من المقرر أن تغادر جميع القوات الدولية أفغانستان بحلول 11 سبتمبر (أيلول) المقبل على أقصى تقدير، إلا أن القوات المسلحة الأميركية مستعدة فعليا للعودة إلى هذا البلد في حال شن مسلحون من تنظيم القاعدة أو تنظيم داعش هجوما على الولايات المتحدة، كما كشف مسؤول الاستخبارات في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). وأكد المفتش العام للجيش الألماني أن القوات الألمانية في أفغانستان ملتزمة هي الأخرى بالجدول الزمني للانسحاب. وقال إربهارد تسورن في تصريحات لصحيفة «راينيشه بوست» الألمانية الصادرة أمس السبت: «لقد تولت القوات المسلحة الأفغانية حاليا مسؤولية الجزء الأكبر من معسكرنا»، مؤكدا أن الانسحاب يتم وفقا للخطة، وقال: «سننتهي من ذلك بحلول يوليو (تموز) المقبل».
وأكد مسؤول الاستخبارات الأميركي خلال جلسة استماع للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، أن الجيش الأميركي لم يغادر أفغانستان، لكنه مستعد إذا استدعت الظروف أو تعرضت الولايات المتحدة لأي هجوم العودة إلى افغانستان. قال مايك والتز النائب عن فلوريدا الذي كان جنديا في القوات الخاصة، إن «هناك احتمالات كبيرة بأن نضطر للعودة (إلى أفغانستان)، وأن يعود تنظيم القاعدة في أعقاب تقدم حركة طالبان، وأن يهاجموا الولايات المتحدة». وسأل هذا النائب الجمهوري خلال جلسة استماع في الكونغرس لرؤساء الاستخبارات العسكرية الأميركية، عن الجهة المسؤولة عن الوثائق العسكرية الأميركية خلال 20 عاما في أفغانستان حيث يخشى الخبراء انهيار الحكومة في مواجهة تقدم طالبان. وقال «إلى أين ستذهب بيانات العمليات والاستخبارات التي جمعت خلال عشرين عاما؟ من المسؤول؟»، مؤكدا وجوب أن تكون «في متناول يد قائد العسكري المقبل الذي سيُطلب منه العودة إلى الوادي الذي ذهبنا إليه قبل خمس أو سبع أو عشر سنوات». وتابع والتز الجندي السابق في القوات الخاصة «القبعات الخضر» التي قاتلت في أفغانستان والشرق الأوسط وإفريقيا «أعلم أن قيادة العمليات الخاصة تفعل ذلك».
ورد مسؤول الاستخبارات العسكرية في البنتاغون رونالد مولتري بالقول «هذا بالضبط ما نفكر به». وأضاف «نحن من يقود الجهود لضمان تركيز وكالات الاستخبارات العسكرية على هذا الموضوع». وتابع مولتري الذي عينه الرئيس جو بايدن للإشراف على عمل وكالات الاستخبارات العسكرية وخصوصا وكالة استخبارات الدفاع ووكالة الأمن القومي «يمكنكم محاسبتنا»، متعهدا ببذل ما في وسعه لضمان أن تكون جميع المعلومات التي يتم الحصول عليها في أفغانستان متاحة للجنود إذا لزم الأمر.
وقرر الرئيس بايدن في أبريل (نيسان) وخلافا لنصيحة العسكريين، سحب كل القوات الأميركية من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر الذي يصادف الذكرى العشرين لاعتداءات 2001 التي قادت واشنطن إلى إطاحة نظام طالبان. ومنذ ذلك الحين تسارعت عمليات الانسحاب التي أنجز فعليا أكثر من خمسين بالمائة منها.
ومنذ بدء الانسحاب الرسمي للقوات في الأول من مايو الماضي، سقط ما لا يقل عن 15 منطقة في أفغانستان في أيدي حركة طالبان المتشددة. وقال تسورن: «إنهم يهيمنون ويتحكمون في المزيد من المناطق... أنا على قناعة بأن القوات المسلحة الأفغانية ستظل بحاجة إلى دعم كبير، سواء ماليا أو من حيث التدريب، حيث نقوم بذلك دائما».
القوات الأميركية على أهبة الاستعداد للعودة إلى أفغانستان
يخشى خبراء انهيار حكومة كابل في مواجهة تقدم طالبان
القوات الأميركية على أهبة الاستعداد للعودة إلى أفغانستان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة