طائرات كهربائية للركاب وخدمات البريد الجوي

لنقل رجال الأعمال والطواف فوق المدن والمناطق النائية

طائرة «ليليوم جيت» الكهربائية بسبعة مقاعد
طائرة «ليليوم جيت» الكهربائية بسبعة مقاعد
TT

طائرات كهربائية للركاب وخدمات البريد الجوي

طائرة «ليليوم جيت» الكهربائية بسبعة مقاعد
طائرة «ليليوم جيت» الكهربائية بسبعة مقاعد

في أحدث تطورات صناعة أنواع الطائرات الكهربائية واستخدامها لنقل الركاب، كشفت شركة «ليليوم» الألمانية عن أحدث مركباتها الكهربائية ذات الإقلاع والهبوط العموديين أو ما يُعرف بطائرة «eVTOL» المصممة بسبعة مقاعد، فيما تتهيأ شركة «يو بي أس» (يونايتد بارسل) الأميركية للبريد السريع لإطلاق أسطول من 10 مركبات طائرة للإقلاع والهبوط العموديين وذلك لاختبارها للتنقل في مناطق أسواقٍ عدّة يتراوح حجمها بين صغير ومتوسّط في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
طائرات ركاب
وصرّحت الشركة الألمانية التي تتخذ من مدينة ميونيخ مقراً لها بأنّ المركبة الجديدة هي ثمرة أربع أجيالٍ من التجارب التقنية. ويأتي هذا التصميم ذو المقاعد السبعة على شكلِ تحديثٍ لطائرة ليليوم السابقة ذات المقاعد الخمسة.
تقلّ المركبة الجديدة المسماة «ليليوم جيت» ستّة ركّاب إلى جانب الطيّار وقد حصلت على شهادة CRI - A01 من وكالة سلامة الطيران الأوروبية (اياسا) وتصريح صلاحية للاستخدام الجوي من الوكالة نفسها وإدارة الطيران الفيدرالية في الولايات المتّحدة، حسب ما أفاد دانيال ويغاند، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة في تصريح نقلته مجلة «افييشن توداي» تطير المركبة بسرعة 175 ميلا في الساعة وتحلّق على ارتفاع 17 ألف قدم لمدى يصل إلى 249.44 ميل.
تستخدم ليليوم جيت تقنية الدفع الكهربائي الأنبوبي الموجه التي طوّرتها الشركة الألمانية نفسها، والمصنوعة من 36 محرّكا كهربائيا مزوّدة بأنابيب كهربائية مدمجة في رفرافي الجناحين، ومهمتها السماح للطائرة بتخفيف الضجيج المنبعث منها وبصمتها الأرضية.
تعاونت ليليوم مع مزوّدين مختلفين في تطوير مركبتها الجديدة أبرزهم «أسيتورّي» المكلّفة بصناعة هيكل الطائرة والجناحين، و«توداي انداستريز» المسؤولة عن تزويد الطائرة بمركّبات ألياف الكربون العالية الأداء، و«لوفتهانزا أفيايشن ترينينغ» المسؤولة عن توظيف الطيارين وتقديم برامج التدريب.
يقول ويغاند: «تقضي رؤيتنا بابتكار وضعٍ مستدام وسهل للسفر السريع وتوفيره لجميع النّاس. تنطوي البنى التحتية لقطاع النقل على كلفة عالية لجهة الوقت الذي يضيّعه النّاس، والمساحات المستهلكة وانبعاثات الكربون. نعمل اليوم على متابعة وتطوير تقنيتنا الفريدة في مجال الطائرات الكهربائية لأنّها ستكون المفتاح الرئيسي لطائرات أكبر بتكلفة أدنى للمقعد الواحد وانبعاثات صوتية وكربونية أقلّ».
تزعم ليليوم أنّها تخطّط للبدء باستخدام طائرتها ذات المقاعد السبعة في الرحلات التجارية في عام 2024. ومن المتوقّع أن تحدث هذه المركبة المميزة تحوّلاً في عالم النقل.
وكانت الشركة الألمانية قد أعلنت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، أنّها وقّعت شراكة مع «تافيستوك ديفلوبمنت» ومدينة أورلاندو لإطلاق شبكتها للحركة الجوية في عام 2025. وتخطّط الجهات الثلاثة لبناء شبكة تشمل 13 موقعاً تعمل فيها حوالى 125 طائرة. وتعتزم ليليوم أيضاً العمل في ألمانيا من خلال اتفاقات وقعتها مع مطاري كولونيا بون ودوسلدورف الدوليين لاستخدام ما يقارب 190 طائرة.
أسطول نقل جوي
على الصعيد نفسه تطلق شركة «يو بي أس» (يونايتد بارسل) الأميركية للبريد السريع أسطولها الجديد من الطائرات الكهربائية. وكشفت الشركة ومقرّها في أتلانتا أنّ الطائرات ستُدار من قسم «فلايت فوروورد» الذي أُطلق عام 2019 بهدف قيادة أوّل طائرة درون تعمل في شبكة توصيل في الولايات المتحدة. يعتمد البرنامج الجديد على مركبة طائرة تجمع في تصميمها بين الطائرة التقليدية والطوافة على أن تتولّى تطويرها شركة «بيتا تكنولوجيز» في فيرمونت.
وتقول «يو بي أس» إنّها ستتسلّم الطلبية الأولى المؤلّفة من عشر طائرات في 2024 وإنّ الأمر ينتظر صدور ترخيص إدارة الطيران الفيدرالية. وكانت شركة البريد السريع قد وقّعت عقداً يسمح لها بشراء 150 طائرة eVTOl. تستطيع هذه الطائرات التي تأتي بتصميم أكثر رشاقة من الطائرات التقليدية، أن تهبط وتقلع مباشرة من أرض منشآت «يو بي أس» بدل الاعتماد على قواعد المطارات، ما قد يؤدّي إلى «إطلاق العنان لنماذج تجارية وعملية غير متوفّرة اليوم» حسب ما قال بالا غانيش، نائب رئيس شركة البريد في حديث مع قناة «سي أن بي سي». قد تساهم هذه الخطوة مثلاً في تسريع عمليات التوصيل إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها.
وأضاف غانيش: «نرى مستقبلاً تحمل فيه هذه الطائرات أوزاناً تتراوح بين ربع ونصف طن تقريباً إلى مستشفيات في مناطق نائية وتهبط على مهبط خاصٍ بالطوافات. لقد فكّرنا أيضاً ببعض اللحظات الطارئة وتجاوز زحمة السير في نيويورك ومن ثمّ الانتقال مباشرة إلى شارع مكتظ للالتفاف على الزِّحام».
تحمل الطائرة الجديدة في جعبتها منصّات للهبوط وبطاريات قابلة لإعادة الشحن يمكنها تزويد المركبة بالطّاقة لتطير مسافة 402250 ميلاً بسرعة 170 ميلاً في الساعة.
وكانت الشركة تعاقدت في بداية السنة الماضية لشراء 10 آلاف عربة كهربائية من شركة إنتاج العربات البريطانية «آرايفل». وهي تقول إنّها تسعى لخفض انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن عملها على الأرض بنسبة 12 في المائة، ولتلبية 25 في المائة من حاجتها للطاقة الكهربائية بمساعدة المصادر المتجدّدة بحلول 2025.
تعتزم «يو بي أس» تطوير محطّات لشحن مركباتها من بطاريات الطائرات القديمة التي لم تعد صالحة للطيران وستعمل على تصميمها لتتوافق مع أسطولها الكهربائي الجديد. وصرّحت كايلي كلارك، مؤسسة شركة «بيتا تكنولوجيز» أنّ «شركتها تجمع بين التصميم البسيط والأنيق والتقنية المتقدّمة لابتكار طائرة فعّالة بصفر انبعاثات تشغيلية».
من جهته، قال خوان بيريز، مسؤول قسم الهندسة في «يو بي أس» إنّ هذه التقنيات «ستشكّل أساساً للحلول المستقبلية الهادفة لتقليل الانبعاثات التي تنتجها الشركة في عملياتها الأرضية والجوية».
* موقع «فاست كومباني»
- خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

نظام «كريسبر» جديد لإسكات الجينات بدلاً من «قصّها»

نظام «كريسبر» جديد لإسكات الجينات بدلاً من «قصّها»
TT

نظام «كريسبر» جديد لإسكات الجينات بدلاً من «قصّها»

نظام «كريسبر» جديد لإسكات الجينات بدلاً من «قصّها»

توصَّل باحثون في «مركز علوم الحياة بجامعة» فيلنيوس في ليتوانيا، إلى اكتشاف طريقة جديدة رائدة في مجال البحث الجيني تسمح بإسكات (أو إيقاف عمل) جينات معينة دون إجراء قطع دائم للحمض النووي (دي إن إيه).

وتُقدِّم الدراسة مساراً جديداً محتملاً لتعديل الجينات بشكل أكثر أماناً يشبه الضغط على زر «إيقاف مؤقت» على التعليمات الجينية داخل الخلايا.

آلية عمل نظام «كريسبر» الجديد

اكتشف فريق البروفسور باتريك باوش من معهد الشراكة لتقنيات تحرير الجينوم بمركز العلوم الحياتية في جامعة فيلنيوس بليتوانيا، بالتعاون مع خبراء دوليين في البحث المنشور في مجلة «Nature Communications» في 29 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، نظاماً جديداً مختلفاً للتعديل الجيني.

وعلى عكس نظام «كريسبر كاس9 (CRISPR-Cas9)»، المعروف الذي اشتهر بقدرته على قطع الحمض النووي (DNA)، يعمل نظام «كريسبر» من النوع «آي في إيه» (IV-A CRISPR) بشكل مختلف، حيث يستخدم مركباً موجهاً بالحمض النووي الريبي لإسكات الجينات دون انشقاق خيوط الحمض النووي «دي إن إيه (DNA)».

كما يستخدم النظام الجديد مركباً مؤثراً يجنِّد إنزيماً يُعرف باسم «دين جي (DinG)». ويعمل هذا الإنزيم عن طريق التحرك على طول خيط الحمض النووي (DNA)، وتسهيل إسكات الجينات من خلال عملية غير جراحية.

تقنية «كريسبر-كاس9» للقص الجيني

هي أداة تعمل كمقص جزيئي لقص تسلسلات معينة من الحمض النووي (دي إن إيه). وتستخدم الحمض النووي الريبي الموجه للعثور على الحمض النووي المستهدف. و«كاس9» هو البروتين الذي يقوم بالقص، وهذا ما يسمح للعلماء بتعديل الجينات عن طريق إضافة أو إزالة أو تغيير أجزاء من الحمض النووي، وهو ما قد يساعد على علاج الأمراض الوراثية، وتعزيز الأبحاث.

** آفاق جديدة لتعديل الجينات بشكل أكثر أماناً وغير جراحي

بروتينات وحلقات

يستخدم نظام «كريسبر» من النوع «IV-A» بروتينين مهمين، هما «Cas8»، و«Cas5» للعثور على بقع محددة على الحمض النووي (DNA). ويبحث هذان البروتينان عن تسلسل قصير من الحمض النووي بجوار المنطقة المستهدفة التي تتطابق مع دليل الحمض النووي الريبي. وبمجرد العثور عليه يبدآن في فك الحمض النووي وإنشاء هياكل تسمى حلقات «آر (R)».

وحلقات «آر» هي الأماكن التي يلتصق فيها الحمض النووي الريبي بخيط واحد من الحمض النووي (DNA)، وتعمل بوصفها إشارةً للنظام لبدء إيقاف أو إسكات الجين.

وكما أوضح البروفسور باوش، فإن «آر» في حلقة «R» تعني الحمض النووي الريبي. وهذه الهياكل أساسية لأنها تخبر النظام متى وأين يبدأ العمل. ولكي تكون حلقات «آر» مستقرةً وفعالةً يجب أن يتطابق الحمض النووي، ودليل الحمض النووي الريبي بشكل صحيح.

وظيفة إنزيم «دين جي»

يساعد إنزيم «DinG» نظام «كريسبر» على العمل بشكل أفضل من خلال فك خيوط الحمض النووي (DNA). وهذا يجعل من الأسهل على النظام التأثير على قسم أكبر من هذا الحمض النووي، ما يجعل عملية إسكات الجينات أكثر فعالية وتستمر لفترة أطول.

وأشار البروفسور باوش إلى أنه نظراً لأن إنزيم «DinG» يمكنه تغيير كيفية التعبير عن الجينات دون قطع الحمض النووي، فقد يؤدي ذلك إلى تطوير أدوات وراثية أكثر أماناً في المستقبل.

تطبيقات محتملة لتخفيف تلف الحمض النووي

يحمل الاكتشاف إمكانات هائلة لتحرير الجينوم والبحث في المستقبل، إذ يمكن أن تخفف الطبيعة غير القاطعة لهذه الطريقة من المخاطر المرتبطة بتلف الحمض النووي( DNA). وهو مصدر قلق عند توظيف تقنيات تحرير الجينات الحالية.

ومن خلال تمكين تعديل الجينات دون إحداث تغييرات دائمة في الحمض النووي( DNA) يمكن أن يكون هذا النهج الجديد مفيداً بشكل خاص في التطبيقات السريرية مثل العلاج الجيني للاضطرابات الوراثية. كما أن القدرة الفريدة لهذا النظام على عبور الحمض النووي دون إجراء قطع، أمر مثير للاهتمام لتطبيقات تحرير الجينات المتقدمة.

الدقة والسلامة

ويعتقد فريق البحث بأن هذه الطريقة يمكن أن تزوِّد العلماء وخبراء التكنولوجيا الحيوية بأدوات أكثر دقة لدراسة وظائف الجينات وتصحيح التشوهات الجينية بطريقة خاضعة للرقابة.

ويمثل الاكتشاف تقدماً كبيراً في مجال البحث الجيني؛ حيث يفتح نظام «كريسبر» من النوع «IV-A» آفاقاً جديدة لتعديل الجينات بشكل أكثر أماناً وغير جراحي، ويمكن أن تحدث هذه الطريقة ثورةً في كيفية دراسة الأمراض الوراثية وعلاجها، مع التركيز على الدقة والسلامة.