قائد القوات الأميركية في أفغانستان يحذّر من حرب أهلية

القوات الألمانية تصل إلى قاعدة فنستورف في ألمانيا بعد انسحابها من أفغانستان (إ.ب.أ)
القوات الألمانية تصل إلى قاعدة فنستورف في ألمانيا بعد انسحابها من أفغانستان (إ.ب.أ)
TT

قائد القوات الأميركية في أفغانستان يحذّر من حرب أهلية

القوات الألمانية تصل إلى قاعدة فنستورف في ألمانيا بعد انسحابها من أفغانستان (إ.ب.أ)
القوات الألمانية تصل إلى قاعدة فنستورف في ألمانيا بعد انسحابها من أفغانستان (إ.ب.أ)

قال قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال أوستن ميلر، إنه يشعر بقلق عميق إزاء تدهور الوضع الأمني في البلاد، محذراً من خطر وقوع حرب أهلية. ووصف ميللر الوضع الأمني بأنه «ليس جيداً في الوقت الحالي». وقال إن مكاسب المتمردين الأخيرة على الأرض تثير القلق، محذراً «طالبان» من محاولة السيطرة على البلاد بالقوة. وقال ميلر: «إن السيطرة العسكرية ليست في مصلحة أحد، وبالتأكيد ليست لمصلحة الشعب الأفغاني». وتدعي حركة «طالبان» أنها استولت على أكثر من 100 مقاطعة من أصل 419 مقاطعة في البلاد منذ الأول من مايو (أيار)، عندما بدأ الجنود الأميركيون وحلفاؤهم الانسحاب رسمياً من البلاد بعد ما يقرب من عقدين.
وقال مسؤولون أفغان إن قوات الأمن استعادت بعض المناطق في الأيام الأخيرة، وتعهّدوا بطرد المتمردين من مناطق أخرى. واعترف ميلر بأن أي خسارة للأراضي تؤثر على الأمن العام في البلاد، محذراً أيضاً من أن الميليشيات الموالية للحكومة المنتشرة في جميع أنحاء البلاد لمساعدة قوات الأمن الأفغانية المحاصرة، على احتواء تقدم «طالبان» يمكن أن تُغرِق البلاد في حرب أهلية. ورغم ذلك، أكد ميلر أن عملية سحب القوات لا تزال على المسار الصحيح، بما يتماشى مع أوامر الرئيس الأميركي جو بايدن.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين عسكريين أميركيين أن الجيش الأميركي هو على بُعد أيام من إتمام انسحابه من أفغانستان، قبل موعد 11 سبتمبر (أيلول) بكثير. يأتي ذلك فيما أعلنت كل من ألمانيا وإيطاليا عن اكتمال انسحاب قواتهما من هذا البلد. وحول اعتماد القوات الأفغانية على الغطاء الجوي الأميركي قال ميلر إن الانسحاب ينهي هذا الغطاء حتى خروج جميع الجنود الأميركيين من البلاد.
وبحسب الاتفاق، الذي وقعته واشنطن مع «طالبان» في فبراير (شباط) 2020. يحظر الضربات الجوية الأميركية على مواقع المتمردين، مقابل وقف «طالبان» لإطلاق النار على القوات الأجنبية، وتقديمها ضمانات لمكافحة الإرهاب. لكن «طالبان» اتهمت في الأيام الأخيرة واشنطن بشن ضربات جوية ضد مقاتليها، في انتهاك للاتفاق حتى مع انسحاب القوات الأميركية، خصوصاً بعد استيلاء مسلحيها على معبر حدودي رئيسي مع طاجيكستان، في شمال شرقي أفغانستان، ومحاصرتهم لجميع المدن الرئيسية تقريباً.
ورد ميلر قائلاً: «لقد أخبرت (طالبان) أنهم عندما يوقفون هجماتهم ستتوقف الضربات الجوية». وشدد على ضرورة عودة مفاوضي الحكومة الأفغانية و«طالبان» إلى طاولة المفاوضات في الدوحة سعياً للتوصل إلى تسوية سياسية.
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع البنتاغون جون كيربي إن «طالبان» تواصل الهجمات ضد القوات الحكومية الأفغانية، قائلاً إن «العنف مرتفع للغاية، والوضع الأمني بالتأكيد مثير للقلق هناك». وقال كيربي في مؤتمره الصحافي، مساء الثلاثاء، إن القيادة المركزية الأميركية «سينتكوم» نقلت 896 حمولة من المواد، على متن طائرات «سي 17» العسكرية جواً من أفغانستان، وأنها سلمت نحو 16 ألف قطعة من المعدات العسكرية إلى وكالة الدفاع اللوجيستية للتخلص منها.
وأضاف أن نهاية الانسحاب ستعني نهاية المهمة القتالية الأميركية في أفغانستان، وستتحول مهمة القوات التي ستبقى في البلاد إلى حماية الوجود الدبلوماسي الأميركي، وإقامة علاقة ثنائية بين الولايات المتحدة وأفغانستان. ولم يحدد كيربي عدد القوات التي ستبقى، قائلاً: «لن يتم التعامل مع أفغانستان مثل أي دولة أخرى حيث لدينا حراس أمن من مشاة البحرية. هذه أفغانستان، ونحن نتفهم الطبيعة الديناميكية للتهديد الأمني هناك، لذلك سيكون هناك عدد من القوات الأميركية».
وكانت مصادر عدة قد أكدت أن القوات الأميركية قد تبقي على نحو 650 جندياً بقيادة ضابط برتبة أقل من جنرال. وعن أمن مطار كابول قال كيربي: «سيكون هناك وجود أمني فيه لحماية الوجود الدبلوماسي في البلاد، لكننا ما زلنا نعمل على بعض التفاصيل». وغادرت آخر مجموعة من الجنود الألمان العاملين ضمن مهمة «الدعم الحازم»، بقيادة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الثلاثاء، معسكرهم في مزار الشريف بواسطة القوات الجوية الألمانية، لتنهي بذلك مهمة بدأت قبل نحو 20 عاماً. ومن المنتظَر وصول الجنود إلى ألمانيا الأربعاء، بعد رحلة جوية فوق جورجيا.
وأعربت وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب - كارنباور عن رضاها عما أنجزته المهمة. وقالت الوزيرة خلال زيارتها لنيويورك الثلاثاء: «بهذا تنتهي واحدة من أطول مهام الجيش الألماني...لقد أنجزنا المهام التي حددها لنا البرلمان». وقالت وزيرة الدفاع إنه بمغادرة آخر مجموعة من الجنود الألمان في أفغانستان «ينتهي فصل تاريخي... تنتهي مهمة مكثفة شكلت الجيش الألماني، وكانت تحدياً له، وأثبت فيها الجيش جدارته في القتال. إنها مهمة أصيب فيها أفراد من قواتنا المسلحة بجروح جسدية ونفسية، وفقد فيها الناس حياتهم».
وبحسب بيانات الجيش الألماني، لقي 59 جندياً حتفهم خلال مهمة أفغانستان. وفي سياق متصل، أعلنت الوزيرة أيضاً عن مزيد من المساعدة للموظفين المحليين الذين ساعدوا الجيش الألماني في عمله خلال السنوات الأخيرة، على سبيل المثال كمترجمين، ويريدون الآن الحصول على تصريح إقامة في ألمانيا، وقالت: «نعلم أن البعض منهم في طريقهم بالفعل إلى ألمانيا، والبعض الآخر يريدون الانتظار ورؤية الوضع». وبحسب البيانات، يتعلق الأمر بمجموعة من الأفغان الذين عملوا في الجيش الألماني منذ عام 2013، وذكرت كرامب - كارنباور أنه يُقدر عدد هؤلاء بأفراد أسرهم بنحو 5 آلاف فرد. ومع ذلك، فإن إجراءات الجيش الألماني تنص بشكل أساسي على أن الموظفين المحليين السابقين يجب أن ينظموا نقلهم إلى ألمانيا بأنفسهم.



لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.