قادة الجبهة الشعبية لمناهضة {الأخونة} في مصر: طالبنا الاتحاد الأوروبي بإدراج جماعة الإخوان على لائحة الإرهاب

أكدوا لـ («الشرق الأوسط»): لو أن النهضة سقطت في تونس لاختفى التنظيم الدولي إلى الأبد

رئيس الجبهة محمد سعد خير الله  («الشرق الأوسط»)
رئيس الجبهة محمد سعد خير الله («الشرق الأوسط»)
TT

قادة الجبهة الشعبية لمناهضة {الأخونة} في مصر: طالبنا الاتحاد الأوروبي بإدراج جماعة الإخوان على لائحة الإرهاب

رئيس الجبهة محمد سعد خير الله  («الشرق الأوسط»)
رئيس الجبهة محمد سعد خير الله («الشرق الأوسط»)

أنهى وفد الجبهة الشعبية لمناهضة الأخونة في مصر زيارة إلى كل من بروكسل وباريس قدم خلالها أعضاء الوفد تقريرا لأعضاء في البرلمان الأوروبي في بروكسل حول ممارسات العنف من جانب جماعة الإخوان المسلمين في مصر ومرفق بالتقرير فيديوهات بالصوت والصورة. وخلال لقائه بالبرلمانيين الأوروبيين، أكد سعد خير الله مسؤول الجبهة على نقطتين رئيسيتين الأولى هي الربط بين جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى وأما النقطة الثانية فهي أهمية مساندة أوروبا لمصر في حربها ضد الإرهاب الذي لا حدود له.
وعلى هامش الزيارة إلى بروكسل التقت «الشرق الأوسط» مع أعضاء وفد الجبهة الشعبية المصرية لمناهضة أخونة مصر الذي توجه بعد ذلك إلى فرنسا في إطار جولة لتوضيح الصورة حول حقيقة الأوضاع في مصر وكيف ساهمت ثورة 30 يونيو في إنقاذ مصر من الأخونة وخطرها - من وجهة نظرهم.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال الأمين العام للجبهة إبراهيم زيتونة: «طالبنا الاتحاد الأوروبي بإدراج الإخوان المسلمين على لائحة الإرهاب، وقد سبق أن طالبنا بذلك مرارا في وقت سابق سواء داخل مصر أو في الخارج ورفعنا دعوى بهذا الصدد أمام القضاء المصري ووجهنا دعوة إلى الاتحاد الأوروبي من خلال بيانات صدرت عن الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر تطالب بإدراج الإخوان على لائحة المنظمات الإرهابية». وأضاف: «كما طالبنا في بروكسل من الاتحاد الأوروبي ممارسة ضغوط على قطر وتركيا لوقف دعم الجماعة. ونتمنى أن يدرك الاتحاد الأوروبي، أن هذه جماعة إرهابية دولية ولا بد من تصفية أعمالها وتجفيف مصادر تمويلها».
وعن الأدلة التي قدمها وفد الجبهة للأوروبيين لإثبات ذلك، قال: «لقد جئنا من أعماق مصر إلى بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي، ومدججين بكافة المستندات المرئية والورقية». وأضاف أن الشعب المصري بل والعربي يطمح أن يكون موقف الاتحاد الأوروبي واضحا للعالم تجاه هذه الجماعة ومثيلاتها من الجماعات الإرهابية الأخرى. وقال: «قدمنا للأوروبيين الأدلة الورقية والمرئية على أن جماعة الإخوان إرهابية. وقلنا إن أعضاء التنظيمات الإرهابية تتلمذوا أو نبت فكرهم الإرهابي العقيم من داخل جماعة الإخوان».
وحول من يطالب بالحوار مع الإخوان المسلمين قال زيتونة: «لا جدوى من الحوار معهم لأن الإخوان جماعة تلوثت أيديها بدماء الأبرياء سواء المسلمين أو غيرهم والمثل المصري يقول (لا جيرة، بعد حرق الزرع) وهم حرقوا زرع العالم كله».
وحول توقعات الجبهة الشعبية المصرية لمناهضة الأخونة بشأن استمرار الدعم السعودي لمصر قال الأمين العام للجبهة: «إن الملك سلمان بن عبد العزيز يسير على نهج الراحل الملك عبد الله والذي كان يعلم يقينا، حقيقة هؤلاء، وكان فاهما استراتيجية الإخوان جيدا».
من جانبه، قال محمد سعد خير الله رئيس الجبهة إن الدبلوماسية الشعبية تعمل إلى جانب الدبلوماسية الرسمية لتوضيح الصورة للآخرين بشأن الوضع المصري. وعن الرسالة التي حملها الوفد للأوروبيين قال: «رسالتنا للاتحاد الأوروبي حملناها من الكيانات الشعبية التي التقينا بها في مصر، ومفادها عدم تغليب المنفعة الوقتية على المعركة الأساسية». وأضاف أن هناك صورة واضحة جدا ولكن يبدو أن الغرب يريد أن يتجاهلها. وقال: «أريد هنا أن أضيف شيئا، بالنسبة للنموذج التونسي الذي كثر الحديث عنه مؤخرا فأنا أقول إنه نموذج للاتجار بمعنى أن التنظيم الأم القطبي في مصر عندما انهار، كان حتما ولا بد أن يتكاتف الجميع في التنظيم الدولي، لإنقاذ الموقف، واختاروا الإبقاء على التجربة التونسية حتى تظهر أنها تجربة ترتضي الصندوق فبعد أن كان النهضة يحكم أصبح نداء تونس والجبهة الشعبية في الحكم، وارتضاء جماعة الإخوان بذلك كان من أجل التسويق وإنقاذ المشروع برمته لأنه لو كان حزب النهضة في تونس حذا حذو الإخوان في مصر لكان ذلك كافيا للقضاء على التنظيم الدولي للإخوان إلى الأبد». وحول وجود صعوبات تواجه مهمة الجبهة في ظل وجود دعم من وجهة نظر البعض لجماعة الإخوان من جانب أطراف وجهات مثل دولة قطر وقناة «الجزيرة» وحكومة أنقرة، قال: «قناة (الجزيرة) تتبنى خطابا يعبر عن الصوت الرئيسي الأول لجماعة الإخوان». وأضاف أن «السقوط المدوي لقناة (الجزيرة) فيما يمكن تسميته التلفيق الفج والمفضوح، عصف بمصداقيتها تماما. وفي العام الماضي نقلت أحداثا من سوريا على أنها حدثت في مصر، وأما في تركيا فهناك رجب إردوغان أحد أعضاء التنظيم الدولي للإخوان ويجاهر بإخوانيته مخالفا الأعراف الدبلوماسية، ويهاجم الشأن الداخلي المصري بطريقة فجة وبغلظة».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.