في النصف الثاني من عام 1998، كانت سوريا مطمئنة بـ«وصايتها» على لبنان في خاصرتها الغربية، وتختبر أقنية سرية مع صاحب القرار الجديد في «الجبهة الجنوبية»، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
لكنها في الوقت نفسه، كانت محاصرة باللهيب العراقي في الشرق، وعاصفة من التهديدات التركية والحشود العسكرية على حدودها الشمالية، للضغط على الرئيس السوري حافظ الأسد لإبعاد زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان.
وقتذاك، كان واضحاً الربط بين الجهات الأربع لسوريا، وتكشف الوثائق والرسائل بين الرئيس العراقي صدام حسين والأسد وزعماء آخرين، التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، سعي واشنطن للحصول على «صمت» دمشق عن قصف العراق ووعود بـ«مكاسب» بالضغط على نتنياهو، إذ إن الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون ذكّر الأسد بأنه جزء من التحالف الذي حرر الكويت من قوات صدام حسين، فبعث له رسالة سرية في 21 فبراير (شباط) 1998، قال فيها: «إذا ما أجبَرَنا صدام على اتخاذ إجراء عسكري، فسيكون من المهم لسوريا أن تبقى ملتزمة أن يمتثل العراق كلياً لقرارات الأمم المتحدة»، مضيفا: «ساعد قراركم بالانضمام إلى تحالف حرب الخليج عام 1991 في تقوية علاقاتنا الثنائية وفي تشجيع التقدم نحو هدف آخر نتقاسمه، سلام شامل في الشرق الأوسط».
من جهته، رد الأسد على كلينتون في 13 مارس (آذار) 1998، قائلا: «لاحظتم مدى القلق والتوتر الذي ساد الرأي العام... بسبب احتمال قيام عمل عسكري ضد العراق يزيد من المعاناة».
وأضاف «لكن استئناف المفاوضات (السورية - الإسرائيلية) من غير النقطة التي توقفت عندها ومتابعة البناء على ما تم إنجازه، لا يعتبر فقط هدراً لخمس سنوات من الجهود وحسب، وإنما سيؤدي إلى إخراج المفاوضات عن مسارها».
... المزيد
كلينتون ذكّر الأسد بأنه جزء من «التحالف» ضد صدام
«الشرق الأوسط» تنشر رسالتين سريتين بينهما قبل قصف العراق
كلينتون ذكّر الأسد بأنه جزء من «التحالف» ضد صدام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة