ارتفاع سعر الدولار يشعل الشارع في لبنان

محتجون يحرقون حاويات لإغلاق طريق سريع يؤدي إلى المطار خلال مظاهرة في بيروت (ا.ب)
محتجون يحرقون حاويات لإغلاق طريق سريع يؤدي إلى المطار خلال مظاهرة في بيروت (ا.ب)
TT

ارتفاع سعر الدولار يشعل الشارع في لبنان

محتجون يحرقون حاويات لإغلاق طريق سريع يؤدي إلى المطار خلال مظاهرة في بيروت (ا.ب)
محتجون يحرقون حاويات لإغلاق طريق سريع يؤدي إلى المطار خلال مظاهرة في بيروت (ا.ب)

على وقع تدهور الأوضاع المعيشيّة واستمرار انهيار الليرة مقابل الدولار عادت التحركات الشعبيّة إلى الشوارع اللبنانية حيث قطع محتجون الطريق في أكثر من منطقة.
وقطع المحتجون أمس عددا من الطرقات في بيروت منها في ساحة الشهداء وسط العاصمة بالإطارات والحاويات المشتعلة. كما شهدت ضاحية بيروت الجنوبية احتجاجات منها على طريق المطار ومنطقة الجاموس.
وجنوبا تجمّع عدد من المواطنين في مدينة صيدا وقطعوا الطرقات بالإطارات المشتعلة احتجاجا على تردي الاوضاع وارتفاع سعر صرف الدولار.
وشهدت ساحة الشهداء في المدينة تدافعا بين المحتجين وعناصر من الجيش على خلفية قطع الطرقات ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.
وكان سعر الدولار مقابل الليرة في السوق السوداء تجاوز أمس ولأوّل مرة عتبة الـ 17500 ألف ليرة ما دفع عدد من المحال التجارية إلى إقفال أبوابها.
وفضل أصحاب المحال في مختلف المناطق اللبنانية الاغلاق نظرا للخسارة التي يتكبدونها نتيجة تأرجح سعر الصرف وعدم استقرار الوضع المالي والاقتصادي.
وفي الجنوب أيضا قطع محتجون اوتوستراد الزهراني بالاطارات المشتعلة والعوائق، كما قام عدد من المحتجين بإيقاف سياراتهم قاطعين إحدى طرق مدينة النبطية ما أدى الى تعطل حركة السير، وقامت عناصر من قوى الامن الداخلي بتحويل السير الى متفرعات داخليه.
وردد المحتجون الذين حملوا الأعلام اللبنانية وافترش البعض منهم الطريق، شعارات ضد الطبقة السياسية التي أوصلتهم إلى حد باتوا فيه يقفون ساعات للحصول على البنزين ويبحثون عن الدواء في الصيدليات فلا يجدونه.
وشمالا قطع محتجون ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس بالإطارات والعوائق احتجاجًا على تردي الأوضاع المعيشية وانعدام القدرة الشرائية للمواطنين.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».