بلينكن ينفي التوتر بين حلفاء واشنطن حيال بكين

اتفاق على «بديل أكثر جاذبية» من النموذج الصيني

TT

بلينكن ينفي التوتر بين حلفاء واشنطن حيال بكين

نفى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس التقارير عن وجود توتر بين زعماء مجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى في شأن طريقة التعامل مع الصين.
وقال بلينكن لشبكة «آي بي سي» الأميركية خلال مرافقته للرئيس جو بايدن في المملكة المتحدة، إن «ما لدينا هو اتفاق إلى حد كبير على الحاجة إلى تقديم بديل أكثر جاذبية من النموذج الذي تقترحه الصين للعالم»، معتبراً أن «البيان الصادر عن هذه القمة يعكس ذلك». وذكر بأن اسم الصين لم يذكر خلال القمة السابقة لعام 2018، خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، وأضاف «نحن ملتزمون هنا بالعمل سوية على (...) إعادة البناء بشكل أفضل كي يعمل العالم على جمع الاستثمارات، وجمع الأموال، وجلب القطاع الخاص إلى الاستثمار في الصحة والبنية التحتية، في التكنولوجيا للدول المنخفضة والمتوسطة الدخل بطريقة تنتج أسواقاً جديدة لكل المنتجات، وأيضاً على بديل أكثر جاذبية لما تحاول الصين القيام به في هذه البلدان». ورأى أن القمة التي اختتمت أمس الأحد يمكن أن تكون أكثر قمة على صلة بكل هذه المسائل «على الإطلاق». وقال إن «هذا الذي أظهر بالفعل أن الديمقراطيات مجتمعة يمكن أن تقدم بطرق ملموسة لشعوبها وللناس في كل أنحاء العالم».
وكان بايدن وبعض الحلفاء في المجموعة دفعوا من أجل اتباع نهج أكثر حزماً حيال بكين، لكنهم واجهوا مقاومة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وآخرين ممن يترددون في اتباع نهج عدواني، ويفضلون البحث عن مجالات للتعاون الاقتصادي مع الصين.
ومع ذلك صوّب الزعماء في بيانهم الختامي بشكل واضح على الصين، معلنين التزامهم قطع ممارسات العمل الجبري فيما يخص سلاسل التوريد العالمية. وكان البيت الأبيض أفاد قبل هذه القمة أن «الولايات المتحدة وشركاءنا في مجموعة الدول السبع لا نزال قلقين للغاية في شأن استخدام كل أشكال العمل الجبري في سلاسل التوريد العالمية، بما في ذلك العمل القسري الذي ترعاه الدولة للفئات والأقليات الضعيفة وسلاسل التوريد في قطاعات الزراعة والطاقة الشمسية والملابس»، في إشارة إلى المناطق التي تشهد معاملة غير إنسانية من السلطات الصينية للأقليات السكانية، بما في ذلك الذين يعملون في سلاسل التوريد الرئيسية «المثيرة للقلق في شينجيانغ». وتصف واشنطن الوضع هناك بأنه «إبادة جماعية». وأضاف البيت الأبيض «اتفق الزعماء على أهمية التمسك بحقوق الإنسان ومعايير العمل الدولية والتزموا حماية الأفراد من العمل الجبري».


مقالات ذات صلة

دراسة: كبار السن أكثر قدرة على تحمل حرارة الطقس مقارنة بالشباب

صحتك رجل يسكب الماء على رأسه أثناء موجة حر في هيوستن بولاية تكساس بالولايات المتحدة 25 أغسطس 2023 (رويترز)

دراسة: كبار السن أكثر قدرة على تحمل حرارة الطقس مقارنة بالشباب

كشفت دراسة مكسيكية أنه على عكس الاعتقاد السائد، فإن كبار السن أكثر قدرة على تحمل موجات الحرارة مقارنة بالشباب.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
بيئة متوسط درجات الحرارة كان مرتفعاً للغاية منذ يناير حتى أكتوبر (أ.ب)

علماء: عام 2024 سيكون الأكثر حرارة على الإطلاق

كشفت خدمة «كوبرنيكوس» لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي اليوم (الخميس) عن أن عام 2024 سيتخطى 2023 ليصبح العام الأعلى حرارة منذ بدء التسجيلات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
بيئة تظهر صورة القمر الاصطناعي العاصفة الاستوائية «ميلتون» وهي تشتد وتتجه للتحول إلى إعصار قبل وصولها إلى فلوريدا في خليج المكسيك في 6 أكتوبر 2024 (رويترز)

لماذا يجعل الاحتباس الحراري الأعاصير أكثر قوة؟

يؤدي الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات حرارة مياه المحيطات؛ مما يجعل الأعاصير أكثر قوة. ومع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة أنه سيكون هناك المزيد من الأعاصير.

«الشرق الأوسط» (باريس)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.