توجه ميليشياوي لـ«حوثنة» الفنادق في صنعاء

TT

توجه ميليشياوي لـ«حوثنة» الفنادق في صنعاء

أفادت مصادر مطلعة في صنعاء بأن تعسف الميليشيات الحوثية ضد قطاع الأعمال دفع ملاك أكبر فنادق صنعاء لعرضه للبيع، حيث يتوجه قادة في الميليشيات للاستحواذ عليه، في سياق سعيهم لإحكام قبضتهم على ما تبقى من هذا القطاع الحيوي.
جاء ذلك في وقت تحدث فيه مسؤولون عن فنادق ضخمة بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن اعتزامهم إغلاق منشآتهم وتسريح جميع العاملين فيها، بسبب ما قالوا إنه «نتيجة تصاعد حملات الاستهداف الحوثية وركود العمل وتراكم الأعباء المالية عليهم».
في حين قال ملاك فنادق أخرى إنهم يعتزمون بيع منشآتهم ومغادرة مناطق سيطرة الجماعة الانقلابية. في السياق نفسه، أفاد مالك مكتب عقارات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، باعتزام أسرة رجل أعمال يمني بيع فندقهم (أكبر الفنادق السياحية في صنعاء) بعد تعرضه لخسائر كبيرة نتيجة الاستهداف الحوثي المتكرر له على مدى سنوات ماضية، كان آخرها تخصيصه من قبل الجماعة في أبريل (نيسان) من العام الماضي مركز حجر صحياً للمصابين بفيروس «كوفيد - 19».
وأكد مالك المكتب، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنه تم عرض بيع فندق «موفنبيك» في العاصمة المختطفة صنعاء والمملوك لرجل الأعمال الراحل أحمد عبد الرحمن بانافع، الذي يتحدر من محافظة شبوة، من قبل أسرته بمبلغ 50 مليون دولار أميركي.
وأشار إلى أنه سبق لملاك الفندق أن أعلنوا عرضه للبيع بأوقات سابقة لحظة اشتداد جرائم الجباية الحوثية بمبلغ 70 مليون دولار، إلا أن ذلك السعر تراجع اليوم إلى نحو 50 مليون دولار.
وبينما لم يفصح مالك المكتب عن الجهة التي تسعى حالياً لشراء الفندق، قالت مصادر مطلعة في صنعاء إن مفاوضات سرية يجريها قادة حوثيون مع ملاك الفندق بغية التوصل إلى مبلغ محدد يمكن الجماعة من شرائه.
وعلى صلة بالموضوع، عبّر عاملون في الاتحاد اليمني للفندقة بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن أسفهم البالغ حيال الوضع المتردي الذي وصل إليه قطاع السياحة والفندقة بمناطق سيطرة الميليشيات.
وأكد العاملون أن «السياحة في اليمن، وبمناطق الحوثيين تحديداً، تعرضت على مدى الستة أعوام الماضية لضربات كبيرة وموجعة»، مشيرين إلى أنهم كانوا قد حذروا في أوقات سابقة من مغبة استمرار جرائم الميليشيات المرتكبة بحق هذا القطاع الذي يضم بنطاقه آلاف القوى العاملة.
وطيلة سنوات الانقلاب المقبلة، شنّت الجماعة في صنعاء ومدن أخرى خاضعة لها حملات تعسف واسعة طالت المئات من الفنادق والمتنزهات والمقاهي والحدائق العامة والخاصة تحت ذرائع، منع الاختلاط ووقف احتفالات رأس السنة الميلادية وغيرها من الذرائع.
وكانت مصادر يمنية مطلعة حذرت في وقت سابق عبر «الشرق الأوسط»، من مساع حوثية للاستيلاء على عدد من الفنادق والمؤسسات الخاصة في العاصمة، في وقت كانت تواصل فيه الجماعة استغلال أجهزة القضاء الخاضعة لها لشن حملات تأميم ومصادرة واسعة بحق المئات من المنازل والفنادق والعقارات والمؤسسات الخاصة المملوكة لمعارضين لها.
وقالت المصادر إن الجماعة سعت، في أواخر فبراير (شباط) الماضي، وعبر إحدى المحاكم التابعة لها إلى مصادرة أحد الفنادق السياحية بصنعاء تعود ملكيته لمغترب يمني في أميركا، تحت ذريعة أن هذا الشخص مقرب من الرئيس اليمني السابق.
وأكدت المصادر أن محكمة الميليشيات بصنعاء أصدرت حينها قراراً قضى بمصادرة وحجز الفندق السياحي الواقع بمنطقة دار سلم جنوب العاصمة.
واعتبر حينها محامون يمنيون أن قرار الحجز باطل، وليس له أي مسوغ قانوني. وأكدوا أن ذلك الإجراء يأتي بسياق تحركات الجماعة عبر سلطة القضاء غير الشرعية نحو مصادرة وحجز المئات من منازل ومؤسسات وعقارات وممتلكات المعارضين لها.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.