عرب و عجم

عرب و عجم
TT

عرب و عجم

عرب و عجم

> بندر بن إبراهيم الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، استقبل أول من أمس، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى المملكة يورغ راناو، حيث رحب الوزير بالسفير، منوهاً بالعلاقات التاريخية التي تربط البلدين، وبحث معه عدداً من الموضوعات التي تهم البلدين الشقيقين خاصة في المجال الصناعي والتعديني، ونجاح المملكة في رئاسة مجموعة قمة العشرين، واستراتيجية الاستثمارات الأجنبية في قطاع التعدين، كما تناول اللقاء مناقشة الفرص التي يوفرها قطاعا الصناعة والتعدين للشركات الألمانية وسبل تعزيز هذه الفرص.
> الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، استقبل، أول من أمس، سفير جمهورية الدومينيكان بالقاهرة مانويل موراليس لاما. وقال الطيب إن الأزهر يبذل جهوداً كبيرة لتعزيز قيم الحوار والإخاء والتسامح عالمياً، مبدياً استعداد الأزهر لتوثيق التعاون الثقافي والعلمي مع الدومينيكان، وذلك من خلال توفير البرامج التدريبية المناسبة لتدريب الأئمة المسلمين في الدومينيكان على معالجة القضايا والمشكلات المعاصرة. من جانبه، أشاد السفير بجهود الأزهر، ورؤية الدكتور الطيب في تعزيز قيم الأخوة الإنسانية والحوار مع الآخر والتسامح.
> صلاح علي المالكي، سفير مملكة البحرين لدى دولة الكويت، ترأس أول من أمس، الاجتماع التنسيقي الثاني لسفراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المعتمدين لدى دولة الكويت، وذلك بمقر السفارة في مدينة الكويت. وجرى خلال الاجتماع بحث تعزيز العمل الخليجي المشترك فيما بين الدول الأشقاء، كما ثمن السفراء التعاون الكبير الذي يحظون به من قبل وزارة خارجية دولة الكويت، والذي يسهم في تعزيز العمل المشترك، ويأتي هذا الاجتماع في إطار تبادل الآراء وتنسيق المواقف التي تصب في القضايا والمصالح المشتركة لهم.
> خالد محمد الشيباني، سفير دولة الكويت المعتمد لدى موريتانيا، استقبل أول من أمس، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وزير الشؤون الخارجية الموريتاني. وجرى خلال اللقاء التطرق للعلاقات العريقة بين البلدين وسبل تعزيزها بما يستجيب لتطلعات الشعبين الشقيقين والإرادة السياسية لقياديتهما. حضر اللقاء محمد الحنشي الكتاب السفير المدير العام لمديرية التعاون الثنائي بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج.
> محمد محمود ولد الشيخ عبد الله بن بيه، وزير العدل الموريتاني، استقبل أول من أمس، سفير جمهورية إيطاليا لدى موريتانيا أرماندو باريكو. وبحث اللقاء سبل تعزيز وتطوير علاقات التعاون والتبادل بين وزارة العدل وجمهورية إيطاليا خاصة في المجال القانوني والقضائي، وأثنى السفير على الجهود التي تبذلها الحكومة خاصة في مجال حقوق الإنسان وتحقيق العدالة، مشيداً في الوقت ذاته بالدور الموريتاني الرائد في منطقة الساحل.
> عبد الله بن سعود العنزي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى سلطنة عُمان، زار أول من أمس، مقر مكتب الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بمسقط، وقدم مدير مكتب شؤون الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون أحمد بن سعيد الحسني، إيجازاً تعريفياً عن الهيئة الاستشارية يشمل تأسيسها واختصاصاتها وهيكلها التنظيمي، وأهم المرئيات الصادرة عنها. وثمن السفير الجهود التي تبذلها الهيئة في مختلف المجالات التي تدعم مسيرة مجلس التعاون وتعزز العمل الخليجي المشترك.
> الشيخ الدكتور محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين التقى في مكتبه بالرياض، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شبه الجزيرة العربية دانيال بنيام، بحضور القائم بالأعمال في السفارة الأميركية في الرياض مارتينا سترونغ، والمسؤولة السياسية بالسفارة إليزابيث نورمان. وتناول اللقاء استعراض الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وآفاق التعاون بين الجانبين.
> هونغ جين ووك، سفير كوريا الجنوبية في القاهرة، استقبله أول من أمس، محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي المصري، بمقر النادي، ورحب رئيس النادي بسفير كوريا، معرباً عن تقديره لزيارته للنادي. وأعرب السفير عن اعتزازه بلقاء الخطيب، ووجوده في الأهلي نادي القرن الأفريقي والمتوج ببرونزية كأس العالم للأندية. وقال إنه يعرف الكثير عن تاريخ الكابتن الخطيب، الذي يعد واحدا من أساطير كرة القدم في مصر وأفريقيا، ويتابع بإعجاب شديد النجاحات التي يحققها الأهلي على كافة المستويات القارية والعالمية.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)