تونس تعيد علاقاتها الدبلوماسية مع حكومة طرابلس «غير الشرعية».. وطبرق مستاءة

القنصل التونسي الجديد وعد بتسيير رحلات جوية بين زوارة وتونس

تونس تعيد علاقاتها الدبلوماسية مع حكومة طرابلس «غير الشرعية».. وطبرق مستاءة
TT

تونس تعيد علاقاتها الدبلوماسية مع حكومة طرابلس «غير الشرعية».. وطبرق مستاءة

تونس تعيد علاقاتها الدبلوماسية مع حكومة طرابلس «غير الشرعية».. وطبرق مستاءة

أعلنت وزارة الخارجية التونسية أمس أنها عينت قنصلا عاما لتونس لدى ليبيا، باشر مهامه بشكل رسمي بمقر البعثة الدبلوماسية التونسية في العاصمة طرابلس، التي تسيطر عليها الحكومة غير الشرعية، ما أثار امتعاضا من حكومة طبرق التي يقودها عبد الله الثني المعترف بها دوليا. ورغم أن تونس أكدت مرارا أنها تتعامل مع الفرقاء في ليبيا بمبدأ المساواة، فإن خطوتها هذه تضعها في مأزق حسب المطلعين على بواطن الأمور في ليبيا.
ووصل القنصل العام التونسي إبراهيم الرزقي إلى طرابلس لمباشرة مهامه بشكل رسمي بعد مغادرة البعثة وتعليق العمل الدبلوماسي لأكثر من 5 أشهر بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة. وأوضح مسؤول بوزارة الخارجية في حكومة عمر الحاسي غير المعترف بها دوليا أن القنصل التونسي وصل إلى العاصمة وباشر مهامه رسميا في مقر البعثة الدبلوماسية التونسية. وأضاف: «القنصل التونسي اطلع على الأوضاع الأمنية في طرابلس، وقدمت الخارجية له كل الضمانات الأمنية اللازمة، لتسهيل عمل القنصلية بالشكل المطلوب». كما زار القنصل التونسي مدينة زوارة التي تبعد نحو 120 كيلومترا غرب طرابلس، إذ أعلن مسؤول محلى أن القنصل العام أبلغ المجلس البلدي لزوارة أن الحكومة التونسية شكلت لجنة فنية ستتوجه إلى مطار زوارة المدني للتعرف على جاهزيته من الناحية اللوجيستية والفنية. وأشار إلى أن القنصل وعد بإمكانية تسيير رحلات جوية من مطار زوارة إلى تونس، في حال تم التأكد من الاشتراطات الفنية لتشغيل المطار، لكنّ مسؤولا في الحكومة الانتقالية المعترف بها دوليا برئاسة عبد الله الثني قال في المقابل لـ«الشرق الأوسط» إن حكومته تشعر باستياء واستغراب للموقف التونسي، الذي اعتبر أنه يساوي بين الشرعية والطرف المناهض لها، على حد قوله.
وكانت الحكومة التونسية قد أعلنت مؤخرا عزمها فتح قنوات اتصال دبلوماسي في غرب البلاد وشرقها، وفتح قنصليتين في طرابلس وطبرق. ويتنازع على الشرعية في ليبيا برلمانان وحكومتان، بعد سيطرة قوات «فجر ليبيا» على العاصمة طرابلس في أغسطس (آب) الماضي، وإحيائها للبرلمان السابق بعد انتهاء ولايته، إذ أنشأت حكومة موازية، لكنهما لم يلقيا أي اعترافات من المجتمع الدولي. وتقول الأمم المتحدة إن الطريق الوحيد لمحاربة المتشددين وإنهاء الاضطراب هو تشكيل حكومة وحدة، إذ سيستأنف مسؤولو الأمم المتحدة المحادثات في المغرب اليوم بين الجانبين لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وكان عمر القويري رئيس الهيئة العامة للإعلام والثقافة والآثار بليبيا قد سخر قبل أيام من تصريحات نسبت إلى الطيب البكوش وزير الخارجية التونسية الذي قال إن بلاده ستبعث بقنصليتين في ليبيا، إحداهما في بنغازي والثانية في طرابلس، وهو ما أثار حفيظة الحكومة الشرعية في ليبيا وأدى إلى ردود فعل شاجبة لهذا الموقف. وقال القويري إن حكومته على استعداد لإرسال قنصل إلى جبال الشعانبي حيث يتحصن إرهابيون مناوئون للحكومة التونسية. وكان تهامي العبدولي كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية التونسي المكلف بالشؤون العربية والأفريقية قد التقى أول من أمس العقيد الليبي أحمد بركة وزير الداخلية المكلف بحكومة طبرق الليبية، وعبر له عن استيائه من تصريحات القويري. وقال المسؤول الليبي: «إن تلك التصريحات فردية ولا تعبر بأي حال من الأحوال عن موقف حكومة طبرق». وأشار إلى تعيين ناطق رسمي للحكومة الليبية، وهو الوحيد المخول للتعبير عن موقف السلطات الليبية، مؤكدا تفهّم حكومته للموقف التونسي من المسألة الليبية وحرصها على حماية جاليتها.
ونفت الخارجية التونسية التصريحات المنسوبة إلى الطيب البكوش حول «اعتراف» تونس بوجود حكومتين في ليبيا، في وقت عبرت فيه حكومة طبرق عن امتعاضها من المساواة بين «طرف شرعي وآخر غير شرعي».
وبشأن إعادة القنوات الدبلوماسية بين تونس وطرابلس، قال تهامي العبدولي لـ«الشرق الأوسط» إن «تونس تسعى بكل قوتها إلى إعادة الاستقرار لعلاقتها مع ليبيا باعتبار أن أمن تونس من أمن جارتها الشرقية»، وأضاف أن تونس تدعم الشرعية وكل أشكال الحوار الوطني بين الفرقاء الليبيين».
وأكدت رئاسة الجمهورية التونسية من ناحيتها أن مجريات الأمور في ليبيا وضرورة استعادة استقرارها من صميم أولويات الدبلوماسية التونسية خلال الفترة المقبلة، وهو ما سعت إلى ترجمته بإعادة علاقاتها الدبلوماسية العادية مع ليبيا. ودافعت الخارجية التونسية عن مبدأ الحل السلمي للأزمة الليبية وعارضت موقف الجانب الإيطالي الداعي إلى تدخل عسكري لوقف تمدد التنظيمات الإرهابية. وخلال السنة الماضية تعرض محمد بالشيخ والعروسي القنطاسي، وهما موظفان من السفارة التونسية بطرابلس، لعملية اختطاف من قبل مجموعات ليبية متشددة قبل أن تنجح الحكومة التونسية في إطلاق سراحهما وإعادتهما سالمين إلى تونس.
وعادت تلك المجموعات المتشددة إلى تنفيذ عمليات خطف جديدة ضد تونسيين، إذ إنها تختطف منذ شهر سبتمبر (أيلول) الماضي الإعلاميين التونسيين سفيان الشورابي ونذير القطاري، ووليد الكسيكسي الموظف بالسفارة التونسية في ليبيا، وتخشى تونس من ردود فعل غير محسوبة تجاههم من قبل تلك التنظيمات الإرهابية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.