قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم الأقصى وتصيب طفلاً وصحافية

حوالي 100 إصابة في الضفة الغربية وعشرات المعتقلين

فلسطينيون يتظاهرون في حرم المسجد الأقصى ضد الإجراءات العسكرية الإسرائيلية (رويترز)
فلسطينيون يتظاهرون في حرم المسجد الأقصى ضد الإجراءات العسكرية الإسرائيلية (رويترز)
TT

قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم الأقصى وتصيب طفلاً وصحافية

فلسطينيون يتظاهرون في حرم المسجد الأقصى ضد الإجراءات العسكرية الإسرائيلية (رويترز)
فلسطينيون يتظاهرون في حرم المسجد الأقصى ضد الإجراءات العسكرية الإسرائيلية (رويترز)

أصيب طفل وصحافية وثمانية مواطنين فلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، أمس الجمعة، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي وقفة أمام المسجد الأقصى المبارك، منددة بالمستوطنين الذين أساءوا للرسول الكريم (محمد صلى الله عليه وسلم)، خلال «مسيرة الإعلام» يوم الثلاثاء الماضي. وقد اقتحمت هذه القوات باحات المسجد الأقصى عبر باب السلسلة.
وكان 45 ألف مصلٍ مسلم شاركوا في صلاة الجمعة في الأقصى، أمس. وبعد الصلاة، تجمع بضع مئات من المصلين قرب مسجد قبة الصخرة، وراحوا يهتفون ويكبرون وينددون بالمظاهرات الاستفزازية للمستوطنين اليهود، الذين راحوا يشتمون الرسول ويهتفون «الموت للعرب». فاحتشدت قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود المدججين بالأسلحة على اختلافها وأمرت الجموع بالتفرق وإنزال علم فلسطين. وقد رفض الشباب الأوامر، وراحوا يكبرون ويهتفون ورفعوا شعاراً كبيراً كتبوا عليه: «لن تركع أمة قائدها محمد». وقد أطلقت القوات الرصاص المعدني المغلف بـالمطاط صوب المصلين. وسيرت الشرطة الاحتلالية طائرة في السماء، وأطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط صوب المشاركين في الوقفة، ما أدى لإصابة طفل، والصحافية لطيفة عبد اللطيف.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر، في بيان لها، بوقوع 9 إصابات خلال مواجهات مع قوات الاحتلال داخل المسجد الأقصى، مضيفة أنه «تم نقل 3 إصابات للمستشفى، و6 إصابات (عولجَت) ميدانياً».
وكان خطيب المسجد الأقصى، الشيخ يوسف أبو سنينة، قد ندد في خطبة الجمعة بالمسجد، بإساءة المستوطنين الإسرائيليين للنبي. كما ندد الشيخ أبو سنينة باقتحامات مستوطنين للمسجد الأقصى ومخططات تهجير عائلات فلسطينية من أحياء بالقدس بينها الشيخ جراح وسلوان.
وشهدت عدة مدن في الضفة الغربية مسيرات سلمية تعرضت لاعتداء الاحتلال، أسفر عن إصابة حوالي 100 فلسطيني، أمس. وقد أصيب شابان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق، جراء قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان. وأفاد الناطق الإعلامي باسم حركة «فتح» إقليم قلقيلية، مراد شتيوي، بأن جنود الاحتلال اقتحموا القرية بعد انطلاق المسيرة، واعتلوا أسطح منازل المواطنين واستخدموها ثكنات عسكرية لقناصتهم، فيما نصبوا كمائن في منازل مهجورة لاعتقال الشبان، دون تسجيل أي اعتقالات. ثم أطلقوا الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط تجاه الشبان، ما أدى لإصابة شابين جرى علاجهما ميدانياً، إضافة لإصابة العشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.
كما أصيب مواطنان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، جراء قمع الاحتلال، المسيرة الأسبوعية التي خرجت احتجاجاً على إقامة بؤرة استيطانية في أراضي قرية بيت دجن شرق نابلس.
واعتقلت قوات الاحتلال، أمس، 17 فلسطينياً من القدس، وستة مواطنين من قرية سالم شرق نابلس، وعشرة آخرين من سكان الضفة الغربية بدعوى شبهات حول نيتهم ممارسة الإرهاب.
وأصدرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، بياناً قالت فيه إن الشعب الفلسطيني يناضل من أجل نيل حريته، وإسقاط نظام الفصل العنصري الإسرائيلي «الأبارتهايد». وقال عضو المجلس الثوري، أسامة القواسمي، إن «ما تقوم به إسرائيل بحق شعبنا من احتلال لأرضه، والتمييز العنصري والاضطهاد والجرائم ضد الإنسانية وسن القوانين العنصرية، هو التعريف والوصف الحقيقي لنظام (الأبارتهايد) العنصري».
من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين، بياناً عقبت فيه على قرار الحكومة الإسرائيلية الجديدة تجديد قانون منع لم شمل العائلات الفلسطينية الذي تعتزم وزيرة الداخلية الإسرائيلية أييلت شاكيد، طرحه على الكنيست للمصادقة عليه وتمديد صلاحيته، لحرمان سكان الضفة والقدس، وكذلك قطاع غزة، من حق المواطنة والإقامة مع أزواجهم وأبنائهم داخل أراضي عام 48. وقالت إن «هذا قانون عنصري ودليل واضح على أن إسرائيل دولة فصل عنصري بامتياز». وأضافت الوزارة في بيان لها، أمس الجمعة، أن هذا القانون يشتت العائلات الفلسطينية، ويبعد أفرادها عن بعضهم البعض، ويتحكم بمشاعرهم واختياراتهم الإنسانية بشكل حر، في انتهاك صارخ لمبادئ حقوق الإنسان، واتفاقيات جنيف وللقانون الدولي الإنساني.
وأوضحت أن مئات العائلات حرمت بموجبه من الأب أو الأم، بما يخلفه ذلك من آثار ونتائج سلبية على الأبناء، حيث تحاول سلطات الاحتلال التستر على هذه الجريمة وإخفاءها بحجج واهية، خصوصاً أن هذا الإجراء يهدف بشكل علني إلى منع زيادة أعداد الفلسطينيين داخل أراضي 48، كشكل من أشكال عمليات التطهير العرقي واسعة النطاق. وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال تتحكم بطريقة عنصرية تعسفية وغير قانونية في حق المواطن الفلسطيني في الإقامة والمواطنة في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، فتسلبه مواطنته ليصبح مقيماً أو لاجئاً أو مبعداً، وتنكر عليه أساسيات حق المواطنة في فلسطين التاريخية فتفصل الأزواج عن أسرها، والأبناء عن ذويهم وتحرمهم من العيش تحت سقف واحد، بينما تغرق الأرض الفلسطينية المحتلة بمئات آلاف المستوطنين.
وأكدت أنه لا يحق لسلطات الاحتلال التدخل بأي شكل كان بحق الفلسطيني في المواطنة بأرض وطنه المحتل، كما لا يحق لها سحب المواطنة منه، والادعاء بأنها هي من تقرر متى توافق على جمع شمل العائلات الفلسطينية أو تمنعه بقوة الاحتلال.



الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية في اليمن أنها ستكتفي، فقط، باستهداف السفن التابعة لإسرائيل خلال مرورها في البحر الأحمر، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها الجماعة، الأحد، إلى شركات الشحن وجهات أخرى.

ونقل ما يسمى بـ«مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، التابع للجماعة الحوثية، أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ستقتصر، فقط، على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وأضاف المركز، الذي كلفته الجماعة بالعمل حلقةَ وصل بينها وشركات الشحن التجاري، أنها توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستئناف الضربات على السفن التابعة لها في حال استمرار هذه الدول في هجماتها الجوية على المواقع التابعة لها والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وسبق للجماعة الحوثية تحذير الدول التي لديها وجود عسكري في البحر الأحمر من أي هجوم عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتوعدت في بيان عسكري، أنها ستواجه أي هجوم على مواقعها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، بعمليات عسكرية نوعية «بلا سقف أو خطوط حمراء».

لقطة أرشيفية لحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان التي أعلن الحوثيون استهدافها 8 مرات (رويترز)

كما أعلنت الجماعة، الأحد، على لسان القيادي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسمها، استهداف حاملة الطائرات أميركية هاري ترومان شمال البحر الأحمر بمسيرات وصواريخ لثامن مرة منذ قدومها إلى البحر الأحمر، بحسب سريع.

وسبق لسريع الإعلان عن تنفيذ هجوم على هدفين حيويين في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، السبت الماضي، باستخدام صاروخين، بعد إعلان سابق باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخين أُطْلِقا من اليمن.

موقف جديد منتظر

وفي وقت مبكر من صباح الأحد كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية عن استقبال 4 غارات أميركية، في أول ساعات سريان «هدنة غزة» بين إسرائيل، و«حركة حماس».

ويتوقع أن تكون الضربات الأميركية إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الجماعة الحوثية في سياق منعزل عن التطورات في غزة واتفاق الهدنة المعلن، بخلاف المساعي الحوثية لربط العمليات والمواجهات العسكرية في البحر الأحمر بما يجري في القطاع المحاصر.

ومن المنتظر أن تصدر الجماعة، الاثنين، بياناً عسكرياً، كما ورد على لسان سريع، وفي وسائل إعلام حوثية، بشأن قرارها اقتصار هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل، والرد على الهجمات الأميركية البريطانية.

كما سيلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً متلفزاً، بمناسبة بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وزعم سريع، السبت الماضي، وجود رغبة لدى الجماعة لوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وإيقاف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مهاجمة أهداف في اليمن.

كما أكّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، أن الهجمات على إسرائيل ستعود في حال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تستهدف الجماعة الحوثية سفناً في البحر الأحمر بزعم تبعيتها لإسرائيل، حيث بدأت باحتجاز السفينة جالكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما في المياه الدولية، والتي لا تزال، وأفراد طاقمها البالغ عددهم 25 فرداً، قيد الاحتجاز لدى الجماعة.

السفينة «غالاكسي ليدر» التي تحتجزها الجماعة الحوثية منذ 14 شهراً (رويترز)

وأتبعت الجماعة ذلك بتوسع عملياتها لتشمل السفن البريطانية والأميركية، بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في المياه القريبة من شواطئ اليمن بزعم دعم ومساند سكان قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية.

وتسببت تلك الهجمات في تعطيل جزء كبير من حركة التجارة الدولية، وأجبرت شركات الشحن والملاحة على تغيير مسار السفن التابعة لها، واتخاذ مسار أطول حول جنوب قارة أفريقيا بدلاً من عبور قناة السويس.

وأدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار التأمين وتكاليف الشحن وزيادة مدد وصولها، وبث مخاوف من موجة تضخم عالمية جديدة.

لجوء إلى التخفي

ويلجأ قادة الجماعة إلى الانتقال من مقرات إقامتهم إلى مساكن جديدة، واستخدام وسائل تواصل بدائية بعد الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، رغم أنهم يحيطون أنفسهم، عادة، باحتياطات أمنية وإجراءات سرية كبيرة، حيث يجهل سكان مناطق سيطرتهم أين تقع منازل كبار القادة الحوثيين، ولا يعلمون شيئاً عن تحركاتهم.

أضرار بالقرب من تل أبيب نتيجة اعتراض صاروخ حوثي (غيتي)

وشهدت الفترة التي أعقبت انهيار نظام الأسد في دمشق زيادة ملحوظة في نقل أسلحة الجماعة إلى مواقع جديدة، وتكثيف عميات التجنيد واستحداث المواقع العسكرية، خصوصاً في محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

كما كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، خلال الأيام الماضية أن الاتصالات بقيادة الصف الأول للجماعة المدعومة من إيران لم تعد ممكنة منذ مطلع الشهر الحالي على الأقل، نتيجة اختفائهم وإغلاق هواتفهم على أثر التهديدات الإسرائيلية.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تحالفاً عسكرياً تحت مسمى تحالف الازدهار، لمواجهة الهجمات الحوثية وحماية الملاحة الدولية، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي بدأ التحالف هجماته على المواقع العسكرية للجماعة والمنشآت المستخدمة لإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، في فبراير (شباط) الماضي، قوة بحرية جديدة تحت مسمى «خطة أسبيدس»، لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وحدد مهامها بالعمل على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، على أن يكون المقر في لاريسا اليونانية.

احتفالات حوثية في العاصمة صنعاء بوقف إطلاق النار في غزة (إعلام حوثي)

وتزامنت هجمات الجماعة الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر مع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن ومواقع إسرائيلية، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي للرد بضربات جوية متقطعة، 5 مرات، استهدف خلالها منشآت حيوية تحت سيطرة الجماعة.

وشملت الضربات الإسرائيلية ميناء الحديدة وخزانات وقود ومحطات كهرباء في العاصمة صنعاء.

ونظمت الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء، الأحد، عدداً من الاحتفالات بمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفعت خلالها شعارات ادعت فيها أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وهجماتها الصاروخية على الدولة العبرية، أسهمت في إجبارها على القبول بالهدنة والانسحاب من القطاع.

وتأتي هذه الاحتفالات مترافقة مع مخاوف قادة الجماعة من استهدافهم بعمليات اغتيال كما جرى مع قادة «حزب الله» اللبناني خلال العام الماضي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافهم، وسط توقعات بإصابة قادة عسكريين كبار خلال الضربات الأميركية الأخيرة في صنعاء.