عرب و عجم

عرب و عجم
TT

عرب و عجم

عرب و عجم

> هيثم بن حسن المالكي، سفير خادم الحرمين الشريفين، لدى المكسيك غير المقيم لدى جمهورية هندوراس، استقبل بمقر السفارة، وزير الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية هندوراس ليساندرو روسالس، أثناء زيارته للمكسيك، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنميتها وتعزيزها.
> فراس الهواري، وزير الصحة الأردني، تفقد أول من أمس، عدداً من المراكز الصحية، للاطلاع على واقع الخدمات التي تقدمها في محافظة الكرك، وأبرز التحديات والاحتياجات التي تواجهها ورفدها بما تحتاج، وأكد الوزير خلال الجولة على وجود خطة لدى الوزارة لدراسة احتياجات المراكز الصحية من الكوادر الطبية والتمريضية، بهدف رفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، وشدد على أهمية تطوير آليات تزويد المراكز الصحية في مختلف محافظات المملكة بالأدوية.
> إيهاب نصر، سفير مصر لدى روسيا، التقى بوزير الرياضة الروسي أوليج ماتيتسين، ضمن فعاليات عام التعاون الإنساني بين مصر وروسيا، وبحثا سبل التعاون بين البلدين، ولا سيما في مجال الشباب والرياضة، وبعد تبادل الهدايا التذكارية، عقد الطرفان اجتماع عمل، حيث تم وضع الخطوط العريضة للأنشطة الرياضية التي سوف يتم تنفيذها بين الجانبين، كما جرى على هامش الاجتماع عدد من المباريات الودية في رياضة الإسكواش بين ممثلي الاتحاد الروسي للإسكواش وعدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية.
> محمد إلياس، سفير دولة السودان لدى مصر، تفقد أول من أمس، لجان امتحانات الشهادة السودانية 2021 بمركزي المدرسة السودانية ومركز المجلس الأفريقي بمحافظة الجيزة، حيث أثنى السفير على الجهد المبذول وعلى ما قدمته مديرية الجيزة التعليمية وإدارة جنوب الجيزة التعليمية، حيث يؤدي أكثر من ألف طالب وطالبة امتحان الشهادة الثانوية. وشهد الزيارة الدكتور حسين محمد عثمان، رئيس المجلس الأعلى للجالية، والدكتور مرتضى محمد المستشار الثقافي، وخالد الشيخ نائب رئيس البعثة بالسفارة، وعدد من منسوبي السفارة.
> نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، عقدت أول من أمس، اجتماعاً تشاورياً، عبر تطبيق «زووم»، مع عدد من شباب الدارسين بالخارج، لبحث سبل مشاركتهم في تنفيذ المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بهدف تطوير المجتمعات الأكثر احتياجاً في الريف المصري، والعمل على الترويج لأهداف المبادرة وسط المجتمعات الدراسية الخاصة بهم في الخارج، في إطار إشراك المصريين بالخارج في تطوير قرى الريف المصري، وتنسيق وتكامل الجهود المبذولة والتي تستهدف جودة حياة المواطن المصري.
> جمعة عناد سعدون، وزير الدفاع العراقي، استقبل أول من أمس، بمكتبه في مقر الوزارة، سفير إسبانيا خوان خوسيه إسكوبار ستيمان، والوفد المرافق له، وجرى خلال اللقاء تبادل وجهات النظر لتطوير التعاون بما يخدم مصلحة البلدين. من جانبه، عبر السفير عن سعادته بالتعاون المشترك بين البلدين، مُشيداً بعمق العلاقات بين العراق وإسبانيا في المجالات كافة، مطالباً باستمرار التعاون المشترك.
> جميل بن محمد علي حميدان، وزير العمل والتنمية الاجتماعية البحريني، أكد أول من أمس، أن حرص المملكة على تطبيق قرار حظر العمل تحت أشعة الشمس والأماكن المكشوفة خلال فترة الظهيرة في شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، يأتي التزاماً منها بمبادئ حقوق الإنسان، خصوصاً حق العمال في توفير بيئة العمل الآمنة والصحية، مشيراً إلى أن المملكة تعد من الدول السباقة في مجال تطبيق مبادئ واشتراطات السلامة المهنية تعزيزاً لبيئة العمل المنتجة والآمنة والخالية من الحوادث المهنية.
> إرنست بيتر فيشر، سفير ألمانيا الاتحادية لدى دولة الإمارات، التقى أول من أمس، محمد الزرعوني، نائب الرئيس والرئيس التنفيذي لسلطة واحة دبي للسيليكون، واطلع السفير خلال زيارته المنطقة الحرة التكنولوجية المتكاملة بالواحة على البنية التحتية المتطورة ومجمع دبي الرقمي ومركز دبي التكنولوجي لريادة الأعمال «ديتك». وأشاد فيشير بالشراكة الألمانية الإماراتية التي تواصل النمو في المجالات كافة، مؤكداً أن دولة الإمارات لديها كل المقومات التنافسية لاستقطاب الاستثمارات الألمانية والعالمية المباشرة، خصوصاً في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة والطاقة المتجددة.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)