اختفاء مظاهر الاحتقان والتوجس بمعرض الرياض للكتاب في يومه الأول

حضور قوي للمرأة والطفل ومؤلفات تبعات {الربيع العربي}

أقدم جامعة سعودية ترفع إصداراتها إلى 8 آلاف كتاب في المعرض (واس)
أقدم جامعة سعودية ترفع إصداراتها إلى 8 آلاف كتاب في المعرض (واس)
TT

اختفاء مظاهر الاحتقان والتوجس بمعرض الرياض للكتاب في يومه الأول

أقدم جامعة سعودية ترفع إصداراتها إلى 8 آلاف كتاب في المعرض (واس)
أقدم جامعة سعودية ترفع إصداراتها إلى 8 آلاف كتاب في المعرض (واس)

ألقى شعار معرض الرياض الدولي للكتاب «الكتاب.. تعايش» بظلاله على أجواء المعرض، وسم من خلال شعاره ملامح المعرض في دورته الجديدة وافتتح أبوابه للزوار أمس بعد انطلاقته ليلة البارحة الأولى، إذ خلا من المظاهر التي كانت تغلف أجواءه في الأعوام الماضية رغم نجاحاته كحدث ثقافي سنوي لافت، ليأتي المعرض هذا العام في ظل أحداث إقليمية ذات شأن، وفي مرحلة مهمة من تاريخ الأمة التي تسود فيها تنظيمات العنف والإرهاب، وتطغى على المشهد لغة القتل والدمار والاحتقان ليأتي الكتاب رافعا سلاح التعايش ومجسدا من خلال معروضاته وفعاليته هذا الشعار إذ غابت في يومه الأول المظاهر التي كانت تغلف أجواءه في الأعوام الماضية واختفت مظاهر الاحتقان والتوجس والخوف من معروضات وعناوين بعض دور النشر التي يرى الغاضبون أنها تخالف السائد والمألوف وتمس الثوابت والمسلمات وهي رؤى شخصية بحتة ومتشددة ولا تعبر عن الواقع خاصة أن هذه العناوين خضعت للرقابة قبل فسحها والسماح بعرضها وبيعها في دور النشر المشاركة.
ولوحظ أن الكثير من الزوار نهجوا أسلوبا حضاريا في إيصال ملاحظاتهم على المعروضات من الكتب من خلال تعبئة الاستمارات الخاصة بذلك التي وفرتها إدارة المعرض وإيصالها إليها والقيام بالبت فيها فورا والتأكد من مدى وجاهتها، وعلى ضوئها يتم مصادرة الكتب أو إرجاعها إلى ناشريها ومنع بيعها، أو تجاهل هذه الملاحظات وهو ما كان معمولا به سابقا.
وسار المعرض الذي فتح أبوابه للزوار أمس بهدوء وسكينه، وشهد تدفق أعداد كبيرة من الزوار سجل فيها العنصر النسائي الحضور الأكبر، كما حضر الطفل بقوة في المعرض، إذ تم عرض مجموعة من كتب الأطفال المتنوعة، وتخصيص ورش عمل وبيئات تدريب تعليمية وثقافية أشرف عليها مختصون، في حين سجلت أغلب دور النشر إقبالا فاق التوقعات خصوصا في الفترة الصباحية التي عادة ما يكون الحضور متواضعا نظرا لارتباط الزوار في أعمالهم، وتنوعت معروضات الدور المشاركة وكان للرواية وكتب السير والفلسفة والمؤلفات الحديثة المتعلقة بحركات الإسلام السياسي، وتبعات الربيع العربي.
ورغم تغريدات أطلقها متشددون على مواقع التواصل الاجتماعي، بضرورة حشد الطاقات والدعوة إلى حضور المعرض بقوة وكثرة للاحتجاج والوقوف في وجه ما سموه بالمخالفات الشرعية ومنع عرض عناوين وكتب تمس الثوابت والمسلمات إلا أن شيئا من هذا لم يحدث حيث ساد الهدوء أروقة المعرض وأجنحته ولم يتعرض البائعون وعارضو الكتب لأي نوع من الضغوطات.
إلى ذلك، بدأت أمس توقيعات الكتب من قبل مؤلفيها، بالمعرض، من خلال المنصتين الرجالية والنسائية، إذ وقع خلف الضيف على ديوانه «أكبر من غيابك»، وعبد الكريم الخزرج على كتابه «حدثني أحدهم»، وحامد العنزي على كتابه «مذكرات طالب»، ولجين حقي على كتابها «مقعد الاستجواب»، وبندر أبانمي على كتابه «مواقف الحرة في تجنب مشاركة الضرة»، وأحمد حسن مشرف على كتابه «ثورة الفن»، وماجد مقبل على رواية «سيكبر أنفها»، فضلا عن جملة من الكتب الحاضرة بمعرض الرياض الدولي للكتاب.
في مقابل ذلك، ضاعفت جامعة الملك سعود من تدويرها للكتب، من 4 آلاف كتاب خلال مشاركتها في المعرض العام الماضي، ليصل هذا العام إلى 8 آلاف كتاب.
واختارت الجامعة شعار «ضع كتابك وخذ آخر» ليكون أبرز زوايا جناحها، ضمن جهودها المجتمعية لتعميم هواية القراءة بين أفراد المجتمع.
من جانبها، شاركت دارة الملك عبد العزيز في المعرض، وذلك من خلال إصداراتها العلمية المتخصصة في التاريخ والجغرافيا والآثار والأطالس والموسوعات والكتب المترجمة من اللغة العربية وإليها في تاريخ السعودية وتاريخ الجزيرة العربية، وتعرض الدارة في جناحها المصمم على شكل قصر المربع التاريخي في مقر المعرض قائمة إصدارات تبلغ أكثر من 250 إصدارا ضمن سلاسل علمية هي سلسلة توثيق تاريخ الأسرة المالكة، وسلسلة مصادر تاريخ الجزيرة العربية المخطوطة، وسلسلة الإصدارات التوثيقية، وسلسلة الكتب المترجمة والأطالس والموسوعات، وسلسلة كتاب الدارة، وسلسلة الرسائل العلمية، بحيث تلبي اهتمامات القراء في مجال التاريخ والآثار والتراث، وتحقق تكاملا في توثيق حلقات التاريخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي للمجتمع السعودي.
كما تعرض الدارة في جناحها إصدارات الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس السعودية، وكذلك إصدارات مركز تاريخ مكة المكرمة الذي تشرف عليه الدارة باللغتين العربية والإنجليزية.
وقررت دارة الملك عبد العزيز عرض تلك الإصدارات بأسعار مخفضة تصل إلى 50 في المائة لتكون في متناول جميع الراغبين في اقتناء كتب الدارة، كما أتاحت الدارة من خلال برنامج «تواصل» إمداد المسجلين فيه بإصداراتها وإعلامهم بمناسباتها العلمية على مدار العام.
ومن أبرز الإصدارات التي تشارك بها الدارة لأول مرة في المعرض كتاب «معجم البلدان والقبائل في شبه الجزيرة العربية والعراق وجنوبي الأردن وسيناء» 12 مجلدا ترجمه وعلق عليه الدكتور عبد الله بن ناصر الوليعي، كما ستعرض الدارة في جناحها كتاب «الأوقاف على الحرمين الشريفين خارج المملكة العربية السعودية» تأليف الدكتور عبد الله بن ناصر السدحان، كذلك سيعرض لأول مرة كتاب «الحجيج التونسيون زمن الاستعمار الفرنسي» من تأليف نجيب بن مرعي، ومن الإصدارات الجديدة للدارة أيضا كتاب «موضع غزوة حنين» من تأليف عبد الله بن محمد الشايع، وكتاب «رد محمد بن ربيعة على أحمد بن منقور» مراجعة وتعليق أيمن بن عبد الرحمن الحنيحن، وكتاب «خير الدين الزركلي.. دراسة وتوثيق» تأليف أحمد إبراهيم العلاونة، وكتاب «الأعلاق» تحقيق سعد بن محمد آل عبد اللطيف.
ويعرض جناح جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية التي تعد أكبر ناشر للدراسات الأمنية عربيا وإقليميا نحو 580 إصدارا علميا، من مطبوعات الجامعة وإصداراتها في مختلف المجالات، التي أثرت المكتبة الأمنية العربية المتخصصة، كما تعرض مكتبة أمنية رقمية تخدم الأجهزة الأمنية العربية والباحثين والمهتمين، باعتبار المكتبة الإلكترونية مكونا أساسيا ورئيسيا من مكونات التعليم الحديث إضافة إلى الأدلة والنشرات التعريفية والملصقات والدوريات الإعلامية، وأفلام وثائقية تعرف بمناشط الجامعة وإبراز الجوانب المهمة من الإنجازات التي حققتها في مجال اختصاصها واهتمامها كمكافحة الإرهاب والمخدرات والظواهر الإجرامية المستحدثة والأمن الفكري، وحقوق الإنسان، ومكافحة الاتجار بالبشر والأمن النووي وغيرها.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».