قالت مصادر فلسطينية مطلعة على المباحثات حول صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل و«حماس»، إنه لم يسجل أي اختراق مباشر حتى الآن في المباحثات غير المباشرة التي ترعاها مصر، لكنها لم تفشل أيضاً.
وأكدت المصادر، لـ«الشرق الأوسط»، أن الطرفين يتمسكان حتى الآن بمواقفهما، لكنّ ثمة تصوراً مصرياً أنه سيجري في النهاية تغيير في المواقف وإبداء المرونة اللازمة لإنجاز الصفقة التي يسعى لها الطرفان. وخاض وفدان واحد إسرائيلي وآخر من «حماس»، في مصر، الأربعاء، مباحثات غير مباشرة، لكنها لم تفضِ إلى تقدم، بسبب أن الوفد الإسرائيلي حاول المناورة مجدداً، مرة بالحصول على معلومات مقابل تسهيلات، ومرة باستعادة جنوده ومواطنيه مقابل إطلاق عملية إعمار قطاع غزة وتمويل مشاريع.
وقالت المصادر إن «حماس» رفضت، قطعياً، ربط ملف تبادل الأسرى بأي ملف آخر، وأبلغت الوسيط المصري أن إطلاق أي أسرى سيتم مقابل أسرى فقط، أما التهدئة فلها مسار موازٍ. وتابعت أن مصر تضغط وتعمل على إنجاز الصفقة بشكل منفصل، لكنها تريد أن تكون الصفقة أول اتفاق ينجز، باعتبار أنه سيدفع إلى الأمام اتفاق تهدئة شامل.
وأكدت قناة ريشت كان العبرية، أن الوفد الإسرائيلي الذي يرأسه يارون بلوم منسق شؤون الأسرى والمفقودين، عاد من القاهرة إلى تل أبيب بعدما أبلغ وفد «حماس» عبر الوسيط المصري، أنه لن تكون هناك تهدئة طويلة الأمد بغزة دون حل قضية الأسرى والمفقودين الإسرائيليين. وقالت القناة إن إسرائيل تعول على أن تضغط مصر على قيادة «حماس» لإبداء مرونة في هذا الملف، وأنه يمكن للقاهرة أن تستخدم ما تمتلكه من أدوات لم تستخدمها بعد من أجل هذا الهدف.
كما نقل موقع «واللا» عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، أنه لم يتم إحراز أي تقدم بسبب إصرار «حماس» على إطلاق سراح أسرى أمنيين. وذكر الموقع أن الجانب الإسرائيلي احتج لدى المصريين على أنه بينما أبدت إسرائيل حسن النية تجاه مواطني قطاع غزة وسمحت بدخول البضائع والوقود عبر معبر كرم أبو سالم، فإن قيادة «حماس» لم تتخذ أي خطوة سوى الهدوء ووقف البالونات الحارقة، أي لم تقدم بوادر حسن نية في ملف الأسرى.
وكان وفد إسرائيلي وآخر من «حماس» وصلا، مساء الثلاثاء، إلى العاصمة المصرية القاهرة، لبحث إمكانية التوصل لاتفاق مبدئي بشأن الخطوط العريضة للتوصل لصفقة تبادل أسرى. وخلال محادثات التسوية فوجئ ممثلو الوفد الأمني الإسرائيلي بوجود شخصيات رفيعة المستوى لحركة «حماس» كانوا يقيمون في نفس المبنى.
وأمام الجمود المؤقت، من المتوقع انعقاد جلسة لمجلس الوزراء الإسرائيلي السياسي والأمني المصغر «الكابنيت»، خلال الأسابيع المقبلة، لمناقشة ما إذا كان سيتم التنازل لـ«حماس» في قضية صفقة تبادل الأسرى. ووفقاً للموقع، تشير تقديرات مؤسسة الأمن إلى أن مجلس الوزراء الأمني سيطلب الانعقاد واتخاذ قرار بشأن ما إذا كان، بناءً على موقف «حماس»، سيتم التنازل وتقديم صفقة تشمل إطلاق سراح أسرى قتلوا إسرائيليين، أو الاستمرار في سياسة الحكومة السابقة المتمثلة بمقايضة الأسرى في غزة بالإعمار والمشاريع والهدنة الطويلة.
مصر تضغط من أجل صفقة تبادل تسمح بتهدئة طويلة
توقع جلسة لـ«الكابنيت» لمناقشة تقديم تنازلات
مصر تضغط من أجل صفقة تبادل تسمح بتهدئة طويلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة