النفط على أعتاب 74 دولاراً للبرميل مع استمرار المكاسب

استخدامات الوقود الأحفوري لم تتراجع خلال 10 سنوات

مكاسب للجلسة الرابعة على التوالي في أسواق النفط (رويترز)
مكاسب للجلسة الرابعة على التوالي في أسواق النفط (رويترز)
TT

النفط على أعتاب 74 دولاراً للبرميل مع استمرار المكاسب

مكاسب للجلسة الرابعة على التوالي في أسواق النفط (رويترز)
مكاسب للجلسة الرابعة على التوالي في أسواق النفط (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الثلاثاء، إذ سجل خام برنت مكاسب للجلسة الرابعة على التوالي مع تبدد احتمالات عودة إمدادات إضافية للسوق من إيران مع بطء المحادثات بشأن انضمام الولايات المتحدة للاتفاق النووي مع إيران مجدداً.
وارتفع خام برنت 1.04 في المائة إلى 73.65 دولار للبرميل بحلول الساعة 15:54 بتوقيت غرينتش، وذلك بعد أن سجل 73.90 في نفس الجلسة، وكان قد زاد 0.2 في المائة يوم الاثنين. وكسب الخام الأميركي يعادل 1.2 في المائة إلى 71.74 دولار للبرميل بعدما خسر 3 سنتات في الجلسة السابقة.
استؤنفت المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن وأطراف أخرى بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، يوم السبت في فيينا، ووصف الاتحاد الأوروبي المفاوضات بأنها مكثفة.
وتمهد عودة الولايات المتحدة للاتفاق السبيل لرفع العقوبات على إيران ما يسمح للدولة العضو بأوبك باستئناف صادرات الخام.
وقال «آي.إن.جي إيكونوميكس» في مذكرة، وفق «رويترز»: «تتزايد احتمالات ألا نشهد عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي قبل انتخابات الرئاسة في إيران هذا الأسبوع».
ويكبح أعضاء آخرون في أوبك إلى جانب منتجين كبار مثل روسيا في مجموعة أوبك+ الإنتاج لدعم الأسعار وسط الجائحة.
وأضافت المذكرة: «ستكون ثمة حاجة لإمدادات إضافية من أوبك+ في النصف الثاني من العام في ظل توقعات باستمرار تعافي الطلب».
وفي غضون ذلك وعلى عكس التوقعات، أظهر تقرير لشبكة «رين 21» المعنية بسياسات الطاقة النظيفة أمس الثلاثاء، أن استخدام الوقود الأحفوري لا يزال على درجة الارتفاع نفسها التي كان عليها قبل عشر سنوات، وذلك رغم تراجع تكلفة مصادر الطاقة المتجددة والضغط على الحكومات للتحرك إزاء تغير المناخ.
وذكر التقرير أن استخدام الوقود الأحفوري مستمر وسط الطلب العالمي المتزايد على الطاقة واستمرار الاستهلاك والاستثمار في محطات جديدة لذلك النوع من الوقود وتراجع استخدام طاقة الكتلة الحيوية، مثل الخشب أو النفايات الزراعية، في التدفئة والطهي.
وينتج عن حرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والغاز والبترول، ثاني أوكسيد الكربون، وهو الغاز الرئيسي المسبب للاحتباس الحراري.
ومع زيادة تركيز انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي لمستويات قياسية، تزايدت الدعوات للحكومات إلى خفض الانبعاثات بدرجة أكبر والحد من استخدام الوقود الأحفوري للوفاء بأهداف المناخ العالمية.
وقالت «رين 21» إن استخدام الوقود الأحفوري بالنسبة لمجمل مصادر الطاقة العالمية بلغ 80.2 في المائة في 2019 مقارنة مع 80.3 في المائة في 2009، في حين أن الطاقة المتجددة مثل الرياح وتلك المستمدة من الشمس شكلت 11.2 في المائة في 2019 ارتفاعاً من 8.7 في المائة عام 2009.
وتتألف بقية مصادر الطاقة من الكتلة الحيوية التقليدية التي تستخدم إلى حد بعيد في الطهي أو تدفئة المنازل في الدول النامية. غير أنه في مناطق عديدة، تشمل أجزاء من الصين والاتحاد الأوروبي والهند والولايات المتحدة، بات بناء محطات جديدة للرياح أو الطاقة الشمسية الكهروضوئية أرخص من تشغيل محطات الفحم القائمة.
وقال التقرير إن مصادر الطاقة المتجددة تتفوق أيضاً على محطات الطاقة الجديدة التي تعمل بالغاز الطبيعي من حيث التكلفة في العديد من المواقع، وهي أرخص مصادر لتوليد الكهرباء في البلدان في جميع القارات الرئيسية.
وقالت رنا أديب، المديرة التنفيذية لـ«رين 21»: «إننا نستيقظ على الواقع المرير المتمثل في أن وعود سياسة المناخ على مدى السنوات العشر الماضية كانت في الغالب كلمات جوفاء». وأضافت: «حصة الوقود الأحفوري من الاستهلاك النهائي للطاقة لم تتحرك شبراً واحداً».
وتهدف حزم الإنعاش الاقتصادي في ظل جائحة كورونا في العديد من البلدان إلى تحفيز المزيد من الاستثمار في الطاقة المتجددة. وأضاف التقرير أن الاستثمارات في الطاقة المتجددة لا تمثل سوى سدس استثمارات الوقود الأحفوري.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد صهاريج لتخزين النفط الخام في مركز كاشينغ النفطي بولاية أوكلاهوما الأميركية (رويترز)

ارتفاع مخزونات الخام والبنزين الأميركية أكثر من التوقعات

قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، اليوم (الأربعاء)، إن مخزونات النفط الخام والبنزين والمقطرات في الولايات المتحدة ارتفعت خلال الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد جانب من أجنحة العارضين في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) في أبوظبي (أ.ف.ب)

عقود في الإمارات بقطاع النفط والغاز والكيميائيات بقيمة 2.4 مليار دولار

أعلن في الإمارات عن ترسية عقود في قطاع النفط والغاز والكيماويات بقيمة تصل إلى 7.8 مليار درهم، وذلك لتنفيذ عدد من مشروعات البنية التحتية في القطاع.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد أمين عام «أوبك» يتحدث في مائدة مستديرة تضم وزراء نفط أفارقة في مؤتمر «أسبوع الطاقة الأفريقي 2024» (حساب «أوبك» على «إكس»)

الغيص يُسلط الضوء على فقر الطاقة في أفريقيا

قال الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، هيثم الغيص، إن مستقبل النفط والغاز في القارة الأفريقية يتمتع بنظرة إيجابية من توقعات «أوبك».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إحدى الحفارات التابعة لـ«الحفر العربية» (موقع الشركة)

تعليق 3 منصات بحرية يهبط بأرباح «الحفر» السعودية في الربع الثالث

تراجع صافي أرباح شركة «الحفر العربية» السعودية بنسبة 39.4 في المائة في الربع الثالث من العام الحالي، على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

طلبات إعانة البطالة الأميركية ترتفع بشكل طفيف

يصطفّ الناس خارج مركز عمل بكنتاكي أملاً في الحصول على مساعدة طلبات البطالة (رويترز)
يصطفّ الناس خارج مركز عمل بكنتاكي أملاً في الحصول على مساعدة طلبات البطالة (رويترز)
TT

طلبات إعانة البطالة الأميركية ترتفع بشكل طفيف

يصطفّ الناس خارج مركز عمل بكنتاكي أملاً في الحصول على مساعدة طلبات البطالة (رويترز)
يصطفّ الناس خارج مركز عمل بكنتاكي أملاً في الحصول على مساعدة طلبات البطالة (رويترز)

ارتفع عدد الأميركيين الذين قدموا طلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل طفيف الأسبوع الماضي، مما يشير إلى عدم وجود تغييرات ملموسة في ظروف سوق العمل، ويعزز الآراء التي تشير إلى أن الأعاصير والإضرابات تسببت في توقف نمو الوظائف تقريباً في أكتوبر (تشرين الأول).

وقالت وزارة العمل الأميركية، يوم الخميس، إن الطلبات الأولية للحصول على إعانات البطالة الحكومية ارتفعت 3 آلاف طلب لتصل إلى 221 ألف طلب، معدَّلة موسمياً، للأسبوع المنتهي في 2 نوفمبر (تشرين الثاني). وكان الاقتصاديون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 221 ألف طلب للأسبوع الأخير، وفق «رويترز».

وتباطأ نمو الوظائف بشكل حاد في الشهر الماضي، حيث ارتفعت الوظائف غير الزراعية بواقع 12 ألف وظيفة فقط، وهو أقل عدد منذ ديسمبر (كانون الأول) 2020. وكان هذا يتماشى مع الزيادة في طلبات الإعانة في أوائل أكتوبر (تشرين الأول) بسبب إعصار «هيلين» الذي عطَّل النشاط الاقتصادي في جنوب شرقي الولايات المتحدة. وظلت الطلبات مرتفعة حتى منتصف الشهر الماضي بعد أن ضرب إعصار «ميلتون» ولاية فلوريدا.

كما كان للإضراب الذي قام به عمال المصانع في شركة «بوينغ»، والذي اضطر الشركة لصرف العمال بشكل مؤقت، تأثير سلبي على عدد الوظائف في أكتوبر. ومع تلاشي تأثير الأعاصير تقريباً، وعودة العمال المضربين إلى العمل بعد التوصل إلى اتفاق مع إدارة الشركة هذا الأسبوع، فإنه من المتوقع أن يشهد نمو الوظائف تسارعاً في نوفمبر.

ويتوقع الاقتصاديون أن يولي مسؤولو «الاحتياطي الفيدرالي» اهتماماً أقل لتقرير العمالة في أكتوبر عند تقييمهم لحالة الاقتصاد.

وأظهرت بيانات التقرير أن عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات بعد الأسبوع الأول من المساعدات، وهو مؤشر على التوظيف، ارتفع 39 ألفاً ليصل إلى 1.892 مليون شخص، معدلة موسمياً، في الأسبوع المنتهي في 26 أكتوبر. وتسهم الإجازات المؤقتة المتعلقة بشركة «بوينغ» في إبقاء عدد طلبات الإعانة المستمرة مرتفعاً.