علي منيمنة: أحياناً يعيش الدور معي وأختبره على أصدقائي

«شرير الشاشة اللبنانية» يتألق في مسلسل «رصيف الغرباء»

يستعد علي منيمنة لتصوير مسلسل جديد من إخراج ليال راجحة
يستعد علي منيمنة لتصوير مسلسل جديد من إخراج ليال راجحة
TT

علي منيمنة: أحياناً يعيش الدور معي وأختبره على أصدقائي

يستعد علي منيمنة لتصوير مسلسل جديد من إخراج ليال راجحة
يستعد علي منيمنة لتصوير مسلسل جديد من إخراج ليال راجحة

قال الممثل علي منيمنة إن لقبه «شرير الشاشة اللبنانية» لا يزعجه، لا سيما أن هناك عمالقة في التمثيل من العالمين العربي والغربي سبقوه وعرفوا بهذا اللقب. ويتابع في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «البعض يلقبني بـ(الشرير خفيف الظل) وغيره من التسميات المتعلقة بأدواري المرتكزة على الشر. لا مشكلة عندي بذلك، والأمر لا ينعكس بتاتاً على علاقاتي الشخصية، فمن يعرفني من قرب يعلم جيداً أني عكس الأدوار التي ألعبها، فأنا شخص يحب الحق ومسالم جداً، وبذلك أتحدّى نفسي بطريقة غير مباشرة».
وعمّا إذا كانت أدوار الشر تعوضه عن هذه الناحية، يرد: «لا مطلقاً؛ الأمر ليس كذلك، فلكل دور طبيعته وخصائصه، ولأدوار الشر آفاقها وأستمتع بها. أعني بذلك أن الدور الرومانسي أوجهه معروفة وضيقة. أما الأخرى المنطلقة من مبدأ الشر، فتكون بمثابة ساحة تتيح لصاحبها اللعب على طريقته. برأيي كل منا يملك الشر والخير في أعماقه وتفكيره، وليس بالضروري في تصرفاته. وقررت أن أوظف هذه الناحية السلبية في الشخصيات التي أجسدها. ففي الدراما خطوط الشخصيات الشريرة أعمق وأوسع».
نجح علي منيمنة في أداء شخصية الرجل الشرير في أكثر من عمل درامي. ورسخ في ذاكرة المشاهد من خلال أدوار عديدة. قدم شخصية الرجل الذي يحب الأذية في «موجة غضب»، والحقود الناقم على الآخر في «حنين الدم»، والأناني في «كل الحب كل الغرام»، ومؤخراً حصد نجاحاً واسعاً في شخصية المجرم «كمال داود»، التي تألق فيها ضمن بطولة مسلسل «رصيف الغرباء». يصدقه المشاهد ويكنّ له الكراهية بصورة عفوية، ومرات كثيرة يتمنى له نهاية سيئة تليق بأفعاله الشريرة. فإعطاء علي منيمنة الدور الذي يلعبه بعداً واقعياً وطبيعية في الأداء، يسهم في إقناع المشاهد بأنه رجل شرير في الحقيقة. ويعلق في سياق حديثه: «هناك بعض الناس على قناعة تامة بأن شخصية (كمال داود) هي شخصيتي الحقيقية. فالسهل الممتنع الطاغي على الأداء، وتفاصيل الدور، أسهما في ترسيخ هذه الفكرة عندهم. ولذلك عندما استضافني هشام حداد مقدم البرنامج التلفزيوني (لهون وبس)، حاولت تعريف الناس على شخصيتي الحقيقية بعيداً عن التمثيل. فإن أنجح بلعب دور الشر لا يعني أني شرير في الواقع، بل ممثل يجتهد ويتعب ليصل إلى هدفه».
وعن سبب تمتعه بهذا الكم من المخزون في الأداء المتنوع ضمن دائرة تجسيد الشخصيات الشريرة، يقول: «أحيانا ألتقطها من الحياة، ومن بعض الناس التي تضمر الشر للآخر. كما أقوم بأبحاث دائمة عن أهم الممثلين الذين قدموا أدوار الشر وبرعوا فيها. أشاهد أعمالاً سينمائية أجنبية بكثافة، ومؤخراً صرت أتابع نجوم الشر في الشاشة العربية واللبنانية. فلكل شخصية شريرة إطارها وبعدها السيكولوجي الخاصان بها.
ولذلك أحاول دائماً التنويع في الأداء، وطبع كل شخصية شريرة أقدمها بخصوصيتها. كما أن نص المسلسل يؤثر علي كثيراً، ويدفعني إلى رسم خطوطه وتخيله في ذهني منذ قراءاتي الأولى له. ومرات كثيرة أضطر لضيق الوقت إلى أن أصطحب الشخصية معي في حياتي اليومية، كي أستطيع قولبتها بشكل عفوي، وأختبرها على أصدقائي، وأقف على رد فعلهم، وهم يتفاعلون معي لأنهم يعرفون أني في طور التحضير لدور جديد».
يرى علي منيمنة أن الشر على الشاشات وفي الدراما لا ينحصر هدفه في التصويب على أفراد بعينهم في المجتمع يطبقونه... «فالإضاءة على الخطأ واجبة كي نضع حداً لتفشيه في مجتمعاتنا». ويوضح: «هذا النجاح الذي أحققه اليوم من خلال شخصية (كمال داود) في (رصيف الغرباء) ليس هو ما يرضيني فقط؛ بل ارتباطه بتفعيل الرغبة في المحاسبة لدى الناس ونقمتها على الشر وصاحبه».
ولكن هل سبق أن ندم علي منيمنة على لعبه دور شرير لا يليق بمسيرته؟ يرد: «لا أقدم على أي دور لا يقنعني أو لا أحبه. كما أن هناك ثقة ضرورية يجب أن توجد بين الممثل من ناحية والمخرج والمنتج من ناحية ثانية. رفضت أدواراً كثيرة من قبل، رغم مساحتها الكبيرة في العمل؛ لأنني لم أشعر بأنها ستضيف الجديد إلى مسيرتي».
وهل برأيه سيستطيع الاستمرار في التنويع في أدوار الشر، لا سيما أنه لعب غالبيتها؟ يرد: «هناك قصة مشهورة جداً ونعرفها منذ كنا صغار السن (أبو علي والـ40 حرامي). وهي حقيقة موجودة، وهناك ألف وجه للشر، وكل شخصية تتقنه على طريقتها من دون أن تتشابه».
حالياً يعكف علي منيمنة مع بعض أصدقائه المقربين على كتابة نص لعمل درامي يتمنى أن تتبناه إحدى المنصات الإلكترونية. ويقول في معرض حديثه: «هذه المنصات ولّدت مساحة أكبر لتحقيق أحلامنا. سمحت للأشخاص أصحاب الأفكار الجديدة في عالم الدراما، بأن يطلوا عبرها ويحققوا طموحاتهم. حاولنا من قبل؛ أصدقائي وأنا، تقديم أفكار عديدة، ولكنها نامت في الأدراج. وأحياناً استخدمتها بعض محطات التلفزة من دون استئذان. اليوم الوضع تغير، هناك منصة إلكترونية تفتح آفاقاً جديدة أمام الفنان والكاتب والمخرج وغيرهم. كما أنها تأخذ على عاتقها إنتاج الفكرة وتوليدها على الشاشة في حال أعجبتها. وهذا شيء جيد جداً».
وعمّا إذا كان تأثر بممثلين لعبوا أدوار الشر في العالم العربي أمثال محمود المليجي وعادل أدهم وتوفيق الدقن من مصر، وعلي دياب وإيلي صنيفر وغيرهما من لبنان، يرد: «لا مجال للمقاربة بيني وبين هؤلاء الأساتذة، رغم تعليقات كثيرة تصلني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تطلق عليّ اسم واحد من بينهم. ولكني أتشرف بأن يجري تشبيهي بهم أو وضعي في مصافهم».
وهل تنوي الانتقال إلى عالم الرومانسية بعيداً عن أدوار الشر؟ «الممثل في إمكانه تقديم أي دور يعرض عليه، وهناك ممثلون ونجوم في هوليوود بدأوا مسيرتهم مع أفلام المافيا والإجرام أمثال مارلون براندو وآل باتشينو وروبرت دي نيرو، ثم ما لبثوا أن لاقوا نجاحات واسعة في أدوار رومانسية ودرامية. كما أن المنتجين والمخرجين وضعوني في هذا الإطار، وهناك دور جديد أستعد له سيكون بعيداً عن الشخصية الشريرة».
ولماذا ابتعادك عن الأعمال المختلطة؟ يرد: «لست بعيداً عنها بتاتاً؛ لا بل قمت بأكثر من تجربة في هذا الإطار وكذلك من باب ضيف الشرف كما في (اتهام) و(تشيللو) و(عهد الدم) مؤخراً. فما يهمني هو طبيعة الدور بعيداً عن أي تفاصيل مادية أو أخرى تتعلق بورود اسمي في الطليعة وغيرها. وبرأيي ليس هناك من دور كبير أو صغير؛ بل ممثل بارع أو العكس».
انتهى عرض مسلسل «رصيف الغرباء» الجمعة، ويستعد علي منيمنة للبدء في تصوير مسلسل جديد من إخراج ليال راجحة، ويتألف من 12 حلقة تعرض على إحدى المنصات الإلكترونية... «إنه من النوع التشويقي؛ فيه الإثارة والحركة السريعة، خصوصاً أنه يدور حول قصة جريمة ارتكبت؛ ستكون لي علاقة بها ولكني لست مرتكبها. وعندي عمل آخر بعنوان (أسماء من الماضي) من إخراج كارولين ميلان. وهو من إنتاج شركة (فينيكس بيكتشرز) بيتي الثاني، لصاحبها المخرج إيلي معلوف الذي أوجه له تحية احترام وإكبار؛ فهو من الأشخاص الذين وثقوا بقدراتي التمثيلية، وقدم لي فرصاً كثيرة. وفي مسلسل (رصيف الغرباء) الذي يتألف من 60 حلقة، عدّل في نصه وطوره ليصبح 140 حلقة. غيره من المخرجين لم يكن ليجازف أو يخاطر بأخذ قرار مماثل. ولكنه كان على حق، وربح التحدي، والمسلسل حقق نسب مشاهدة عالية عبر شاشة (إل بي سي آي)».



غادة رجب: تكاليف الإنتاج الباهظة تمنعني عن تصوير أغنياتي

تتطلع رجب لتكرار التعاون مع المطرب كاظم الساهر ({الشرق الأوسط})
تتطلع رجب لتكرار التعاون مع المطرب كاظم الساهر ({الشرق الأوسط})
TT

غادة رجب: تكاليف الإنتاج الباهظة تمنعني عن تصوير أغنياتي

تتطلع رجب لتكرار التعاون مع المطرب كاظم الساهر ({الشرق الأوسط})
تتطلع رجب لتكرار التعاون مع المطرب كاظم الساهر ({الشرق الأوسط})

نفت المطربة المصرية غادة رجب غيابها عن الحفلات الغنائية خلال الآونة الأخيرة، وقالت إنها قدمت حفلاً في ليبيا أُطلق عليه «ليلة الياسمين» وجاء بمناسبة إعادة إعمار مدينة درنة، كما قدمت حفلاً بالقاهرة في «عيد الطاقة النووية الرابع».

وقالت في حوارها مع «الشرق الأوسط» إنها لا تتوقع تصوير أغنيات جديدة لها في الوقت الحالي بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج، مشيرة إلى أنها تتطلع لتكرار عملها مع المطرب الكبير كاظم الساهر الذي عَدته في مكانة خاصة للغاية.

غنت غادة مرتدية الزي التقليدي الليبي في حفل إعمار درنة ({الشرق الأوسط})

وعن حفلها الأخير الذي أحيته في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في ليبيا، تقول: «الحفل أقيم بمناسبة إعادة إعمار مدينة (درنة) بعد السيول التي تعرضت لها، والكارثة التي شهدتها العام الماضي، وبمشاركة الفنان الليبي خالد زروق، وقدمت فيه أغنياتي الليبية، وهي معروفة هناك ومحبوبة، وحرصت خلال الحفل على ارتداء الزي الليبي التقليدي، ولم تكن أول مرة أرتديه، وكان للحفل ردود فعل جيدة جداً؛ لأنه منذ وقت طويل لم تكن هناك حفلات في درنة».

تبدي غادة إعجابها بصوت الفنانة داليا مبارك ({الشرق الأوسط})

وتؤكد أن لها تاريخاً طويلاً مع المشاركات والحفلات في ليبيا؛ فقد بدأت تقديم أغنيات باللهجة الليبية مع دخول الألفية الجديدة، كما طرحت أول ألبوم لها باللهجة الليبية بعنوان «حبيبي وتجرح فيَ» وقد حقق نجاحاً كبيراً، وتوالت أغنياتها التي تعاونت فيها مع موسيقيين وشعراء ليبيين، من بينهم: محمد حسن، وناصف محمود، ود. إبراهيم فهمي، والشاعر الكبير عبد الله منصور.

وترى غادة أن «اللهجة الليبية مميزة في الغناء وقدمت بها أغاني وطنية وعاطفية، كما أن الشعب الليبي كريم وطيب» حسبما تقول، وتلفت: «من شدة إتقاني للهجتهم ظن ليبيون أنني ليبية».

عدها ليبيون تنتمي لهم لإجادتها الغناء بلهجتهم ({الشرق الأوسط})

واشتهرت غادة رجب بقدرتها على الغناء بعدة لهجات، فقدمت أغنيات باللهجة الخليجية على غرار «يحتاجني»، و«يا ليت»، و«خسارة»، كما لها جمهور تعتز به بالخليج، مثلما قدمت أغنيات باللغة التركية التي تجيدها.

وفي القاهرة، شاركت رجب بحفل «العيد الرابع للطاقة النووية» الذي أقيم بحضور د. مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، ونظمه الشاعر عبد الله حسن والملحن شريف حمدان، وضم مجموعة من المطربين والمطربات، من بينهم: مدحت صالح، ونادية مصطفى، وقد شاركوا جميعاً في غناء أوبريت «قد المستحيل». وتقول غادة عن هذا الحفل: «قبل هذا الحفل غبت فترة طويلة عن الحفلات الغنائية في مصر».

اللهجة الليبية مميزة في الغناء وقدمت بها أغاني وطنية وعاطفية

غادة رجب

واستبعدت رجب تصوير أغان جديدة في الوقت الحالي، مبررة ذلك بالتكلفة المادية الكبيرة التي يتطلبها التصوير، وعدم وجود شركات تتصدى لإنتاج الأغاني مثلما تقول: «مطلوب من المطرب أن يتصدى لهذه المهمة، وكنت أقوم بها من قبل، لكن الوقت اختلف في ظل ارتفاع أجور المؤلفين والملحنين والموسيقيين وتأجير الاستوديوهات، ثم دعاية (السوشيال ميديا) التي تصدرت المشهد ولكل منها طريقة وأسلوب مختلف».

وترصد المطربة التي بدأت الغناء منذ طفولتها واقع الغناء حالياً: «هناك أعمال فنية جيدة تستحق الاحترام، وقد لفتت نظري المطربة السعودية داليا مبارك، فهي صاحبة صوت مميز وأداء أحببته، كما أن هناك أعمالاً أخرى لا علاقة لها بالفن، لكننا عموماً نعيش في زمن السيئ فيه أكثر، ليس فقط في الغناء بل في كل شيء، الناس والأخلاق والمعاملات والضمائر».

وقدمت غادة التي تغنت بألحان كبار الموسيقيين في مصر أعمالاً جمعتها بالمطرب العراقي الكبير كاظم الساهر، الذي تقول عنه: «هو قصة كبيرة وحكاية مختلفة، وفنان يتسم بالاحترام تجاه فنه ونفسه وجمهوره، وهو (ابن أصول) في كل تصرفاته، وفنان لأقصى درجة، ولعل ما قدمه في أحدث ألبوماته يعد من أجمل ما سمعت في السنوات الأخيرة على الإطلاق، لذا يظل كاظم الساهر في مكانة خاصة لا يمكن مقارنته بالعبث الذي يجري في مجالنا وزماننا».

تعاوني مع كاظم الساهر من أكثر التجارب المهمة والناجحة في مشواري

غادة رجب

وتلفت إلى أن تعاونها مع الساهر من أكثر التجارب المهمة والناجحة التي أثرت في مشوارها، ومن بينها أغنيتا «ابعد عني يا ابن الناس» و«لماذا»، والبرامج والحفلات الكثيرة التي جمعتهما في مصر والدول العربية، متطلعة لتكرار التجربة في أقرب وقت.

وشاركت غادة رجب الفنان محمد صبحي في برنامجه «مفيش مشكلة خالص»، حيث شاركت في بعض عروضه المسرحية ومنها «راجل ونص»؛ ما جعلها تتحمس للتمثيل بشكل أكبر: «بقدر رفضي للتمثيل قبل ذلك، صرت أتحمس له بعدما عملت مع الفنان الكبير محمد صبحي الذي منحني ثقة في قدراتي، حيث قدمت شخصيات بعيدة كل البعد عني، لذا أتمنى تكرار التجربة في أعمال جيدة، سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون».

لم تقدم غادة وزوجها الشاعر عبد الله حسن أغنية لطفلتهما ليلى، وتفسر ذلك قائلة: «نشعر بأنه مهما كتب وغنى لن يعبر عن مشاعرنا الحقيقية تجاه طفلتنا، فقد غيرت حياتنا وجعلتني أتحول لشخص آخر منذ استيقاظي من النوم، وأكرس حياتي لها».

واستعادت رجب لياقتها بعدما تعرضت للتنمر على مواقع «السوشيال ميديا» لظهورها بوزن زائد عقب إنجاب طفلتها ليلى، وقالت عن ذلك: «هي مرحلة في حياة كل امرأة وأم، وقد خضعت لـ(ريجيم) ونجحت في إنقاص وزني بشكل كبير».