أول صورة واضحة لـ«مخاض النجوم»

إنتاج أول صورة واضحة لفقاعة الغاز النجمي حيث تولد النجوم (الفريق البحثي)
إنتاج أول صورة واضحة لفقاعة الغاز النجمي حيث تولد النجوم (الفريق البحثي)
TT

أول صورة واضحة لـ«مخاض النجوم»

إنتاج أول صورة واضحة لفقاعة الغاز النجمي حيث تولد النجوم (الفريق البحثي)
إنتاج أول صورة واضحة لفقاعة الغاز النجمي حيث تولد النجوم (الفريق البحثي)

أنشأ باحثو جامعة ماريلاند الأميركية، أول صورة عالية الدقة لـ«مخاض النجوم الجديدة»، وهي عملية تتم داخل فقاعة متوسعة من البلازما الساخنة والغازات المؤينة. واستخدم الباحثون البيانات التي تم جمعها بواسطة تلسكوب مرصد الستراتوسفير لعلم الفلك بالأشعة تحت الحمراء (SOFIA) التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) ومركز الفضاء الألماني، لتحليل واحدة من ألمع وأضخم مناطق تشكل النجوم في مجرة درب التبانة، ونشروا نتائجهم في مجلة الفيزياء الفلكية، أول من أمس.
وقالت مايترايي تيواري، من قسم علم الفلك بجامعة ماريلاند، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: عندما تتشكل النجوم الضخمة، تنفجر مقذوفات أقوى بكثير من البروتونات والإلكترونات وذرات المعادن الثقيلة، مقارنة بشمسنا، وتسمى هذه المقذوفات بالرياح النجمية، وهذه الرياح في شدتها تكون قادرة على نفخ وتشكيل الفقاعات في الغيوم المحيطة بغاز كثيف بارد، ولاحظ الباحثون هذه الفقاعة المتمركزة حول ألمع مجموعة من النجوم في هذه المنطقة من المجرة، وتمكنوا من قياس نصف قطرها وكتلتها والسرعة التي تتمدد بها».
وتتكون أسطح هذه الفقاعات المتوسعة من غاز كثيف من الكربون المتأين، وتشكل نوعاً من الغلاف الخارجي حول الفقاعات، ويعتقد أن النجوم الجديدة تتشكل داخل هذه الفقاعات، ولكن مثل الحساء في مرجل يغلي، وتتداخل الفقاعات التي تحيط بهذه المجموعات النجمية مع سحب الغازات المحيطة، مما يجعل من الصعب تمييز أسطح الفقاعات الفردية. وأوضحت تيواري أن «إنتاج صورة الفقاعة حيث تتم عملية ميلاد النجوم تم عن طريق قياس الإشعاع المنبعث من العنقود النجمي (وسترلوند 2) عبر الطيف الكهرومغناطيسي بأكمله، من الأشعة السينية عالية الطاقة إلى موجات الراديو منخفضة الطاقة».
وأنتجت الدراسات السابقة، التي اعتمدت فقط على بيانات الطول الموجي الراديوي وما دون المليمتر، صوراً منخفضة الدقة، ولم تُظهر الفقاعة، وكان من بين أهم القياسات الطول الموجي للأشعة تحت الحمراء البعيدة المنبعثة من أيون معين من الكربون في الغلاف.
وقال رمزي كريم الباحث المشارك بالدراسة: «يمكننا استخدام التحليل الطيفي لمعرفة مدى سرعة تحرك هذا الكربون تجاهنا أو بعيداً عنا، وتستخدم هذه التقنية تأثير دوبلر، وهو نفس التأثير الذي يتسبب في تغيير بوق القطار أثناء مروره، حيث يتعلق بحدوث تغير ظاهري للتردد أو الطول الموجي للأمواج، عندما ترصد من قبل مراقب متحرك بالنسبة للمصدر الموجي، وفي حالتنا يتغير اللون قليلاً اعتماداً على سرعة أيونات الكربون».


مقالات ذات صلة

محاكاة حاسوبية ترجّح نشأة قمري المريخ جراء حطام كويكب

يوميات الشرق كوكب المريخ (رويترز)

محاكاة حاسوبية ترجّح نشأة قمري المريخ جراء حطام كويكب

قال موقع «سبيس» إن محاكاة حاسوبية رجّحت أن قمري كوكب المريخ المحيرين، فوبوس وديموس، ربما تكوّنا من الحُطام الناتج عن اقتراب كويكب كبير من الكوكب الأحمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا لحظة اندلاع الحريق أثناء اختبار الصاروخ «إبسيلون إس» في مركز تانيغاشيما الفضائي (رويترز)

حريق ضخم بموقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان (فيديو)

اندلع حريق ضخم صباح اليوم (الثلاثاء) في موقع تجارب تابع لوكالة الفضاء اليابانية أثناء اختبارها صاروخ «إبسيلون إس» الذي يعمل بالوقود الصلب.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

أظهرت أول صورة مقرَّبة لنجم يُعرَف باسم «WOH G64» إحاطته بالغاز والغبار، مُبيِّنة، أيضاً، اللحظات الأخيرة من حياته، حيث سيموت قريباً في انفجار ضخم...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مركبة الفضاء «ستارشيب» تظهر وهي تستعد للإطلاق من تكساس (رويترز)

«سبيس إكس» تستعد لإجراء اختبار سادس لصاروخ «ستارشيب» وسط توقعات بحضور ترمب

تجري «سبيس إكس» اختباراً سادساً لصاروخ «ستارشيب» العملاق، الثلاثاء، في الولايات المتحدة، في محاولة جديدة لاستعادة الطبقة الأولى منه عن طريق أذرع ميكانيكية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى دبي للمستقبل»... (الشرق الأوسط)

«منتدى دبي»: 7 تطورات رئيسية سيشهدها العالم في المستقبل

حدد نقاش المشاركين في «منتدى دبي للمستقبل - 2024» 7 تطورات رئيسية تمثل لحظة محورية للبشرية، منها العودة إلى القمر والطاقة الشمسية.

«الشرق الأوسط» (دبي)

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)

احتفت مصر باللغة القبطية التي يجري تدريسها في المعهد العالي للدراسات القبطية التابع للكنيسة الأرثوذكسية المصري، وذلك بمناسبة مرور 70 عاماً على إنشاء المعهد، بحضور البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووزيري الثقافة والسياحة والآثار وشخصيات عامة، وتم إلقاء الضوء على ما قدمه من دراسات وبحوث أسهمت في حفظ الحضارة المصرية بكل مكوناتها الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية.

وخلال الاحتفالية التي شهدتها الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، الخميس، أكد البابا تواضروس الثاني أن «معهد الدراسات القبطية منذ تأسيسه يؤدي دوراً رئيساً في توثيق تاريخ الحضارة القبطية ونشر تراثها العريق عبر الأجيال».

وأشاد البابا بإصدار العملات التذكارية الخاصة بالمعهد، التي وافق عليها رئيس مجلس الوزراء، مؤكداً أنها تعكس تقدير الدولة لدور المعهد، وتسهم في ترسيخ قيمته التاريخية والثقافية لدى الجميع.

مؤكداً على «الثراء الحضاري الذي تمتلكه مصر، فالحضارة بها لا تقتصر على حضارة واحدة إنما هي طبقات من الحضارات المختلفة منها الفرعونية والقبطية والإسلامية والعربية والأفريقية والمتوسطية واليونانية الرومانية».

بينما لفت وزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد فؤاد هنو، إلى الدور الريادي لمعهد الدراسات القبطية، وجهوده المثمرة في تقديم قيم ثقافية وإنسانية رفيعة. وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية.

معهد الدراسات القبطية في مصر (صفحة المعهد على فيسبوك)

وتحدث وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي عن «التنوع الكبير في التخصصات والدراسات بالمعهد، وكونه لا يقتصر على الدارسات الدينية وما يتعلق بها فقط، حيث يضم 13 قسماً مختلفاً منهم القانون والثقافة والفن والتراث والمعمار والتوثيق الموسيقي وغيرها».

ولفت إلى التعاون بين الوزارة والمعهد في مجال التوثيق والتسجيل للتراث المادي وغير المادي، كما أن هناك تعاوناً مشتركاً في ملف الترميم والتوثيق الأثري لبعض المواقع الأثرية في مصر.

وأشار فتحي إلى مشروع تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، موضحاً أن «هناك مواقع بهذا المسار جاهزة حالياً لاستقبال الزائرين والسائحين، وأعرب عن إعجابه بالعملات التذكارية التي يمكن الاستفادة منها في الترويج لمسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، خصوصاً في الأحداث والمعارض الدولية».

وعدّ الدكتور كمال فريد إسحق، أحد مدرسي معهد الدراسات القبطية في عقد الثمانينات «الاحتفال بمرور 70 سنة على معهد الدراسات القبطية يؤكد أهمية هذا المعهد في حفظ التراث القبطي عبر أقسامه المختلفة».

ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا المعهد الذي درست فيه خلال ستينات القرن الماضي يضم فروعاً عدة من بينها فرع للغة القبطية وقسم للتاريخ وآخر للألحان والموسيقى وقسم للاهوت، وكل شخص يستطيع أن يدرس في الفرع الذي يهتم به».

وأضاف: «بعد أن درست الطب انجذبت لدراسة اللغة القبطية، وحصلت على دراسات في كلية الآداب بقسم اليوناني واللاتيني؛ لأن من يريد دراسة اللغة القبطية يجب أن يدرس اللغة اليونانية، لأن كثيراً من المخطوطات القبطية تمت ترجمتها عن اليونانية، ثم دخلت كلية الآثار قسم المصريات، لكن كانت البداية هي شغفي باللغة القبطية ومعرفة التاريخ القديم، وقمت بالتدريس في المعهد في الثمانينات»، ويرى إسحق أن «المعهد يحفظ التراث القبطي بوصفه جزءاً أصيلاً من التراث المصري والتاريخ المصري القديم، ويعد امتداداً طبيعياً للحضارة المصرية القديمة».

وأنشئ معهد الدراسات القبطية عام 1954، ويضم 3 أقسام رئيسية هي العلوم الإنسانية والتراث القبطي والعلوم الكنسية، تندرج تحت كل منها أفرع متنوعة.