مستشار محافظ نينوى: «داعش» جرف النمرود بالكامل ولا يمكن إعادة صيانة الآثار

مثقفو كردستان: «داعش» يغتال حضارة وادي الرافدين

بقايا مدينة النمرود الآشورية قبل أن تتعرض للتدمير من قبل تنظيم داعش(«الشرق الأوسط»)
بقايا مدينة النمرود الآشورية قبل أن تتعرض للتدمير من قبل تنظيم داعش(«الشرق الأوسط»)
TT

مستشار محافظ نينوى: «داعش» جرف النمرود بالكامل ولا يمكن إعادة صيانة الآثار

بقايا مدينة النمرود الآشورية قبل أن تتعرض للتدمير من قبل تنظيم داعش(«الشرق الأوسط»)
بقايا مدينة النمرود الآشورية قبل أن تتعرض للتدمير من قبل تنظيم داعش(«الشرق الأوسط»)

أثار تدمير تنظيم داعش آثار مدينة نمرود التاريخية في محافظة نينوى ردود أفعال الكثير من المثقفين ومختصي التأريخ والآثار في إقليم كردستان العراق، حيث وصفوا في اداديث خصوا بها «الشرق الأوسط» ما نفذه «داعش» ضد آثار وحضارة الموصل بـ«اغتيال حضارة وادي الرافدين».
وقال فرهنك كومشيني، المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة في حكومة إقليم كردستان: «نحن في وزارة الثقافة في إقليم كردستان ندين بشدة الأعمال الوحشية التي ينفذها داعش في محافظة نينوى، وهي جرائم اجتازت بوحشيتها كل المعايير الإنسانية، وامتداد للعقلية التي دمرت في عام 2001 آثار بوذا في أفغانستان، فالتنظيم لم يقف عند سفك دماء الناس بل تخطى ذلك إلى القضاء على تأريخ المنطقة».
بدوره قال المختص الكردي في مجال التأريخ، آكو صابر، أن «التاريخ لم يشهد تنظيما إرهابيا كداعش، وهناك أيد خفية وراءه، تريد القضاء على حضارة المنطقة»، مضيفا «نحن كمثقفين واختصاصيي مجال التاريخ نشجب هذه العمليات التي ينفذها التنظيم ضد التاريخ، وفي الوقت ذاته نرى إن إقليم كردستان قد أولى اهتماما كبيرا بالآثار، فهناك الكثير من الكهوف والمواقع الأثرية القديمة باقية في هذا الإقليم وتعود لعصور مختلفة لم يمسها أي ضرر على مدار التاريخ».
من جانبه قال كوران محمد، مدير إعلام دائرة الآثار في أربيل، إن «الآثار التي دمرها داعش كانت شاهدا على وجود حضارة متطورة في هذه البلاد منذ آلاف السنين، لذا يسعى التنظيم من خلال هذه الجرائم للقضاء على هذا الشاهد وطمس الحضارة الإنسانية، فنحن في دائرة آثار أربيل ندين هذا الإرهاب الذي يستهدف الحضارة ويغتال التاريخ، ونطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإيقاف هذه الجرائم والقضاء على داعش للحفاظ على أرواح الناس وحماية حضارتهم».
من جهته كشف دريد طوبيا، المستشار القانوني لمحافظ نينوى، عن أن «الأضرار التي لحقت بآثار محافظة نينوى من قبل تنظيم داعش لا تحصى ولا تعد، خاصة آثار نمرود، لأن كافة التماثيل التي جرفت أمس بالكامل باستخدام المعدات والآليات الثقيلة، كانت تماثيل أصلية، تعود إلى 1300 سنة قبل الميلاد».
وعن كيفية إعادة الحياة إلى هذه المناطق الأثرية، بعد تحرير المدينة من داعش، قال طوبيا: «نحن اجتمعنا مع وزير السياحة والآثار الاتحادي في بغداد، وطلبنا منه إعلامنا بإجراءات الوزارة في هذا المجال، ووصلنا إلى حقيقة وهي أن الآثار التي تضررت بشكل كبير لا يمكن إعادتها مرة أخرى، أما ما لحقت بها أضرار طفيفة فيمكن في مرحلة ما بعد داعش إصلاحها، وبدء عمليات التنقيب من جديد لأننا نمتلك كميات هائلة منها تحت الأرض، ونعيد من جديد إظهار آثار حضارتنا للعالم».
وتعد آثار مدينة نمرود، إحدى أهم عواصم الإمبراطورية الآشورية، واحدة من أبرز الاكتشافات الأثرية في القرن الماضي، وتقع هذه المدينة التاريخية عند ضفاف نهر دجلة، وتبعد عن مركز محافظة نينوى 30 كلم، أسست جنوب الموصل في القرن الثالث عشر قبل الميلاد. وأصبحت في القرن التاسع قبل الميلاد عاصمة الإمبراطورية الآشورية الحديثة في زمن الملك آشور ناصربال الثاني.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.