الأمم المتحدة تحذر من انتشار المجاعة في إثيوبيا

مليون شخص على وشك الوقوع في براثن الجوع

أشخاص يقفون لتلقي التبرعات الغذائية داخل مدرسة تسيهاي في بلدة شاير بمنطقة تيغراي مارس (آذار) الماضي (رويترز)
أشخاص يقفون لتلقي التبرعات الغذائية داخل مدرسة تسيهاي في بلدة شاير بمنطقة تيغراي مارس (آذار) الماضي (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تحذر من انتشار المجاعة في إثيوبيا

أشخاص يقفون لتلقي التبرعات الغذائية داخل مدرسة تسيهاي في بلدة شاير بمنطقة تيغراي مارس (آذار) الماضي (رويترز)
أشخاص يقفون لتلقي التبرعات الغذائية داخل مدرسة تسيهاي في بلدة شاير بمنطقة تيغراي مارس (آذار) الماضي (رويترز)

حذرت الأمم المتحدة خلال اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي من أن المجاعة في منطقة تيغراي التي تشهد حرباً يمكن أن تمتد إلى أقاليم أخرى في إثيوبيا التي رفضت هذا التحذير.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك أمام أعضاء المجلس إنّه «من المتوقّع أن يزداد الوضع سوءاً في الأشهر المقبلة، ليس فقط في تيغراي، ولكن في عفر وأمهرة أيضاً».
وذكر لوكوك بأن الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية تقدر عدد الذين يعيشون في وضع مجاعة في تيغراي بأكثر من 350 ألف شخص، موضحاً أن المسؤولين الإداريين المحليين بدأوا «الإبلاغ عن الوفيات بسبب» هذا الوضع. وتابع أنه إضافة إلى الـ350 ألف نسمة هؤلاء ثمة «مليون شخص في مناطق تيغراي وعفر وأمهرة» على وشك الوقوع في براثن الجوع».
لكنّ السفير الإثيوبي لدى الأمم المتّحدة تاي أتسكي سيلاسي آمدي قال بعد الجلسة التي شارك فيها إنّ بلاده ترفض أن يبحث المجلس موضوع تيغراي لأنه شأن داخلي. وأضاف في تصريح أمام الصحافيين: «نحن نختلف بشكل قاطع مع تقييم» المنظّمة الدولية بشأن المجاعة في بلاده، معتبراً أنّ الأمم المتّحدة والمنظّمات غير الحكومية لم تجمع هذه البيانات «بطريقة شفّافة وشاملة».
وكان تنظيم اجتماع مجلس الأمن الذي طلبته آيرلندا، معقداً إذ رفض غالبية أعضاء المجلس بمن فيهم الأفارقة، عرض القضية على هذه الهيئة معتبرين أن الصراع في تيغراي شأن إثيوبي داخلي. كذلك، يعتبرون أن المجاعة هي قضية إنسانية لا ينبغي أن تناقشها الهيئة المكلفة حفظ السلام والأمن في العالم.
قالت كينيا وتونس والنيجر بدعم من سانت - فنسنت اند غرينادن، وكلها دول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن إن «أي عمل لمجلس الأمن يجب أن يأخذ في الاعتبار أن إثيوبيا تضع اللمسات الأخيرة على الاستعدادات لانتخابات خلال أسبوع واحد».
وأضاف البيان الذي لم يشر إلى المجاعة المستمرة في تيغراي: «نشعر بقلق عميق من أن التحرك بدون أساس مناسب يمكن أن يؤدي إلى كارثة أكبر للشعب الإثيوبي والمنطقة».
لكن آيرلندا وبريطانيا تريان أن هذا الموضوع يقع بشكل واضح في إطار اختصاص مجلس الأمن.
وقالت السفيرة البريطانية باربرا وودورد للصحافيين: «دعونا أعضاء المجلس إلى الاتحاد والدعوة بصوت واحد إلى وقف فوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية».
وأكدت نظيرتها الآيرلندية جيرالدين بيرن نيسون أن «كل الأدلة تتلاقى لتقول إن كارثة إنسانية تجري حالياً». وأضافت أن «المجاعة تهديد حقيقي لا يمكننا تجاهله».
وتعود آخر جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي بشأن تيغراي إلى 22 أبريل (نيسان) حين نجحت الدول الخمس عشرة الأعضاء فيه في الاتفاق على إصدار بيان بالإجماع بشأن الانتهاكات الحاصلة في الإقليم الواقع في شمال إثيوبيا.
وشنّ رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في نوفمبر (تشرين الثاني) هجوماً عسكرياً واسع النطاق على تيغراي لنزع سلاح قادة الجبهة الشعبية لتحرير شعب تيغراي، الحزب الحاكم في الإقليم.
وأحمد، الحائز جائزة نوبل للسلام في عام 2019، برّر العملية العسكرية يومها بتعرّض معسكرات تابعة للجيش الفيدرالي لهجمات اتّهم الجبهة بالوقوف خلفها.
ورغم أنّ أحمد تعهد إنهاء العملية العسكرية سريعاً، إلا أنّه بعد أكثر من ستّة أشهر على بدئها، ما زالت المعارك والانتهاكات متواصلة في الإقليم تيغراي الذي بات يعاني من المجاعة.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم

شمال افريقيا شاحنة تحمل لاجئين سودانيين من مدينة رينك الحدودية في جنوب السودان (د.ب.أ)

الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم

أفاد تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأحد، بأن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

أكدت تركيا أن هدف إسرائيل الرئيسي من ضرب حركة «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان هو جعل الفلسطينيين غير قادرين على العيش في أرضهم وإجبارهم على الهجرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي جندي من قوات «اليونيفيل» في برج مراقبة قرب قرية مارون الراس اللبنانية (إ.ب.أ)

إصابة 4 من جنود «اليونيفيل» الإيطاليين في لبنان وروما تُحمّل «حزب الله» المسؤولية

أصيب 4 جنود إيطاليين في هجوم على مقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة بلبنان «اليونيفيل» ببلدة شمع جنوب لبنان، وفق ما أعلن مصدران حكوميان، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)

الأمم المتحدة: عمال الإغاثة الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عدد عمال الإغاثة والرعاية الصحية الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر، بحسب «أسوشييتد برس».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في الضاحية الجنوبية لبيروت - 22 نوفمبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي يجدد الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في لبنان والالتزام بالقرار «1701»

دعت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان، اليوم (الجمعة)، مجدداً إلى التوصل لوقف فوري لإطلاق النار والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن «1701» بشكل كامل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الكرملين: عقيدتنا النووية المحدَّثة إشارة إلى الغرب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
TT

الكرملين: عقيدتنا النووية المحدَّثة إشارة إلى الغرب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

قال الكرملين، اليوم الأحد، إن روسيا يجب أن ترد على التصعيد غير المسبوق الذي أثارته الإدارة الأميركية، بسماحها لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى قلب روسيا.

وأضاف الكرملين في بيان، أن الولايات المتحدة تتخذ «خطوات متهورة» بشكل مزداد، مما يثير توترات بشأن الصراع في أوكرانيا.

ولوح الكرملين بأن «العقيدة النووية المحدثة لروسيا بمثابة إشارة إلى الغرب».

وفي وقت لاحق اليوم، حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف الولايات المتحدة من أن روسيا ستزود أعداء أميركا بتقنيات نووية إذا أقدمت واشنطن على تزويد كييف بأسلحة نووية. ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء عن مدفيديف قوله «صاروخ أوريشنيك قادر على إلحاق أضرار بالغة بالعواصم الغربية خلال دقائق، ومن الأفضل لأوروبا التوقف عن الدعم العسكري لأوكرانيا».

وخففت روسيا الأسبوع الماضي، من القيود المفروضة على العقيدة النووية، ليصبح من الممكن اعتبار أي هجوم تقليدي بمساعدة بلد يمتلك قوة نووية، هجوماً مشتركاً على روسيا.

وتعقيباً على ذلك، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا ترى «أيّ سبب» لتعديل عقيدتها النووية.

وقالت كارين جان - بيار: «إنه الخطاب غير المسؤول نفسه الذي نسمعه من جانب روسيا منذ عامين»، بعدما زادت موسكو من احتمال لجوئها إلى السلاح النووي.