رغم توديع هولندا «يورو 2020»... دينزل دومفريس أحد أبرز نجوم البطولة

دينزل دومفريس يحتفل بهدفه أمام النمسا (رويترز)
دينزل دومفريس يحتفل بهدفه أمام النمسا (رويترز)
TT

رغم توديع هولندا «يورو 2020»... دينزل دومفريس أحد أبرز نجوم البطولة

دينزل دومفريس يحتفل بهدفه أمام النمسا (رويترز)
دينزل دومفريس يحتفل بهدفه أمام النمسا (رويترز)

على الرغم من توديع منتخب بلاده بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) من دور الـ16 للمسابقة، قدم الظهير الأيمن للمنتخب الهولندي دينزل دومفريس مستويات مثيرة للإعجاب في دور المجموعات، ليظهر للجميع أنه يمكن القيام بأي شيء، والتغلب على الصعوبات والتحديات كافة، إذا كانت هناك رغبة حقيقية للقيام بذلك.
فعندما أراد دومفريس أن يصبح مدافعاً صلباً يمتلك القدرات التي تمكنه من لعب كرة القدم الشاملة التي يشتهر بها المنتخب الهولندي، استعان بخدمات النجم الهولندي السابق إدغار ديفيدز، ومدرب متخصص في الركض منذ عام 2018، لكي يطور مستواه، ويحقق الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه. ولم يبد أي ناد محترف اهتمامه بضم دومفريس حتى بلوغه الثامنة عشرة من عمره، قبل أن يأخذ سبارتا روتردام هذه الخطوة ويتعاقد معه. فماذا فعل النجم الهولندي؟ هل استسلم لذلك وقنع بما وصل إليه؟ لا، على الإطلاق، فقد اغتنم الفرصة وواصل العمل بكل قوة حتى أصبح الآن قائداً لنادي أيندهوفن.
وماذا فعل عندما لم يكن المدير الفني للمنتخب الهولندي، فرانك دي بور، مقتنعاً بقدراته حتى شهر مارس (آذار) الماضي؟ لقد بذل قصارى جهده، وعاد مرة أخرى إلى صفوف المنتخب الهولندي، وأصبح النجم الأبرز لمنتخب بلاده قبل أن يودع البطولة الحالية، وسجل هدفين، وحصل على جائزة أفضل لاعب في أول مباراتين في دور المجموعات. والآن، تشير تقارير إلى اهتمام كثير من الأندية الكبرى، بما في ذلك بايرن ميونيخ وإنتر ميلان وإيفرتون، بالتعاقد معه بعد المستويات الاستثنائية التي قدمها في «يورو 2020». لقد ساعد دومفريس بأدائه الرائع في النواحي الهجومية والدفاعية منتخب بلاده على تجاوز دور المجموعات، والتأهل لدور الستة عشر لمواجهة جمهورية التشيك.
ويعتقد كثيرون أنه لولا هزيمة هولندا أمام جمهورية التشيك، لكان دومفريس، البالغ من العمر 25 عاماً، أحد المرشحين بقوة للفوز بجائزة أفضل لاعب في البطولة بسبب الأداء القوي الذي قدمه. وقد وُلد دومفريس لأم من سورينام (تلك الدولة الكاريبية التي تعد جزءاً من مملكة هولندا) وأب من أوروبا، ولم يكن ينظر إليه أبداً على أنه سيصل يوماً ما إلى القمة في عالم كرة القدم. فقد لعب دومفريس لنادي في سميتشويك، ثم نادي باريندريخت المجاور، ولم يكن المدربون يصنفونه آنذاك على أنه أحد المواهب الجيدة. لكن دومفريس كان يمتلك صفة نادراً ما يتم أخذها في الاعتبار عند تقييم إمكانات وقدرات اللاعبين، وهي التصميم والعزيمة.
وبقي الأمر كذلك حتى اكتشفه نادي سبارتا عند انتقاله للعب في فئة عمرية أعلى في نادي باريندريخت. وكانت نقطة التحول الكبرى في مسيرة دومفريس الكروية عندما بدأ يلعب على المستوى الدولي، وأعني بذلك اللعب مع أوروبا. ويشير هذا القرار أيضاً إلى أن دومفريس يفكر بوضوح شديد. فعلى الرغم من أنه لعب لمنتخب أوروبا، تحت قيادة المدير الفني جيوفاني فرانكن، في مباريات ودية ضد مقاطعة غوام في 28 و31 مارس (آذار) 2014، فإنه احتفظ بخيار اللعب لمنتخب هولندا يوماً ما.
وقال فرانكن لقناة «إن أو إس سبورت» الرياضية مؤخراً: «لقد رأيت في دومفريس الدافع الذي يفتقر إليه اللاعبون الآخرون؛ يمكنك أن تتنبأ بوصول بعض الناس إلى القمة، وقد رأيت ذلك في دومفريس». وقد أخبر دومفريس فرانكن في وقت لاحق بأنه لا يرغب في تمثيل منتخب أوروبا مجدداً لأن هدفه هو اللعب لمنتخب هولندا يوماً ما. دعونا نفكر في هذا الأمر للحظة: في حين كان دومفريس لاعباً هاوياً لا يهتم أي ناد محترف بالتعاقد معه، رفض اللعب في منتخب أوروبا الضعيف لأنه يؤمن بأنه سيلعب يوماً ما للمنتخب الذي لعب له لاعبون عظماء، مثل يوهان كرويف ودينيس بيركامب وروبن فان بيرسي! لقد أثبت دومفريس أنه كان محقاً تماماً في هذا القرار.
وأمضى دومفريس 3 سنوات في صفوف نادي سبارتا روتردام، بدأها بأول مشاركة له مع الفريق الأول بديلاً بين شوطي المباراة التي انتهت بفوز سبارتا على نادي إيمين بهدف دون رد في دوري الدرجة الثانية في فبراير (شباط) 2015، وساعد فريقه على الوصول إلى الدوري الهولندي الممتاز في العام التالي، قبل أن ينتقل إلى هيرنفين لموسم واحد، وهو موسم (2017-2018). ولم يكتفِ دومفريس بذلك، بل إنه كان يسعى دائماً إلى تطوير مستواه، لذلك استعان بخدمات النجم الهولندي السابق إدغار ديفيدز، بالإضافة إلى إيرول إيساغاس، وهو مدرب سابق للركض، وشقيق المدير الفني لدومفريس في نادي باريندرخت، ليزلي. ومنذ عام 2018، يعمل ديفيدز وإيساغاس على تطوير قدرات دومفريس وزيادة سرعته.
وعندما انتقل دومفريس إلى إيندهوفن في يوليو (تموز) 2018، كانت قيمة الصفقة آنذاك 5.5 مليون يورو. وبحلول شهر أكتوبر (تشرين الأول) التالي، كان المدير الفني السابق لمنتخب هولندا، رونالد كومان، قد استدعى دومفريس للعب أول مباراة دولية مع منتخب الطواحين الهولندية، حيث اعتمد عليه في مركز الظهير الأيمن في المباراة التي انتهت بفوز هولندا على ألمانيا بثلاثية نظيفة على ملعب أمستردام أرينا. ولعب دومفريس 21 مباراة دولية أخرى، لكن ذلك لا يعني أن طريقه كان مفروشاً بالورود، حيث واجه كثيراً من التحديات والصعوبات.
لقد استبعد دي بوير دومفريس من التشكيلة الأساسية، ووضعه على مقاعد البدلاء في مباراتين متتاليتين (الفوز على بولندا بهدفين مقابل هدف وحيد في دوري الأمم الأوروبية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والهزيمة بأربعة أهداف مقابل هدفين أمام تركيا في تصفيات كأس العالم في مارس/ آذار)، عندما أصر دي بوير على اللعب بطريقة (4-3-3)، وجرب هانز هاتيبور وكيني تيتي في مركز الظهير الأيمن. ومع ذلك، فإنه عندما بدأت بطولة «يورو 2020»، كان دومفريس هو الخيار الأول مرة أخرى، على الرغم من تغيير دي بوير طريقة اللعب إلى (3-5-2) التي لم يكن كثير من اللاعبين معتادين عليها.
وفي المباراة الافتتاحية بدور المجموعات أمام أوكرانيا، قدم دومفريس مستويات رائعة كانت بمثابة رد واضح على كل من شكك في قدراته، وسجل هدف الفوز في الدقائق الأخيرة من اللقاء، ليساعد منتخب بلاده على الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين. وقد نجح بفضل مهاراته وسرعته الفائقة في تشكيل خطورة بالغة على مدافعي الفرق المنافسة، وظهر ذلك بشكل واضح في المباراة التي فازت فيها هولندا على النمسا بهدفين دون رد، وهي المباراة التي سجل فيها دومفريس مرة أخرى، كما تسبب في ركلة الجزاء التي أحرز منها ممفيس ديباي أول أهداف اللقاء. والآن، وبعد توديع هولندا البطولة الأوروبية على نحو مفاجئ، ترى ماذا يخبئ القدر لدومفريس وزملائه والمنتخب الهولندي ككل.


مقالات ذات صلة

جاك كولز «كشاف» يستخدم لعبة «فوتبول مانجر» للعثور على لاعبين لمنتخب غينيا بيساو

رياضة عالمية منتخب غينيا بيساو المغمور يأمل الاستفادة من ابناء الجيل الثاني لمواطنيه المغتربين بأوروبا (غيتي)

جاك كولز «كشاف» يستخدم لعبة «فوتبول مانجر» للعثور على لاعبين لمنتخب غينيا بيساو

قاد جاك تشارلتون جمهورية آيرلندا للوصول إلى الدور ربع النهائي في كأس العالم. فعندما تم تعيينه مديرا فنيا للمنتخب في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، بدأ يبحث

ريتشارد فوستر (لندن)
رياضة عالمية كين (يمين) يسجل هدفه الثاني من ثلاثية فوز أنجلترا على أيطاليا (ا ب)

9 منتخبات تضمن تأهلها لـ«يورو 2024» وإيطاليا تنتظر معركة مع أوكرانيا

مع ختام الجولة الثامنة لتصفيات كأس أوروبا (يورو 2024) المقررة الصيف المقبل في ألمانيا، تأكد تأهل 9 منتخبات إلى النهائيات هي إنجلترا والنمسا وبلجيكا وإسبانيا

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متسوق يدفع بورقة من فئة عشرة يوروات بسوق محلية في نيس بفرنسا (رويترز)

اليورو يسجّل أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ 20 عاماً

سجّل اليورو، اليوم (الثلاثاء)، أدنى مستوياته مقابل الدولار الأميركي منذ نحو 20 عاماً وبلغ 1.0306 دولار لليورو متأثراً بالتوترات المرتبطة بالطاقة في أوروبا وقوة العملة الأميركية التي تستفيد من السياسة النقدية المشددة للاحتياطي الفيدرالي. وارتفع الدولار قرابة الساعة 08.50 بتوقيت غرينتش بنسبة 1.03 في المائة مسجّلاً 1.0315 للدولار مقابل اليورو.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أشخاص يسيرون أمام مكتب صرافة في موسكو (إ.ب.أ)

الروبل الروسي يصعد أمام اليورو إلى أعلى مستوى في 7 سنوات

تواصل العملة الروسية ارتفاعها أمام العملتين الأميركية والأوروبية، وتم تداول الدولار اليوم دون 53 روبلاً، فيما جرى تداول اليورو عند مستوى 55 روبلاً وذلك للمرة الأولى في نحو سبع سنوات. وبحلول الساعة العاشرة و42 دقيقة بتوقيت موسكو، تراجع سعر صرف الدولار بنسبة 1.52% إلى مستوى 95.‏52 روبل، فيما انخفض سعر صرف اليورو بنسبة 1.92% إلى 18.‏55 روبل، وفقاً لموقع «آر تي عربية» الروسي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الرياضة اتحاد الكرة الإنجليزي وشرطة العاصمة مسؤولان عن فوضى المباراة النهائية ليورو 2020

اتحاد الكرة الإنجليزي وشرطة العاصمة مسؤولان عن فوضى المباراة النهائية ليورو 2020

قالت لويز كيسي «عضو مجلس اللوردات البريطاني» في تقريرها الشامل عن الأحداث التي وقعت خلال المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية 2020 على ملعب ويمبلي في 11 يوليو (تموز): «أنا لست بصدد إلقاء اللوم على بعض الأفراد. لذا، إذا كان الناس يبحثون عن تقرير يحاول تحويل بعض الأفراد إلى كبش فداء، فلن تجدوا ذلك. كانت هناك إخفاقات جماعية حددتها وكانت واضحة. وهناك أيضاً عوامل مخففة أصفها في التقرير بأنها (عاصفة كاملة) جعلت من الصعب للغاية إدارة هذه المباراة النهائية». وبعد صدور التقرير الصادر من 129 صفحة، يبدو من غير المحتمل أن كلمات كيسي ستوقف الأشخاص الذين يتطلعون إلى تحميل فرد ما مسؤولية ما حدث.

بول ماكينيس (لندن)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».