مصر تضغط من أجل صفقة تبادل تسمح بتهدئة طويلة

توقع جلسة لـ«الكابنيت» لمناقشة تقديم تنازلات

لقاء قادة «حماس» في غزة مع الوفد المصري بحضور رئيس المخابرات المصرية عباس كامل مايو الماضي (أ.ب)
لقاء قادة «حماس» في غزة مع الوفد المصري بحضور رئيس المخابرات المصرية عباس كامل مايو الماضي (أ.ب)
TT

مصر تضغط من أجل صفقة تبادل تسمح بتهدئة طويلة

لقاء قادة «حماس» في غزة مع الوفد المصري بحضور رئيس المخابرات المصرية عباس كامل مايو الماضي (أ.ب)
لقاء قادة «حماس» في غزة مع الوفد المصري بحضور رئيس المخابرات المصرية عباس كامل مايو الماضي (أ.ب)

قالت مصادر فلسطينية مطلعة على المباحثات حول صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل و«حماس»، إنه لم يسجل أي اختراق مباشر حتى الآن في المباحثات غير المباشرة التي ترعاها مصر، لكنها لم تفشل أيضاً.
وأكدت المصادر، لـ«الشرق الأوسط»، أن الطرفين يتمسكان حتى الآن بمواقفهما، لكنّ ثمة تصوراً مصرياً أنه سيجري في النهاية تغيير في المواقف وإبداء المرونة اللازمة لإنجاز الصفقة التي يسعى لها الطرفان. وخاض وفدان واحد إسرائيلي وآخر من «حماس»، في مصر، الأربعاء، مباحثات غير مباشرة، لكنها لم تفضِ إلى تقدم، بسبب أن الوفد الإسرائيلي حاول المناورة مجدداً، مرة بالحصول على معلومات مقابل تسهيلات، ومرة باستعادة جنوده ومواطنيه مقابل إطلاق عملية إعمار قطاع غزة وتمويل مشاريع.
وقالت المصادر إن «حماس» رفضت، قطعياً، ربط ملف تبادل الأسرى بأي ملف آخر، وأبلغت الوسيط المصري أن إطلاق أي أسرى سيتم مقابل أسرى فقط، أما التهدئة فلها مسار موازٍ. وتابعت أن مصر تضغط وتعمل على إنجاز الصفقة بشكل منفصل، لكنها تريد أن تكون الصفقة أول اتفاق ينجز، باعتبار أنه سيدفع إلى الأمام اتفاق تهدئة شامل.
وأكدت قناة ريشت كان العبرية، أن الوفد الإسرائيلي الذي يرأسه يارون بلوم منسق شؤون الأسرى والمفقودين، عاد من القاهرة إلى تل أبيب بعدما أبلغ وفد «حماس» عبر الوسيط المصري، أنه لن تكون هناك تهدئة طويلة الأمد بغزة دون حل قضية الأسرى والمفقودين الإسرائيليين. وقالت القناة إن إسرائيل تعول على أن تضغط مصر على قيادة «حماس» لإبداء مرونة في هذا الملف، وأنه يمكن للقاهرة أن تستخدم ما تمتلكه من أدوات لم تستخدمها بعد من أجل هذا الهدف.
كما نقل موقع «واللا» عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، أنه لم يتم إحراز أي تقدم بسبب إصرار «حماس» على إطلاق سراح أسرى أمنيين. وذكر الموقع أن الجانب الإسرائيلي احتج لدى المصريين على أنه بينما أبدت إسرائيل حسن النية تجاه مواطني قطاع غزة وسمحت بدخول البضائع والوقود عبر معبر كرم أبو سالم، فإن قيادة «حماس» لم تتخذ أي خطوة سوى الهدوء ووقف البالونات الحارقة، أي لم تقدم بوادر حسن نية في ملف الأسرى.
وكان وفد إسرائيلي وآخر من «حماس» وصلا، مساء الثلاثاء، إلى العاصمة المصرية القاهرة، لبحث إمكانية التوصل لاتفاق مبدئي بشأن الخطوط العريضة للتوصل لصفقة تبادل أسرى. وخلال محادثات التسوية فوجئ ممثلو الوفد الأمني الإسرائيلي بوجود شخصيات رفيعة المستوى لحركة «حماس» كانوا يقيمون في نفس المبنى.
وأمام الجمود المؤقت، من المتوقع انعقاد جلسة لمجلس الوزراء الإسرائيلي السياسي والأمني المصغر «الكابنيت»، خلال الأسابيع المقبلة، لمناقشة ما إذا كان سيتم التنازل لـ«حماس» في قضية صفقة تبادل الأسرى. ووفقاً للموقع، تشير تقديرات مؤسسة الأمن إلى أن مجلس الوزراء الأمني سيطلب الانعقاد واتخاذ قرار بشأن ما إذا كان، بناءً على موقف «حماس»، سيتم التنازل وتقديم صفقة تشمل إطلاق سراح أسرى قتلوا إسرائيليين، أو الاستمرار في سياسة الحكومة السابقة المتمثلة بمقايضة الأسرى في غزة بالإعمار والمشاريع والهدنة الطويلة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.