إثيوبيا: عمليات فرز الأصوات جارية ورئيس الوزراء يتحدث عن يوم «تاريخي»

TT

إثيوبيا: عمليات فرز الأصوات جارية ورئيس الوزراء يتحدث عن يوم «تاريخي»

تجري عملية فرز الأصوات في إثيوبيا، اليوم الثلاثاء، بعد يوم من انتخابات حاسمة لكنها غير مكتملة، فيما تعاني ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان من العنف والمجاعة لا سيما في منطقة تيغراي التي لم تنته الحرب فيها بعد.
وعلى الرغم من تعذر إجراء هذه الانتخابات التشريعية والمحلية لأسباب أمنية أو لوجستية في خُمس دوائر البلاد، تحدث رئيس الوزراء أبيي أحمد صباح الثلاثاء عن يوم «تاريخي». وكتب على تويتر أن «كل طبقات المجتمع خرجت لإسماع صوتها خلال أول انتخابات حرة ونزيهة في بلادنا»، مشددًا على «الجدية والالتزام بالسلام والعملية الديمقراطية الشعبية».
كما دعا في بيان صدر عن مكتبه «جميع الأحزاب السياسية إلى مواصلة العملية السلمية... والحرص على عدم حدوث أي مشكلة في الأيام المقبلة حتى اكتمال فرز الأصوات وإعلان النتائج».
ويأمل أبيي الحائز جائزة نوبل للسلام 2019 في أن يحصل على الشرعية الشعبية التي يفتقدها من خلال هذه الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها مبدئيًا في أغسطس (آب) 2020 وأُرجئت مرتين بسبب الوباء ثم لصعوبات لوجستية. وقد تدهور رصيد أبيي كإصلاحي وصانع للسلام بسبب أعمال العنف السياسية القبلية والحملة العسكرية التي شنها على إقليم تيغراي. ومع ذلك، فإن حزب الازدهار الذي يتزعمه هو المرشح الأوفر حظًا للفوز بغالبية مقاعد البرلمان الفيدرالي الإثيوبي الذي ينتخب نوابه رئيس الوزراء.
وأُجريت انتخابات أمس الاثنين بهدوء بشكل عام، وفقا للجنة الانتخابات التي تحدثت مع ذلك عن أعمال ترهيب لممثلي الأحزاب في مناطق أمهرة والجنوب وعفر. أما في العاصمة أديس أبابا فاصطفت طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع. ونظرًا لأنه كان على الناخبين في بعض الأحيان الانتظار عدة ساعات ليتمكنوا من التصويت، مددت السلطات فتح مراكز الاقتراع ثلاث ساعات.
وفي بحر دار، عاصمة أمهرة الثانية من حيث عدد السكان، أنهت عدة مراكز اقتراع زارتها وكالة الصحافة الفرنسية فرز الأصوات صباح الثلاثاء وبعضها عرض النتائج على ملصقات كبيرة؛ باللون الأرجواني للانتخابات التشريعية وبالأخضر لانتخابات المناطق.
وفي مركز اقتراع في حي جيشباي حلت حركة أمهرة الوطنية المعارضة في المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية وحزب الازدهار في انتخابات المناطق.
وقد تنافس أكثر من 40 حزبًا و9500 مرشح في هذه الانتخابات الوطنية والمحلية. لكن في بعض المناطق، قاطعت تشكيلات معارضة الاقتراع لا سيما في أوروميا، المنطقة الأكثر تعداداً بالسكان في البلاد والتي يتحدر منها أبيي. ويعتزم حزبان من المنطقة الاحتجاج على سجن قادتهما.
ولم يُجر الاقتراع في 20 في المائة من الدوائر الانتخابية البالغ عددها 547 دائرة وأُجّلت إلى 6 سبتمبر (أيلول) بسبب أعمال العنف والتمرد المسلح في بعضها أو لمشاكل لوجستية في البعض الآخر.
ولم يحدَّد موعد للانتخابات في دوائر إقليم تيغراي الثماني والثلاثين حيث تحولت إلى نزاع مدمر عملية «فرض النظام العام» التي أطلقها أبيي في نوفمبر (تشرين الثاني) لإزاحة السلطات الإقليمية التي عارضته وكان ينبغي أن تنتهي بسرعة. لكن يستمر القتال في هذه المنطقة الشمالية وتتزايد الروايات التي تتحدث عن فظائع ضد المدنيين، من مذابح وعمليات اغتصاب. فيما تقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 350 ألف شخص في تيغراي يعانون حاليًا من الجوع وهو ما تنفيه الحكومة الإثيوبية.
ويتابع المجتمع الدولي نتائج الانتخابات بما في ذلك الولايات المتحدة التي أعربت عن قلقها إزاء استبعاد هذا العدد الكبير من الناخبين من العملية واحتجاز قادة معارضين.



أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
TT

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

خلُص تقرير جديد إلى أن عدد ضحايا الأسلحة المتفجرة من المدنيين وصل إلى أعلى مستوياته عالمياً منذ أكثر من عقد من الزمان، وذلك بعد الخسائر المدمرة للقصف المُكثف لغزة ولبنان، والحرب الدائرة في أوكرانيا.

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قالت منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» (AOAV)، ومقرها المملكة المتحدة، إن هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024، بزيادة قدرها 67 في المائة على العام الماضي، وهو أكبر عدد أحصته منذ بدأت مسحها في عام 2010.

ووفق التقرير، فقد تسببت الحرب الإسرائيلية على غزة بنحو 55 في المائة من إجمالي عدد المدنيين المسجلين «قتلى أو جرحى» خلال العام؛ إذ بلغ عددهم أكثر من 33 ألفاً، في حين كانت الهجمات الروسية في أوكرانيا السبب الثاني للوفاة أو الإصابة بنسبة 19 في المائة (أكثر من 11 ألف قتيل وجريح).

فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة على أقاربهم الذين قُتلوا بالغارات الجوية الإسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (د.ب.أ)

وشكّلت الصراعات في السودان وميانمار معاً 8 في المائة من إجمالي عدد الضحايا.

ووصف إيان أوفيرتون، المدير التنفيذي لمنظمة «العمل على الحد من العنف المسلح»، الأرقام بأنها «مروعة».

وأضاف قائلاً: «كان 2024 عاماً كارثياً للمدنيين الذين وقعوا في فخ العنف المتفجر، خصوصاً في غزة وأوكرانيا ولبنان. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل حجم الضرر الناجم عن هذه الصراعات».

هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024 (أ.ب)

وتستند منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» في تقديراتها إلى تقارير إعلامية باللغة الإنجليزية فقط عن حوادث العنف المتفجر على مستوى العالم، ومن ثم فهي غالباً ما تحسب أعداداً أقل من الأعداد الحقيقية للمدنيين القتلى والجرحى.

ومع ذلك، فإن استخدام المنظمة المنهجية نفسها منذ عام 2010 يسمح بمقارنة الضرر الناجم عن المتفجرات بين كل عام، ما يُعطي مؤشراً على ما إذا كان العنف يتزايد عالمياً أم لا.