توجه ميليشياوي لـ«حوثنة» الفنادق في صنعاء

TT
20

توجه ميليشياوي لـ«حوثنة» الفنادق في صنعاء

أفادت مصادر مطلعة في صنعاء بأن تعسف الميليشيات الحوثية ضد قطاع الأعمال دفع ملاك أكبر فنادق صنعاء لعرضه للبيع، حيث يتوجه قادة في الميليشيات للاستحواذ عليه، في سياق سعيهم لإحكام قبضتهم على ما تبقى من هذا القطاع الحيوي.
جاء ذلك في وقت تحدث فيه مسؤولون عن فنادق ضخمة بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن اعتزامهم إغلاق منشآتهم وتسريح جميع العاملين فيها، بسبب ما قالوا إنه «نتيجة تصاعد حملات الاستهداف الحوثية وركود العمل وتراكم الأعباء المالية عليهم».
في حين قال ملاك فنادق أخرى إنهم يعتزمون بيع منشآتهم ومغادرة مناطق سيطرة الجماعة الانقلابية. في السياق نفسه، أفاد مالك مكتب عقارات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، باعتزام أسرة رجل أعمال يمني بيع فندقهم (أكبر الفنادق السياحية في صنعاء) بعد تعرضه لخسائر كبيرة نتيجة الاستهداف الحوثي المتكرر له على مدى سنوات ماضية، كان آخرها تخصيصه من قبل الجماعة في أبريل (نيسان) من العام الماضي مركز حجر صحياً للمصابين بفيروس «كوفيد - 19».
وأكد مالك المكتب، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنه تم عرض بيع فندق «موفنبيك» في العاصمة المختطفة صنعاء والمملوك لرجل الأعمال الراحل أحمد عبد الرحمن بانافع، الذي يتحدر من محافظة شبوة، من قبل أسرته بمبلغ 50 مليون دولار أميركي.
وأشار إلى أنه سبق لملاك الفندق أن أعلنوا عرضه للبيع بأوقات سابقة لحظة اشتداد جرائم الجباية الحوثية بمبلغ 70 مليون دولار، إلا أن ذلك السعر تراجع اليوم إلى نحو 50 مليون دولار.
وبينما لم يفصح مالك المكتب عن الجهة التي تسعى حالياً لشراء الفندق، قالت مصادر مطلعة في صنعاء إن مفاوضات سرية يجريها قادة حوثيون مع ملاك الفندق بغية التوصل إلى مبلغ محدد يمكن الجماعة من شرائه.
وعلى صلة بالموضوع، عبّر عاملون في الاتحاد اليمني للفندقة بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن أسفهم البالغ حيال الوضع المتردي الذي وصل إليه قطاع السياحة والفندقة بمناطق سيطرة الميليشيات.
وأكد العاملون أن «السياحة في اليمن، وبمناطق الحوثيين تحديداً، تعرضت على مدى الستة أعوام الماضية لضربات كبيرة وموجعة»، مشيرين إلى أنهم كانوا قد حذروا في أوقات سابقة من مغبة استمرار جرائم الميليشيات المرتكبة بحق هذا القطاع الذي يضم بنطاقه آلاف القوى العاملة.
وطيلة سنوات الانقلاب المقبلة، شنّت الجماعة في صنعاء ومدن أخرى خاضعة لها حملات تعسف واسعة طالت المئات من الفنادق والمتنزهات والمقاهي والحدائق العامة والخاصة تحت ذرائع، منع الاختلاط ووقف احتفالات رأس السنة الميلادية وغيرها من الذرائع.
وكانت مصادر يمنية مطلعة حذرت في وقت سابق عبر «الشرق الأوسط»، من مساع حوثية للاستيلاء على عدد من الفنادق والمؤسسات الخاصة في العاصمة، في وقت كانت تواصل فيه الجماعة استغلال أجهزة القضاء الخاضعة لها لشن حملات تأميم ومصادرة واسعة بحق المئات من المنازل والفنادق والعقارات والمؤسسات الخاصة المملوكة لمعارضين لها.
وقالت المصادر إن الجماعة سعت، في أواخر فبراير (شباط) الماضي، وعبر إحدى المحاكم التابعة لها إلى مصادرة أحد الفنادق السياحية بصنعاء تعود ملكيته لمغترب يمني في أميركا، تحت ذريعة أن هذا الشخص مقرب من الرئيس اليمني السابق.
وأكدت المصادر أن محكمة الميليشيات بصنعاء أصدرت حينها قراراً قضى بمصادرة وحجز الفندق السياحي الواقع بمنطقة دار سلم جنوب العاصمة.
واعتبر حينها محامون يمنيون أن قرار الحجز باطل، وليس له أي مسوغ قانوني. وأكدوا أن ذلك الإجراء يأتي بسياق تحركات الجماعة عبر سلطة القضاء غير الشرعية نحو مصادرة وحجز المئات من منازل ومؤسسات وعقارات وممتلكات المعارضين لها.


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)

قال الحوثيون في اليمن، اليوم (الاثنين)، إنهم سيتخذون إجراءات عسكرية بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة لرفع الحصار عن قطاع غزة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الجمعة، إن الحركة ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل إذا لم تُنهِ تعليقها دخول المساعدات إلى غزة خلال 4 أيام، مما يشير إلى تصعيد محتمل.

وشنت الحركة المتمردة المتحالفة مع إيران أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قائلة إن الهجمات تضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة، وتراجعت الهجمات في يناير (كانون الثاني) بعد وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

خلال تلك الهجمات، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا 4 بحارة على الأقل، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية لتُضطر الشركات إلى تغيير مسار سفنها لتسلك طريقاً أطول وأعلى تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.

وقال الحوثي، الجمعة: «سنعطي مهلة 4 أيام وهذه مهلة للوسطاء فيما يبذلونه من جهود، إذا استمر العدو الإسرائيلي بعد الأيام الأربعة في منع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستمر في الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول الدواء إلى قطاع غزة فإننا سنعود إلى استئناف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي. كلامنا واضح ونقابل الحصار بالحصار».

وفي الثاني من مارس (آذار)، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة مع تصاعد الخلاف حول الهدنة، ودعت «حماس» الوسطاء المصريين والقطريين إلى التدخل.

ورحّبت الحركة الفلسطينية بإعلان الحوثي، الجمعة. وقالت في بيان: «هذا القرار الشجاع الذي يعكس عمق ارتباط الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني الشقيق بفلسطين والقدس، يعد امتداداً لمواقف الدعم والإسناد المباركة التي قدموها على مدار خمسة عشر شهراً من حرب الإبادة في قطاع غزة».