بعدما كانت أول المنتخبات الضامنة لتأهلها إلى دور الـ16 في كأس أوروبا المقامة بنسختها الـ16 في 11 مدينة ودولة، تخوض إيطاليا اليوم في روما مباراتها الأخيرة في المجموعة الأولى بحثاً عن فوز ثالث على التوالي، عندما تصطدم بطموح غاريث بيل وأرون رامزي بتكرار إنجاز 2016. وقدم المنتخب الإيطالي حتى الآن، بقيادة مدربه روبرتو مانشيني، أفضل العروض في هذه النهائيات القارية، بعد فوزه بمباراتيه الأوليين على تركيا وسويسرا بنتيجة واحدة (3-صفر) على الملعب الأولمبي في روما الذي يستضيف مباراة اليوم في دور المجموعات.
وأكد المنتخب الإيطالي أن الرهان على مانشيني لقيادة حملة التجديد وإعادة البناء، بعد الغياب عن كأس العالم للمرة الأولى منذ 60 عاماً، كان في مكانه. ويبدو أن خيبة الغياب عن مونديال روسيا 2018 التي أدت إلى إقالة جانبييرو غاسبيريني، وتعيين لويجي دي بياجو مؤقتاً، قبل منح مهمة البناء والتجديد لمانشيني في مايو (أيار) 2018، باتت خلف المنتخب الإيطالي. وأبرز دليل أن فوز الأربعاء ضد سويسرا بفضل ثنائية مانويل لوكاتيلي كان العاشر على التوالي لرجال مدرب لاتسيو وإنتر ومانشستر سيتي الإنجليزي سابقاً، من دون تلقي أي هدف خلال هذه السلسلة.
وحافظت إيطاليا كذلك على سجلها الخالي من الهزائم للمباراة التاسعة والعشرين على التوالي، وتحديداً منذ الخسارة أمام البرتغال (صفر-1) في 10 سبتمبر (أيلول) 2018، في دوري الأمم الأوروبية، ليصبح مانشيني على بعد مباراة من الرقم القياسي الذي حققه فيتوريو بوتسو قبل قرابة قرن من الزمن، وتحديداً بين 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 1935 و29 نوفمبر (تشرين الثاني) 1939.
والأهم أن إيطاليا عادت لتلعب دورها بين كبار القارة، ولكن هذه المرة بأسلوب هجومي مثير، مخالف تماماً للسمعة التي لاحقت المنتخب الإيطالي خلال تاريخه بصفته فريقاً دفاعياً. وقد تجسد هذا التغيير بأفضل طريقة في المباراة الأولى التي نجح فيها بتسجيل 3 أهداف للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته في كأس أوروبا، قبل أن تتكرر النتيجة في الثانية. والآن، تأمل إيطاليا أن تدخل دور الـ16 بمعنويات مرتفعة، من خلال تحقيق الفوز الثالث على التوالي، حين تلتقي ويلز للمرة الأولى منذ اكتساح الأخيرة (4-صفر) في سبتمبر (أيلول) 2003 ضمن تصفيات كأس أوروبا 2004، محققة في حينها فوزها الخامس على منافستها من أصل 6 مواجهات بينهما (خسرت المباراة الأخرى في ذهاب تصفيات كأس أوروبا 2004).
لكن نجم يوفنتوس فيديريكو كييزا الذي لم يحصل حتى الآن على فرصته الحقيقة في النهائيات، في ظل تألق لورنتسو إينسيي وتشيرو إيموبيلي ولوكاتيلي ودومينيكو بيراردي، حذر من الاندفاع الويلزي، لا سيما أن نقطة التعادل ستكون كافية لهم من أجل التأهل، بغض النظر عن نتيجة سويسرا وتركيا في العاصمة الأذربيجانية باكو، بما أنهم يملكون 4 نقاط من تعادل مع سويسرا (1-1)، وفوز على تركيا (2-صفر). وقال كييزا المرشح للمشاركة أساسياً اليوم بعد ضمان التأهل إن «ويلز فريق سيقاتل بالتأكيد؛ يملكون لاعبين مؤثرين على المستوى العالمي، أهمهم غاريث بيل».
والنقطة السلبية الوحيدة حتى الآن لإيطاليا في هذه النهائيات هي إصابة أليساندرو فلورنتسي في المباراة الأولى، والقائد جورجو كييلني في الثانية. لكن قلب دفاع يوفنتوس طمأن جمهور المنتخب بشأن الإصابة التي تعرض لها في الفخذ، قائلاً: «لحسن الحظ، أنا في وضع جيد؛ الأمر ليس خطيراً. سأرتاح لبضعة أيام، وسنرى ما سيحصل. لِنَقُل إني توقفت في الوقت المناسب قبل أن تتفاقم الأمور»، في إشارة إلى طلبه التبديل في الدقيقة 24 من مباراة سويسرا.
ومع طموح تكرار إنجاز 2016، حين وصلت ويلز إلى نصف النهائي في مشاركتها الأولى في البطولة، يأمل بيل ورامزي ورفاقهم في إيقاف إيطاليا اليوم، علماً بأن تأهل ويلز قد يحصل حتى في حال الخسارة، إن كان بين أفضل 4 منتخبات في المركز الثالث، أو حتى بصفتها ثانية المجموعة في حال فشلت سويسرا في الفوز على تركيا. ويدرك المنتخب الويلزي صعوبة المهمة في العاصمة الإيطالية، وهذا ما أشار إليه لاعب وسطه جو ألن، بوصفه مباراة اليوم بـ«إحدى أكبر المباريات التي يمكن أن تخوضها»، مضيفاً: «على الصعيد التاريخي، فإن هذه مباراة يحلم المرء بأن يكون طرفاً فيها».
وتابع عن الإيطاليين: «السلسلة التي يحققونها استثنائية؛ بالتالي سيكون تحدياً كبيراً، لكنه تحدٍ نتطلع حقاً لخوضه»، معتبراً أنه «بات هناك مستوى معين من التوقعات بعد الذي تحقق عام 2016»، حين بلغت ويلز نصف النهائي، بتصدرها مجموعتها أمام جارتها إنجلترا، قبل الفوز على الجارة الأخرى آيرلندا الشمالية في دور الـ16 (1-صفر)، والعملاقة بلجيكا في دور الثمانية (3-1)، قبل انتهاء المغامرة على يد كريستيانو رونالدو ورفاقه في البرتغال (صفر-2).
سويسرا - تركيا
ويتقاسم منتخبا سويسرا وتركيا الهدف نفسه في مواجهتهما الأخيرة بدور المجموعات في كأس أوروبا اليوم، وهو تحقيق أول فوز في البطولة أملاً في فرصة الصعود لدور الـ16. وحصل المنتخب السويسري على نقطة وحيدة بعد تعادله مع ويلز، ثم خسارته (3-صفر) أمام إيطاليا، على الرغم من أنه دخل البطولة بتوقعات كبيرة من فريقه صاحب الخبرة الكبيرة. أما تركيا التي بعثت برسالة تحذير قوية قبل 3 أشهر، عندما فازت على هولندا (4-2) بتصفيات كأس العالم، فقد خسرت مباراتيها الأوليين في البطولة أمام إيطاليا وويلز، ولم تحرز أي أهداف حتى الآن.
ولا يزال بوسع سويسرا الحصول على المركز الثاني بين فرق المجموعة، والتأهل لمراحل خروج المغلوب، لكنها ستكون بحاجة لأن تخسر ويلز أمام إيطاليا في روما في التوقيت نفسه. وستحتاج سويسرا أيضاً للحصول على فارق أهداف أفضل. وأفضل فرصة لتركيا للتأهل هي الحصول على مكان بين أفضل 4 فرق تحتل المركز الثالث، بعد أن ضاعت فرصتها في الصعود عن طريق المركزين الأول والثاني.