الجيش الجزائري يعثر على عائلة إرهابي أقامت في مخبأ مدة 20 سنة

مصادر حكومية: أكثر من 600 طفل ولدوا داخل معاقل الجماعات المسلحة

الجيش الجزائري يعثر على عائلة إرهابي أقامت في مخبأ مدة 20 سنة
TT

الجيش الجزائري يعثر على عائلة إرهابي أقامت في مخبأ مدة 20 سنة

الجيش الجزائري يعثر على عائلة إرهابي أقامت في مخبأ مدة 20 سنة

أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أمس عن عثور الجيش على أفراد عائلة، تنتمي لجماعة مسلحة، داخل مخبأ أقاموا فيه منذ 20 سنة. ويقع المكان بمنطقة جيجل (450 كلم شرق العاصمة)، التي كانت في تسعينات القرن الماضي أحد المعاقل الرئيسية لـ«الجيش الإسلامي للإنقاذ»، الذراع المسلحة لـ«الجبهة الإسلامية للإنقاذ» سابقا.
وذكرت الوزارة في بيان وزعته على الصحافة، أن «كتيبة من القطاع العملياتي لجيجل، بالناحية العسكرية الخامسة، تمكنت الأحد الماضي من العثور على عائلة إرهابي مكونة من زوجة و7 أبناء، داخل مخبأ بغابة واد طلبة بالعوانة». وأوضح البيان أن ذلك حدث أثناء تمشيط قاده الجيش بالمنطقة، في إطار محاربة الإرهاب، مشيرا إلى أن عمر أصغر الأطفال لا يتجاوز عامين، فيما يبلغ عمر أكبرهم 20 سنة. وأضاف بأن الجيش «استرجع بندقية مضخية وكمية من الذخيرة و3 هواتف جوالة».
وتابع البيان موضحا: «لقد قضت هذه العائلة فترة طويلة تعاني ويلات التخلف والحرمان، فرضها عليها هذا الإرهابي (رب العائلة)، وقد كانت تعيش معزولة بالغابة وتفتقر إلى أدنى شروط الحياة». ولم تذكر وزارة الدفاع إن كان رب الأسرة معتقلا أم لا يزال ينشط بالجماعة المسلحة، ولم تكشف عن اسمه. لكن يرجح بأن حالة أسرة الإرهابي ستتكفل بها وزارة التضامن، خصوصا من ناحية تعليم الأطفال. وتقول الحكومة الجزائرية إن أكثر من 600 طفل ولدوا في معاقل السلاح، في الفترة ما بين 1992 و2000. وتدرج هذه الحالات عادة في إطار ما يسمى «المأساة الوطنية»، وهي تدابير اجتماعية واقتصادية جاء بها «قانون السلم والمصالحة الوطنية» عام 2006، والذي يهدف إلى إنهاء الأزمة الأمنية التي اندلعت مطلع تسعينات القرن الماضي، بسبب تدخل الجيش لإلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية التي فاز بها الإسلاميون. وكان هذا المشروع من أهم سياسات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، منذ وصوله إلى الحكم عام 1999.
وتشبه حالة هذه الأسرة إلى حد كبير حالة الإرهابي الأربعيني علي إسماعيل، الشهير بـ«صهيب»، الذي وقع في كمين الجيش، بنفس المنطقة في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقد كان حينها بمفرده، فيما كانت زوجته وأبناؤه الخمسة، أكبرهم فتاة (18 عاما)، في بيت معزول يقع في سفح جبل. وبعد أن علمت عائلته باعتقاله سلم أفرادها أنفسهم للسلطات.
وذكر الجيش بعد اعتقاله، أن كل أبنائه ولدوا في معاقل الجماعات المسلحة، ولم يسبق لأي منهم أن دخل المدرسة. والتحق «صهيب» بالعمل المسلح عام 1993، حسب تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي، إذ قال إنه لم يتوقع أبدا أن يباغت بشل حركته من طرف قوات الأمن من دون أن يستعمل سلاحه. وقال بهذا الخصوص: «لم يخطر ببالي أن أعتقل من دون أن أرمي. كنت دائما أتصور أنني استعمل سلاحي في حال تعرضت لخطر ما». وأضاف: «لقد فاجأني الجيش باعتقالي»، وتم ذلك في منطقة العوانة بولاية جيجل. فيما قالت زوجته التي كانت تضع نقابا على وجهها: «إن ظروف العيش هنا (في أحضان المجتمع) أفضل من الجبل»، في إشارة إلى أن حالتها تحسنت في ظل ظروف العيش الجديدة، بعدما قضت سنوات طويلة في معاقل المسلحين.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.