كاليفورنيا تنقذ سمك «السلمون» من الجفاف

مصايد أسماك السلمون في نهر كلاماث بكاليفورنيا (أ.ف.ب)
مصايد أسماك السلمون في نهر كلاماث بكاليفورنيا (أ.ف.ب)
TT

كاليفورنيا تنقذ سمك «السلمون» من الجفاف

مصايد أسماك السلمون في نهر كلاماث بكاليفورنيا (أ.ف.ب)
مصايد أسماك السلمون في نهر كلاماث بكاليفورنيا (أ.ف.ب)

وجدت ولاية كاليفورنيا الحل لمساعدة أسماكها الشهيرة من نوع «سلمون شينوك» على بلوغ المحيط الهادئ رغم التدفق الضعيف في الأنهر أو ارتفاع حرارة المياه، ويتمثل بنقل صغار هذه الأسماك براً بواسطة شاحنات صهاريج، بسبب جفاف مزمن بدأ موسمه مبكراً هذا العام. وأعلنت سلطات كاليفورنيا هذا الصيف حالة طوارئ بسبب الجفاف في أكثر من 40 مقاطعة من أصل 58 مقاطعة في كاليفورنيا، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
يذكر أن هذه الأسماك المهاجرة تولد في الأنهار وتسبح إلى المحيط، حيث تصل إلى مرحلة البلوغ وحيث قد تبقى لسنوات عدة، قبل أن تعود إلى موطنها لتتكاثر وتموت في النهاية. لكن الأنهار التي يضربها الجفاف مع تدفق ضئيل جداً ومياه دافئة بشكل غير عادي تعطل هذه الدورة بشكل مميت، ما دفع هيئة إدارة الأسماك والحياة البرية في كاليفورنيا إلى اتخاذ «إجراء استباقي لنقل ملايين أسماك السلمون التي تتم تربيتها في مزارع سمكية» إلى البحر.
وقال جيسون جوليان، مدير مزرعة سمكية في شمال كاليفورنيا في بيان صدر أخيراً: «أثبتت عملية نقل صغار السلمون إلى مجرى المياه أنها أحد أفضل السبل لزيادة فرص بقائها على قيد الحياة خلال فترات الجفاف». وفيما يعود تاريخ نقل السلمون البري إلى الثمانينات، فإن ظروف الجفاف التي حلت مبكراً هذا الصيف، تعني أن السلطات تخطط لزيادة حجم العملية بنسبة 20 في المائة.
وستسافر شاحنات محملة بقرابة 17 مليوناً من صغار السلمون، أكثر من 48 ألف كيلومتر بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران)، ما يساعد هذه الأسماك على تجنب الجداول، حيث هلك عدد كبير منها في الماضي. ومن بين المزارع السمكية المستفيدة من هذه العملية «فيذر ريفر هاتشيري» الواقعة أسفل سد في شمال ساكرامنتو، التي تنتج سنوياً نحو ثمانية ملايين من أسماك السلمون هذه التي تعود بشكل طبيعي إلى الأنهار التي ولدت فيها.
أنشئت المزرعة عام 1967 بهدف أن تحل مكان مواقع التفريخ الطبيعية فوق سد أوروفيل التي تعرضت للتدمير، من خلال «سلم سمك»، وهو عبارة عن قناة ضيقة يبلغ طولها نحو 1.6 كيلومتر مع درجات من صنع الإنسان تحاكي منحدرات جدول جبلي. وقالت مديرة المزرعة آنا كاستنر لوكالة الصافة الفرنسية أثناء زيارة أخيرة للمكان: «الأسماك ستهاجر لأن غريزتها تكمن في الذهاب إلى المنبع عندما تكون جاهزة للتكاثر».


مقالات ذات صلة

«خديعة» لردع أسماك القرش عن مهاجمة ركّاب الأمواج

يوميات الشرق أمكن لعشّاق الموج «الاطمئنان» (شاترستوك)

«خديعة» لردع أسماك القرش عن مهاجمة ركّاب الأمواج

الخوف من أسماك القرش البيضاء قائم منذ فترة طويلة، وأحد أسبابه هو عدم فهمنا لهذه الحيوانات بشكل جيد...

«الشرق الأوسط» (سيدني)
بيئة السمكة الشبح (المعهد الوطني للمياه والغلاف الجوي في نيوزيلندا)

باحثون يكتشفون سمكة قرش جديدة ومذهلة في نيوزيلندا

تم اكتشاف نوع جديد من أسماك القرش الشبح في أعماق المياه بنيوزيلندا.

«الشرق الأوسط» (ويلينغتون)
يوميات الشرق السمكة الصغيرة تتميز بمظهرها الشرس وأنيابها الكبيرة (الباحث فيكتور نونيس بينيمان)

اكتشاف نوع جديد من «الأسماك الغاضبة» في البحر الأحمر

اكتشف فريق من الباحثين في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) بالسعودية، وجامعة واشنطن نوعاً جديداً من الأسماك يظهر بمظهر غاضب دائماً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الصيّادة التونسية سارة السويسي في قاربها (أ.ف.ب)

صيّادات تونسيات «عالقات في شباك» السيطرة الذكورية والتغيّر المناخي

تزاول تونسيات مهنة صيد السمك رغم السيطرة الذكورية على القطاع وتحدّيات يفرضها التغيّر المناخي.

«الشرق الأوسط» (تونس)
يوميات الشرق التلوّث مُسمِّم للأسماك (تعبيرية - أ.ف.ب)

أجسام الأسماك مُخترَقة بالبلاستيك وإطارات السيارات

تخترق المواد البلاستيكية الدقيقة المُنتشرة في مختلف جوانب البيئة أعماق أجسام الأسماك، وهي موجودة بكثافة في الشرائح التي يأكلها المستهلكون.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.