الحكومة الإسرائيلية الجديدة تصادق على 31 مشروعاً استيطانياً

حرق إطارات في احتجاجات فلسطينية ضد وضع موقع إسرائيلي على أرض بيتا جنوب نابلس (إ.ب.أ)
حرق إطارات في احتجاجات فلسطينية ضد وضع موقع إسرائيلي على أرض بيتا جنوب نابلس (إ.ب.أ)
TT

الحكومة الإسرائيلية الجديدة تصادق على 31 مشروعاً استيطانياً

حرق إطارات في احتجاجات فلسطينية ضد وضع موقع إسرائيلي على أرض بيتا جنوب نابلس (إ.ب.أ)
حرق إطارات في احتجاجات فلسطينية ضد وضع موقع إسرائيلي على أرض بيتا جنوب نابلس (إ.ب.أ)

صادقت إسرائيل على مشاريع استيطانية جديدة في الضفة الغربية، مستبقة جلسة مجلس الأمن التي عُقدت أمس بشأن الاستيطان.
وسمحت الحكومة الإسرائيلية الجديدة بسلسلة من مشاريع البناء الجديدة في المستوطنات في الضفة الغربية، في أول قرار لها من هذا النوع.
وقال موقع «واينت» الإسرائيلي التابع لصحيفة «يديعوت أحرنوت» إن «اللجنة الفرعية المعنية بالمستوطنات في الإدارة المدنية، وافقت على خطط للبناء في إلكانا وميشور أدوميم وكارني شومرون وكفار أدوميم ويتسهار (مستوطنات في الضفة)». وأكدت «هيئة البث الرسمية الإسرائيلية» (كان)، أن «لجنة الاستيطان بالإدارة المدنية الإسرائيلية، صادقت على 31 مخططاً جديداً» للبناء في هذه المستوطنات.
واجتمعت اللجنة الفرعية العليا لتخطيط الإدارة المدنية لمناقشة 33 مشروعاً، لكن تمت الموافقة في نهاية المطاف على 31، شملت بناء مركز تسوق في ميشور أدوميم، ومدرسة متخصصة في إلكانا، ومعابد يهودية ومدارس دينية في كارني شومرون وكفار أدوميم، ووحدات سكنية جديدة في مستوطنة يتسهار.
ومقابل الخطوة الإسرائيلية، أعلن السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، عن حراك فلسطيني في دول العالم، للجم سياسات إسرائيل. وقال، في تصريح صحافي، إن هناك حراكاً لوقف دائم لإطلاق النار، وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، ومتابعة استفزازات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وانتهاكاته، وتدمير المنازل، وتهجير المواطنين من أحياء القدس المحتلة، من خلال تقرير الأمين العام أنطونيو غوتيريش.
واستبق القرار الإسرائيلي جلسة مجلس الأمن التي سيقدم فيها غوتيريش تقريره. وقالت الخارجية الفلسطينية إن مصادقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة على 31 خطة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، يظهر وجهها الحقيقي وموقفها الاستيطاني الاستعماري العنصري.
وأضافت في بيان، أمس (الخميس)، أن «هذه الخطوة الاستيطانية الاستباقية تؤكد «أنها حكومة للمستوطنين، وتعمل وتلتزم بتنفيذ مخططاتهم عبر سرقة الأرض الفلسطينية وبناء وتوسيع المستوطنات عليها، لفرض أمر واقع يحول دون تجسيد دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة جغرافياً، ذات سيادة، بعاصمتها القدس الشرقية».
وأدانت الوزارة مصادقة ما تسمى «اللجنة الفرعية للاستيطان» على الخطط الاستيطانية في الضفة، بما فيها بناء وحدات جديدة في مستوطنة «يتسهار» المقامة على أراضي المواطنين جنوب نابلس، بهدف تعميق وتوسيع الاستيطان في أكثر من منطقة بالأرض الفلسطينية المحتلة.
وطالبت الوزارة مجلس الأمن بعدم تمرير ذلك دون إدانة واضحة وصريحة لهذه الخطوة الإسرائيلية الرسمية، وأهمية إرسال رسالة قوية لها مع بداية عملها، حتى لا تصل الأمور لوضع يصعب تداركه لاحقاً.
وفي إسرائيل، عقب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة للأحزاب العربية في الكنيست الإسرائيلي، بقوله إن «اليسار استسلم لليمين، ونحّى جانباً القضية الدبلوماسية، لكن اليمين يستمر في الإضرار بفرص السلام وتعميق الاحتلال والقمع وتشريد ملايين الفلسطينيين».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.