ليندركينغ بالرياض في محاولة جديدة لترتيب وقف للنار في اليمن

الشرعية ترفض تجزئة الملفات وتحمّل الحوثيين مسؤولية إعاقة السلام

تيموثي ليندركينغ يزور الرياض مجدداً (الشرق الأوسط)
تيموثي ليندركينغ يزور الرياض مجدداً (الشرق الأوسط)
TT

ليندركينغ بالرياض في محاولة جديدة لترتيب وقف للنار في اليمن

تيموثي ليندركينغ يزور الرياض مجدداً (الشرق الأوسط)
تيموثي ليندركينغ يزور الرياض مجدداً (الشرق الأوسط)

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عودة مبعوث واشنطن إلى اليمن تيموثي لندركينغ إلى الرياض مجددا وذلك غداة إحاطة المبعوث الأممي مارتن غريفيث أمام مجلس الأمن حول تعثر مساعيه لإقناع الحوثيين بخطته الرامية إلى وقف الحرب، وتخفيف المعاناة الإنسانية، واستئناف مشاورات الحل النهائي.
وفي حين قالت الخارجية إن المبعوث الأميركي سيجري لقاءات مع مسؤولين سعوديين ويمنيين ومع المبعوث الأممي غريفيث لبحث العمل على وقف إطلاق النار في اليمن، أكدت الحكومة اليمنية رفضها لتجزئة ملفات الخطة الأممية وتمسكها بتزامن تنفيذ بنودها مع وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي يرفضه الحوثيون بحسب ما أفاد به غريفيث في إحاطته الثلاثاء أمام مجلس الأمن.
ومع تصريحات غريفيث عن مغادرته للملف اليمني في وقت لاحق الشهر المقبل، تعول الولايات المتحدة على المساعي التي تبذلها مسقط لإقناع الحوثيين بوقف النار، مع ما يكتنف ذلك من شكوك في عدم جدية الجماعة لوقف القتال والعودة إلى طاولة المشاورات مع الحكومة الشرعية.
وكان غريفيث أكد في إحاطته تعثر جهوده في إقناع الطرفين بخطته، وقال إن الحوثيين «يصرّون على اتفاق منفصل بشأن موانئ الحديدة ومطار صنعاء كشرط أساسي مسبق لوقف إطلاق النَّار وإطلاق العملية السياسية» كما أكد زعيم الجماعة خلال لقائه بغريفيث في صنعاء.
وأضاف أن الحكومة اليمنية «أصرت من جهة أخرى، على أن يتمّ الاتفاق على كل هذه القضايا أي الموانئ، المطار، وقف إطلاق النار وإطلاق العملية السياسية وتنفيذها كحزمة واحدة مع التركيز على بدء وقف إطلاق النَّار».
ومع اعتراف غريفيث بـ«سوء حظه» لجهة عدم موافقة الطرفين على الحلول الوسطى التي قال إنه اقترحها، قال إنه يأمل أن تؤتي الجهود التي تقوم بها سلطنة عُمان وغيرها... ثماراً، وأن نسمع قريباً عن تحوّل في مصير اليمن».
في السياق نفسه حملت الحكومة اليمنية، الميليشيات الحوثية المسؤولية الكاملة عن عرقلة وإفشال تلك الجهود والاستمرار في حربها العبثية، مؤكدة في الوقت نفسه أن يدها ستظل ممدودة للسلام لأنها تؤمن بأن الشعب اليمني العظيم يستحق العيش في أمن وسلام وازدهار، وفق ما ذكره المندوب اليمني عبد الله السعدي في كلمته أمام مجلس الأمن. وجدد السعدي تأكيد الشرعية على دعمها «الكامل للمبادرة الحالية لإنهاء الصراع والجهود التي تبذلها الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، وجهود الإدارة الأميركية عبر مبعوثها الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، وكذلك ترحيبها بالمبادرة الأخيرة التي قدمتها المملكة العربية السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية والدور الذي تلعبه سلطنة عُمان الشقيقة، والتي تقوم على وقف إطلاق النار الشامل كأهم خطوة إنسانية تسهم في معالجة كافة القضايا الإنسانية والاقتصادية ومنها إعادة فتح مطار صنعاء وتسهيل وصول المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة وفقاً لاتفاق استوكهولم واستئناف العملية السياسية لإنهاء هذه الحرب».
وقال إن «الحكومة عبرت عن انخراطها الإيجابي وتعاطيها مع هذه المقترحات وكافة تلك الجهود والمساعي الدبلوماسية والسياسية، وإبداء المزيد من المرونة وتقديم المزيد من التنازلات الواحدة تلو الأخرى حرصاً منها على حقن دماء اليمنيين، وإنهاء معاناتهم الإنسانية المستمرة والوصول إلى سلام شامل ومستدام مبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالشأن اليمني وعلى رأسها القرار 2216 رغبة منها في تحقيق السلام الشامل وصولاً إلى مصالحة وطنية لا تستثني أحدا».
وأضاف «الميليشيات قابلت هذه المواقف الإيجابية بمزيد من التصعيد والهجوم الوحشي على مأرب التي باتت تشكل أكبر تجمع للنازحين، واستمرت في قصف الأحياء المدنية ومخيمات النازحين في هذه المدينة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة ومختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك استهداف المدنيين والأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية، ورفضها القبول بإعلان وقف إطلاق النار الذي دعا إليه الأمين العام للأمم المتحدة ورحبت به الحكومة اليمنية والتحالف».
واتهم السعدي الجماعة الحوثية بـ«الارتهان للنظام الإيراني» وإشعال الفوضى والحروب وخلق الأزمات، متطرقا إلى جرائم الجماعة الوحشية في مأرب وتعز والحديدة وإلى انتهاكاتها الإنسانية.
وقال: «يجب ألّا ينسينا هجوم الميليشيات الحوثية الوحشي على مأرب فظاعة الأوضاع التي تعاني مها باقي المدن اليمنية، بما في ذلك مدينتا تعز والحديدة اللتان شملهما اتفاق استوكهولم في العام 2018»، لافتاً إلى أن تعز تقبع تحت الحصار الحوثي منذ أكثر من ست سنوات، ويعاني سكانها صعوبة التنقل أو الحصول على احتياجاتهم الأساسية.
ولفت المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى «استمرار الميليشيات الحوثية في تجنيد الآلاف من الأطفال في مناطق سيطرتها والزج بهم بالإكراه من منازل أسرهم ومن المدارس إلى محارق الموت في مختلف جبهات القتال، وإقامة ما يسمى بالمعسكرات الصيفية لآلاف الأطفال وتغذيتهم بثقافة الكراهية والإرهاب».
كما دعا السعدي المجتمع الدولي إلى وضع حد للتهديد الذي تمثله ناقلة النفط (صافر) وإلى الضغط على الجماعة الحوثية للسماح بصيانتها وتفادي كارثة تسرب نحو 1.1 مليون برميل من النفط الخام في مياه البحر الأحمر.
وقال: «التجارب والمعطيات وجولات الحوار السابقة مع الميليشيات الحوثية تؤكد أن هذه الميليشيات لا تفقه لغة الحوار ولا تولي الأهمية لمناشدات ودعوات المجتمع الدولي وهذا المجلس الموقر لتلافي الكارثة البيئية والاقتصادية والإنسانية المتوقعة جراء انفجار أو غرق خزان النفط العائم صافر أو تسرب النفط منه، حيث أفشلت هذه الميليشيات خلال السنوات والأشهر الماضية جهود ومساعي الأمم المتحدة لغرض تقييم وإجراء الإصلاحات اللازمة والعاجلة وتفريغ الخزان، وتراجعت أكثر من مرة عن التزاماتها، وتستخدم هذا الملف للمساومة والابتزاز».


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

اجتماع خليجي يبلور رؤية لدعم استقرار سوريا

نجيب البدر مساعد وزير الخارجية الكويتي لدى ترؤسه الاجتماع الافتراضي الخليجي الخميس (كونا)
نجيب البدر مساعد وزير الخارجية الكويتي لدى ترؤسه الاجتماع الافتراضي الخليجي الخميس (كونا)
TT

اجتماع خليجي يبلور رؤية لدعم استقرار سوريا

نجيب البدر مساعد وزير الخارجية الكويتي لدى ترؤسه الاجتماع الافتراضي الخليجي الخميس (كونا)
نجيب البدر مساعد وزير الخارجية الكويتي لدى ترؤسه الاجتماع الافتراضي الخليجي الخميس (كونا)

بحث اجتماع خليجي افتراضي، الخميس، بلورة رؤية استراتيجية وخطوات عملية لتفعيل دور مجلس التعاون في دعم أمن واستقرار سوريا، وشهد توافقاً بشأن خريطة الطريق للمرحلة المقبلة.

وقال السفير نجيب البدر، مساعد وزير الخارجية الكويتي لشؤون مجلس التعاون، عقب ترؤسه اجتماع كبار المسؤولين بوزارات خارجية دول الخليج، إنه يأتي في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، والتعامل مع التطورات الراهنة في سوريا بما يخدم المصالح المشتركة لدول المنطقة، وجاء تنفيذاً لمُخرجات اللقاء الوزاري الاستثنائي بتاريخ 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ويؤكد التزام دول المجلس بالمتابعة الدقيقة للأوضاع هناك.

نجيب البدر ترأس اجتماعاً افتراضياً لكبار المسؤولين في وزارات خارجية دول الخليج الخميس (كونا)

وأكد البدر أن الاجتماع يهدف إلى بلورة رؤية استراتيجية وخطوات عملية يمكن البناء عليها خلال المرحلة المقبلة؛ لضمان تفعيل دور المجلس في دعم أمن واستقرار سوريا، بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، مُعلناً التوصل لإجراءات وخطوات تعزز جهوده، وتضع أسساً واضحة لدوره في المسار السوري، بما يشمل دعم الحلول السياسية، وتحقيق الاستقرار، وتحسين الأوضاع الإنسانية.

وأفاد، في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية «كونا»، بأن الاجتماع شهد توافقاً خليجياً بشأن المبادئ والثوابت الأساسية التي تمثل خريطة طريق للدور الخليجي في هذا الملف، مضيفاً أنه جرى تأكيد أن أمن واستقرار سوريا «يُعدّ جزءاً لا يتجزأ من أمن المنطقة»، ودعم شعبها في تحقيق تطلعاته نحو الاستقرار والتنمية «يُمثل أولوية» لدول المجلس.

ونوّه مساعد الوزير بالجهود التي تبذلها الكويت، خلال رئاستها الحالية لمجلس التعاون، مشيراً إلى زيارة وزير خارجيتها عبد الله اليحيى لدمشق، ولقائه القائد العام للإدارة السورية الجديدة، حيث بحث آفاق المرحلة المقبلة، والمسؤوليات المترتبة على مختلف الأطراف لضمان وحدة سوريا واستقرارها، وأهمية تعزيز التعاون المشترك لمعالجة التحديات القائمة.

وبيّن أن تلك الزيارة شكّلت خطوة متقدمة لدول الخليج في التفاعل الإيجابي مع التطورات في سوريا، وحملت رسالة تضامن للقيادة الجديدة مفادها «أن دول المجلس تقف إلى جانب سوريا في هذه المرحلة، ومستعدة لتوفير الدعم في مختلف المجالات ذات الأولوية، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار».

وزير خارجية الكويت وأمين مجلس التعاون خلال لقائهما في دمشق قائد الإدارة السورية الجديدة ديسمبر الماضي (إ.ب.أ)

وجدّد البدر تأكيد أن دول الخليج ستواصل جهودها التنسيقية لدعم المسار السوري، استناداً إلى نهج قائم على الحوار والعمل المشترك مع المجتمع الدولي؛ لضمان تحقيق أمن واستقرار سوريا والمنطقة كلها.