طفرة «دلتا» تتجه للهيمنة على سلالات «كورونا» في أوروبا خلال شهرين

خبراء صحة يشددون على أهمية الكمامات رغم تخفيف القيود

مارة ملتزمون الكمامة في أمستردام (أ.ف.ب)
مارة ملتزمون الكمامة في أمستردام (أ.ف.ب)
TT

طفرة «دلتا» تتجه للهيمنة على سلالات «كورونا» في أوروبا خلال شهرين

مارة ملتزمون الكمامة في أمستردام (أ.ف.ب)
مارة ملتزمون الكمامة في أمستردام (أ.ف.ب)

مع بداية «سقوط الأقنعة» عن وجوه الأوروبيين إثر القرارات التي اتخذتها الحكومات بإلغاء إلزامية استخدام الكمامات الواقية في الهواء الطلق والشوارع، وجه المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض السارية والوقاية منها تعميماً يدعو فيه إلى توخي الحذر، والتدرج عند تطبيق هذا القرار، وتحديد شروط واضحة وجداول زمنية لتنفيذه.
ويشير تعميم المركز إلى أن الكمامات الواقية يجب أن تلازم المواطنين كلما خرجوا من المنزل لأنها «تبقى ضرورية في المتاجر والأماكن المغلقة والشوارع المزدحمة والمقاهي المفتوحة ووسائل النقل، وحتى في الهواء الطلق، إذا تعذر الحفاظ على مسافة التباعد اللازمة».
وتزامن التعميم مع توقع المركز الأوروبي أن تشكل طفرة «دلتا» 90 في المائة من إصابات «كوفيد - 19» الجديدة في الاتحاد الأوروبي بنهاية أغسطس (آب) المقبل. وقال المركز إنه في حين أن متحور «ألفا» المكتشفة في المملكة المتحدة لا تزال سائدة في المنطقة حالياً، تتوقع نمذجات الوكالة الأوروبية أن متحور «دلتا» الذي تم اكتشافه في الهند سيمثل 70 في المائة من الإصابات الجديدة في الاتحاد الأوروبي بحلول مطلع أغسطس (آب)، و90 في المائة في نهاية الشهر نفسه.
وإذ يجمع غالبية الخبراء على أن الوقت قد أزف لتخفيف قيود الوقاية والاحتواء، يحذر المركز الأوروبي من أنه إذا لم يدرك المواطنون أن ثمة حالات كثيرة تستدعي الاستمرار في ارتداء الكمامات الواقية، قد تكون عاقبة إلغاء إلزاميتها وخيمة جداً. ويضربون مثالاً على ذلك ما حصل في بريطانيا التي اضطرت لتأجيل موعد رفع القيود واستئناف الحياة الطبيعية، وإسرائيل حيث عادت للظهور بوادر موجة وبائية جديدة.
ويقول خبراء المركز إن القاعدة الأساسية للوقاية غير العلاجية من «كوفيد - 19» هي الاستيفاء المتزامن لتدبيرين اثنين من التدابير التالية للحماية: الكمامات، والتهوية الكافية، والتباعد الاجتماعي.
وفيما يسود الارتياح أوساط المواطنين في البلدان التي بدأت بتنفيذ قرار إلغاء إلزامية الكمامات في الشوارع مثل فرنسا، وتلك التي حددت مواعيد لتنفيذه بدءاً من نهاية الأسبوع المقبل مثل إيطاليا وإسبانيا، لا تزال فاعلية ارتداء الكمامات في الهواء الطلق مثار جدل واسع بين الخبراء والسلطات الصحية. ففي حين يرى بعض أن استخدامها في الأماكن المفتوحة لم يكن ضرورياً منذ بداية الجائحة، يصر كثيرون على أن ارتداء الكمامات الواقية ضروري جداً في حال عدم توفر التهوية الكافية، وتعذر احترام مسافة التباعد الاجتماعي اللازمة.
ويقول خبراء المركز الأوروبي إن استخدام الكمامات الواقية يجب أن يبقى إلزامياً في أماكن كثيرة، حتى بلوغ التغطية اللقاحية الكافية، وتدني معدل انتشار الفيروس إلى درجة تسمح بالتخلي عنها؛ أي انخفاضه دون 50 إصابة لكل مائة ألف مواطن على مدى 14 يوماً متتالية، وبعد أن يكون نصف السكان قد تناولوا الدورة الكاملة من اللقاحات، وهذا لم يحصل بعد في أي دولة أوروبية.
ويدعو تعميم المركز الدول إلى اغتنام هذه المرحلة التي تشهد انحساراً للوباء للقيام بحملات للتوعية الاجتماعية، تركز على أهمية الاستمرار في تطبيق تدابير الوقاية، وتحدد شروطها في الأماكن التي تستدعي الالتزام بها. ويشدد خبراء المركز على ضرورة التزام غير الملقحين والشباب بالتوجيهات حول استخدام الكمامات، خاصة أن فئة الشباب هي المرشحة الآن لتكون الأكثر تعرضاً للفيروس بعد ارتفاع نسبة المسنين الذين تناولوا اللقاح.
ومن التوجيهات التي يشدد عليها الخبراء فرض استخدام الكمامات في المتاجر والمجمعات ووسائل النقل العام، وتحاشي العناق عند التلاقي في الشوارع بعد طول انقطاع «لأن الفيروس ما زال بالمرصاد، وهو يتمتع بالعافية».
إلى جانب ذلك، أعطى المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض الضوء الأخضر، أمس، لإعفاء الملقحين والمعافين الذين تناولوا جرعة لقاح واحدة من الحجر الصحي الإلزامي، في حال تواصلهم مع مصاب بالفيروس، شريطة خضوعهم لاختبار «بي سي آر» (PCR) بعد التواصل مباشرة، ثم تكراره بعد مرور أربعة عشر يوماً على الاختبار الأول. ويقول الخبراء إن السبب في ذلك هو أن الملقحين والمتعافين يواجهون احتمالات ضعيفة جداً بالإصابة، وغالباً ما تكون إصابتهم من غير أعراض ظاهرة، لكنهم ينقلون الفيروس إلى غير الملقحين، كما بينت عدة دراسات مؤخراً في بريطانيا وفرنسا وهولندا. وكانت كلية الطب في جامعة هارفارد الأميركية قد أعلنت مؤخراً عن استنتاجات مماثلة لدراسة أجرتها على أكثر من مليوني حالة خلال الأشهر الستة المنصرمة.
وينصح الخبراء بأن يتحاشى الملقحون الذين تواصلوا مع مصاب بالفيروس الاقتراب من الفئات الضعيفة والأكثر تعرضاً طوال أسبوعين بعد التواصل. ويحددون التواصل بالوجود في المكان نفسه مع مصاب على مسافة تقل عن مترين طوال خمس عشرة دقيقة.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)
صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)
TT

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)
صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

وقالت الوكالة إن هذه الحالة المتعلقة بالسفر مرتبطة بتفشي السلالة الفرعية 1 من المرض في وسط وشرق أفريقيا.

وأضافت الوكالة في بيان «سعى الشخص إلى الحصول على رعاية طبية لأعراض جدري القردة في كندا بعد وقت قصير من عودته ويخضع للعزل في الوقت الراهن».

وقالت منظمة الصحة العالمية أمس (الجمعة) إن تفشي جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة، وأعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية عامة عالمية بسبب جدري القردة للمرة الثانية خلال عامين في أغسطس (آب) بعد انتشار سلالة جديدة من الفيروس، هي السلالة الفرعية 1 بي، من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى الدول المجاورة.

وقالت وكالة الصحة العامة الكندية إنه رغم أن المخاطر التي تهدد السكان في كندا في هذا الوقت لا تزال منخفضة، فإنها تواصل مراقبة الوضع باستمرار. كما قالت إن فحصاً للصحة العامة، بما في ذلك تتبع المخالطين، مستمر.