السعودية تؤكد زيادة صادراتها الصناعية بعد وصول استثماراتها إلى تريليوني ريال

خلال افتتاح منتدى الفرص الصناعية في دورته الرابعة الذي تنظمه «مدن»

السعودية تؤكد زيادة صادراتها الصناعية بعد وصول استثماراتها إلى تريليوني ريال
TT

السعودية تؤكد زيادة صادراتها الصناعية بعد وصول استثماراتها إلى تريليوني ريال

السعودية تؤكد زيادة صادراتها الصناعية بعد وصول استثماراتها إلى تريليوني ريال

أكدت السعودية على زيادة صادراتها الصناعية، واستهداف أسواق جديدة، بعد أن أعلن وزير التجارة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، عن ارتفاع عدد المصانع في المملكة إلى 6871 مصنعا بحجم استثمارات تقدر بتريليوني ريال، يعمل بها نحو 935 ألف عامل.
وتوقع الربيعة، في كلمته خلال افتتاح منتدى الفرص الصناعية في دورته الرابعة الذي تنظمه هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن" تحت عنوان التكامل الصناعي فرص واعدة لرواد ورائدات الأعمال اليوم (الثلاثاء)، زيادة حجم النمو في الاستثمار وعدد المصانع ما بين 2 الى 6 % خلال السنوات الخمس المقبلة. وأشار إلى قيام وزارة التجار والصناعة بالعمل من أجل تحقيق هذا الهدف وأكثر، مبينا أن الوزارة قامت بخطوات تمثلت في تسهيل الاجراءات من ناحية استخراج السجل التجاري خلال يوم عمل كامل والتقديم على هيئة المدن الصناعية الكترونيا للتسهيل على المستثمرين. وشدد على توفر أراض صناعية في أكثر من 20 موقعا في مختلف مناطق المملكة، مشيرا إلى ان "مدن" تسعى للتطوير وتقديم الأفضل، وأنها تسعى حالياً لتوفير مدن متكاملة الخدمات من ناحية السكن والمدارس والمستشفيات لتوفير بيئة صناعية متكاملة الأطراف.
وأوضح وزير التجارة والصناعة أن السعودية ستشارك في المعرض الغذائي المزمع إقامته في بريطانيا خلال شهر ابريل (نيسان) المقبل بمشاركة 60 شركة سعودية، مؤكدا ان هذه المشاركة هي الأكبر في مستوى مشاركات المملكة خارجياً.
من جهته، أكد مدير عام هيئة المدن الصناعية "مدن" المهندس صالح الرشيد، أن الاستراتيجية بين رواد الأعمال والفرص الصناعية تهدف إلى توفير الاحتياجات المناسبة لتغطية الصناعة في المملكة، لافتا النظر إلى أن "مدن" تهدف إلى تعريف رواد ورائدات الأعمال بالمشاريع الصناعية والاستثمارات الموجهة للمرأة وإنشاء المصانع الجاهزة إلى جانب إنشاء الحاضنات الصناعية بهدف تنمية قطاع الصناعة سواء كانت من الصناعات الخفيفة أو المتوسطة، التي تعتبر صديقة للبيئة.
وجدد مدير عام "مدن" الدعوة لرواد الاعمال لاختيار الفرص الصناعية التي تناسبهم، وذلك من بين فرص عديدة التي تطرح من خلال المنتدى، مشيرا إلى دعم هيئة المدن المستمر لهم، وأهمية تحويل الفرص الى مشاريع صناعية على أرض الواقع.
ويسعى المنتدى في نسخته الرابعة الذي يقام بمشاركة عدد من الشركات الكبرى والجهات التمويلية والاستشارية، وخبراء اقتصاديين ومستثمرين صناعيين ورجال أعمال وذوي الاهتمام بالمجال الصناعي وعدد كبير من رواد ورائدات الأعمال إلى تحقيق عدد من الأهداف، من بينها: تسليط الضوء على منظومة الخدمات والحوافز والتسهيلات التي تُقدِّمها الدولة والجهات التمويلية للمشاريع الصناعية، وتقديم الفرص الصناعية المبنية على تكامل احتياجات الشركات الكبرى مع المشاريع الناشئة، وتعريف رواد ورائدات الأعمال بما حققته المنشآت الصناعية الصغيرة والمتوسطة، وما تقدمه الجهات التمويلية من تسهيلات مالية واستشارية.



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.