البيت الأبيض يعلن انتهاء قمة بايدن وبوتين في جنيف

جانب من المحادثات الموسعة بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين في جنيف (أ.ف.ب)
جانب من المحادثات الموسعة بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين في جنيف (أ.ف.ب)
TT

البيت الأبيض يعلن انتهاء قمة بايدن وبوتين في جنيف

جانب من المحادثات الموسعة بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين في جنيف (أ.ف.ب)
جانب من المحادثات الموسعة بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين في جنيف (أ.ف.ب)

اجتمع الرئيس الأميركي جون بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فيلا تطل على بحيرة في جنيف اليوم الأربعاء، في أول قمة تجمعهما منذ تولي بايدن منصبه.
وأعلن مسؤول في البيت الأبيض أن اجتماع القمة بين الرئيسين في جنيف اختتم اليوم الأربعاء بانتهاء اجتماع ثنائي موسع ضم كبار المساعدين عند الساعة 5:05 مساء (1505 بتوقيت جرينتش). وأضاف أنه لم يكن هناك سوى اجتماع ثنائي موسع واحد.
وقبل انطلاق المحادثات، عبر الزعيمان عن أملهما في أن تفضي المحادثات إلى علاقات مستقرة تخلو من المفاجآت، رغم أنهما مختلفان بشأن كل شيء من قضية الحد من التسلح وعمليات التسلل الإلكتروني إلى التدخل في الانتخابات وأوكرانيا.

وقال بوتين وهو يجلس بجانب بايدن «سيادة الرئيس أود أن أشكرك على مبادرتك باللقاء اليوم... العلاقات الأميركية الروسية شهدت تراكم الكثير من القضايا التي تتطلب الاجتماع على أعلى المستويات».
وقال بايدن إنهما سيحاولان تحديد مجالات التعاون والمصالح المشتركة. وقال «من الأفضل دائما أن نلتقي وجها لوجه»
وكان سفير موسكو لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف الذي استدعته روسيا في مارس (آذار) من بين أعضاء الوفد المشارك في المحادثات عند استئنافها.
وتصافح الرئيسان مع بدء القمة التي تهدف إلى تخفيف حدة الخلافات مع روسيا ومحاولة إيجاد أرضيات تفاهم.

وقال الرئيس الروسي في مستهل القمة: «آمل أن يكون لقاؤنا مثمراً». وشكر بايدن لأنه بادر إلى عقد اللقاء.
من جهته؛ أكد جو بايدن على «أهمية اللقاء المباشر دائماً».
ورغم هذه المصافحة نادرة الحدوث في أوج انتشار وباء «كوفيد19»، فإن المحادثات تبدو صعبة ومتوترة.
واعتمد الرئيس الأميركي السادس والأربعون لهجة حازمة في الأيام الأخيرة حيال رجل الكرملين القوي، ليبرز الاختلاف الواضح مع تقلبات سلفه الجمهوري دونالد ترمب وغموضه.
ووعد جو بايدن بأن يحدد لفلاديمير بوتين ما «الخطوط الحمراء» بالنسبة له. وقال يوم الاثنين الماضي في ختام قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل: «نحن لا نسعى إلى نزاع مع روسيا، لكننا سنرد إذا واصلت روسيا أنشطتها».
وبعد نحو 5 أشهر على توليه السلطة، يخوض جو بايدن مجازفة. فقد شدد البيت الأبيض مراراً على أنه لا ينبغي توقع اختراق مذهل، لكن الرئيس؛ البالغ من العمر 78 عاماً، يدرك أن لديه الفرصة لصقل سمعته بوصفه مفاوضاً جيداً في جنيف.
ورداً على سؤال عند وصوله إلى جنيف (الثلاثاء) عن شعوره قبل القمة التي سيتابعه خلالها العالم بدقة، قال بايدن: «أنا مستعد دائماً».
ويمكن أن يعول الرئيس الروسي على خبرته الطويلة؛ فقد عاصر 4 رؤساء أميركيين آخرين منذ وصوله إلى السلطة في نهاية 1999.
ويتفق خبراء على أنه قد حقق مبتغاه؛ إذ إن عقد القمة دليل على أهمية روسيا على الساحة العالمية.
النقطة الوحيدة التي يتفق عليها البيت الأبيض والكرملين هي أن العلاقات بين البلدين في أدنى مستوياتها. وغير ذلك؛ فالقضايا الخلافية كثيرة، ويبدو أن المناقشات ستكون شاقة وحادة، خصوصاً بشأن أوكرانيا وبيلاروسيا. وواحدة من أكثر القضايا حساسية هي المعلومات المضللة عبر الإنترنت والهجمات الإلكترونية.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.