوكهولم، بحثاً عن الأمن والاستقرار خارج أرضهم، وقدرة الإنسان على التكيف مع ظروف حياة جديدة تختلف بشكل كلي عن الحياة التي نشأ عليها.
اللبنانية ليلى بسمة وضمن فيلمها «مشروع آدم بسمة» تكتب بالخط العريض على ملصقه الترويجي «أمي اختفت وضاع الجميع». وتحكي فيه قصة عمّها المهاجر منذ زمنٍ عند بلوغه المراهقة، رغبة منه في احتراف الرقص الشرقيّ. ومن أغراض وأشياء صغيرة تركها خلفه، تبني سياق الفيلم ومدته 15 دقيقة.
وفي «بيروت المحطة الأخيرة» لإيلي كمال نستعرض ذكريات طفولية ترتبط ارتباطاً مباشراً بسكة الحديد في بيروت، وبالتحديد في منطقة مار مخايل.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.