ودّعت ثمانية منتخبات من أصل 24 منتخباً، نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2020. وقوبلت المنتخبات التي أُقصيت من المسابقة بتغطية صحافية متناقضة تماماً في أوطانها. وكما هو الحال في كل بطولة، كانت هناك منتخبات تجاوزت التوقعات ومنتخبات أخرى فشلت تماماً في الوفاء بهذه التوقعات. «الغارديان» تلقي الضوء هنا على ردود الأفعال في عدد من المنتخبات التي ودعت البطولة مبكراً:
- تركيا
كان يُنظر إلى المنتخب التركي على أنه سيكون أحد الأحصنة السوداء في البطولة، لكنه قدّم مستويات كارثية وودع البطولة بعد الخسارة في المباريات الثلاث التي لعبها. وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة «فاناتيك» الرياضية يقول «النهاية»، وأشارت الصحيفة إلى أن «الجدار التركي قد انهار». ووصفت صحيفة «فوتوماك» الرياضية الأمر ببساطة بأنه «عار»، بينما كتب محمد دميركول في عموده بصحيفة «فاناتيك»: «نحن لا نستحق حتى الصفر الذي حصلنا عليه (صفر النقاط). لقد رأينا كارثة تدريبية بكل المقاييس».
- المجر
وفي المجر، كان هناك شعور مختلف تماماً بعد أن اقترب المنتخب المجري من التأهل لدور الـ16 على حساب المنتخب الألماني. وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة «نيمزيتي» الرياضية اليومية يقول «أحسنتم يا شباب». وجاء هذا العنوان ليعكس الشعور السائد في جميع أنحاء البلاد. لقد كان هناك مزيج من الفخر والإعجاب بالمستويات الجيدة التي قدمها المنتخب المجري على مدار المباريات الثلاث التي لعبها ضد بعض من أفضل اللاعبين في أوروبا، وهناك أيضاً تفاؤل حقيقي من الجميع بأن المنتخب المجري يمكنه البناء على ما قدمه في «يورو 2020» والوصول إلى نهائيات كأس العالم بقطر. ويُنظر إلى أندراس شافير وأتيلا سزالاي على أنهما من العناصر الواعدة للغاية في صفوف المنتخب المجري، فضلاً عن عودة دومينيك سوبوسلاي والقيادة الرائعة من جانب ماركو روسي، وهو ما ساعد على وصول المنتخب المجري إلى آفاق جديدة، وهناك أمل في أن تكون هذه البطولة هي مجرد البداية لحقبة جيدة في تاريخ المجر.
- فنلندا
هناك إشادة أيضاً في فنلندا بما قدمه المنتخب الفنلندي. ومع الأخذ في الاعتبار أن المنتخب الفنلندي قد ذهب إلى كأس الأمم الأوروبية باعتباره أحد الفرق المرشحة للخروج مبكراً، فإن حصول الفريق على ثلاث نقاط وإقصاءه بصعوبة كان نتيجة مقبولة نسبياً. لقد جاء الفوز على الدنمارك في ظروف استثنائية، لكنه كان فوزاً غير متوقع تماماً. في الواقع، شعر الفنلنديون بسعادة غامرة لأن منتخب بلادهم كان يملك الفرصة للتأهل لدور الـ16 حتى الجولة الأخيرة من دور المجموعات. وقد لوحظ أن أبرز لاعب في المنتخب الفنلندي، وهو تيمو بوكي، لم يكن في أفضل حالاته بعد عودته من الإصابة، في حين كان يُنظر إلى لوكاس هراديكي على أنه أفضل لاعب في الفريق. وكتب جان كوسونين في صحيفة «ألتا سانومات» يقول: «ركز الفريق على نفسه طوال الوقت. لقد لعب أمام منتخبات عملاقة بطريقة عملية وحكيمة، ولم يحاول الدخول في منافسة فيما يتعلق بالاستحواذ على الكرة وتقديم كرة قدم هجومية».
- اسكوتلندا
قاد المدير الفني الاسكوتلندي ستيف كلارك منتخب بلاده للتأهل لأول بطولة كبرى منذ سنوات طويلة، لكنه لم ينجح في قيادته لتخطي دور المجموعات. وقالت الصفحة الأولى لصحيفة «صن» الاسكوتلندية: «لا تجعلونا ننتظر 23 عاماً أخرى لكي نتأهل لبطولة كبرى أيها الفتيان». وهنا تكمن الموازنة، حيث كانت هناك إشادة بالمنتخب الاسكوتلندي لعودته إلى المشاركة في البطولات الكبرى في المقام الأول، في مقابل الإحساس بأنه كان يمكن للمنتخب الاسكوتلندي تقديم مستويات أفضل في البطولة. وكان هناك تناقض واضح في تناول وسائل الإعلام الاسكوتلندية لمسيرة المنتخب في البطولة، إذ يعتقد بعض الكتاب أن اسكوتلندا ليست جيدة بما يكفي للعب أمام أفضل المنتخبات في أوروبا، في حين يرى البعض الآخر أن المنتخب الاسكوتلندي كان يمكنه تقديم مستويات وتحقيق نتائج أفضل. وإذا لم تتأهل اسكوتلندا لكأس العالم 2022 - وهذا يبدو بالفعل صعباً – فربما يتراجع الشعور العام تجاه كلارك، لكن المهم الآن أن اسكوتلندا عادت للمشاركة في البطولات الكبرى لكرة القدم.
- بولندا
عندما عاد لاعبو بولندا من سان بطرسبرغ بعد هزيمتهم أمام السويد، كان رئيس اتحاد الكرة، زبيغنيو بونييك، هو مَن واجه الصحافة وليس اللاعبين، حيث وجّه سؤالاً إلى نفسه قائلاً: «ماذا نفتقر؟ هل نفتقر إلى مهارات كرة القدم قبل كل شيء؟ لا أعتقد أنه كان من الخطأ تغيير المدير الفني في يناير (كانون الثاني) وتعيين باولو سوزا. ولا أعتقد أنني اتخذت هذا القرار بعد فوات الأوان».
وبعد أن عفى نفسه من أي مسؤولية، قال بونييك: «ما حدث كان أكثر إيلاماً مما حدث في كأس العالم 2018 بروسيا، لأننا من الناحية الإحصائية كنا أفضل (ضد سلوفاكيا والسويد)، لكننا لم نتمكن من تحويل ذلك إلى انتصارات. علينا التعلم مما حدث، لأنني آمل أن نتمكن من الوصول إلى كأس العالم المقبلة، وكرة القدم البولندية بحاجة إلى ذلك. لقد وقع سوزا على عقد مع الاتحاد البولندي لكرة القدم حتى نهاية التصفيات، وهو مدرب جيد للغاية، ونجح في تطوير الفريق بشكل كبير».
- سلوفاكيا
عانى المدير الفني لمنتخب سلوفاكيا، ستيفان تاركوفيتش، كثيراً خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث واجه المنتخب السلوفاكي صعوبات كبيرة في تصفيات كأس العالم بالتعادل مع قبرص ومالطا، كما ودع كأس الأمم الأوروبية بعد الهزيمة أمام السويد وإسبانيا. لقد ارتفعت الروح المعنوية إلى حد ما بعد الفوز في المباراة الافتتاحية أمام بولندا، لكن سرعان ما عاد الحديث عن جدوى طريقة اللعب التي يعتمد عليها الفريق.
وبشكل عام، كان المشجعون والصحافيون غاضبين للغاية من الطريقة الدفاعية البحتة التي اعتمد عليها الفريق في المباريات الثلاث التي لعبها. ولم تكن هناك دعوة لإجراء تغييرات جذرية في صفوف الفريق، لكن هناك مطالبات بتقديم كرة هجومية، وهناك اتفاق واسع على أن هناك حاجة إلى ضم لاعبين جدد أصغر سناً.