وكالة الطاقة تدعو «أوبك بلس» لـ«فتح الصنابير»... وبرنت يلامس 73 دولاراً

توقعت تجاوز الطلب مستويات ما قبل «كوفيد» العام المقبل

لامس خام برنت 73 دولاراً ظهر الجمعة مع توقعات «غولدمان ساكس» بارتفاع مستدام فوق 80 دولاراً (رويترز)
لامس خام برنت 73 دولاراً ظهر الجمعة مع توقعات «غولدمان ساكس» بارتفاع مستدام فوق 80 دولاراً (رويترز)
TT

وكالة الطاقة تدعو «أوبك بلس» لـ«فتح الصنابير»... وبرنت يلامس 73 دولاراً

لامس خام برنت 73 دولاراً ظهر الجمعة مع توقعات «غولدمان ساكس» بارتفاع مستدام فوق 80 دولاراً (رويترز)
لامس خام برنت 73 دولاراً ظهر الجمعة مع توقعات «غولدمان ساكس» بارتفاع مستدام فوق 80 دولاراً (رويترز)

اتجه النفط سريعاً نحو حاجز 73 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوياته منذ أكثر من عامين، بعدما أعلنت وكالة الطاقة الدولية، الجمعة، أن الطلب على النفط سيتجاوز بحلول نهاية العام المقبل مستويات ما قبل الوباء، في ظل تكثيف حملات التطعيم وعودة النشاط الاقتصادي إلى طبيعته في الكثير من الدول والقطاعات... وقالت إن منتجي النفط في «أوبك+» سيحتاجون إلى زيادة إنتاجهم بهدف تلبية الطلب.
وقالت الوكالة التي مقرها باريس إن «أوبك+ تحتاج إلى فتح الصنابير حتى تحصل الأسواق العالمية على إمدادات كافية»، مضيفة أن الطلب الآخذ في الارتفاع والسياسات قصيرة الأمد للدول تقع على النقيض من دعوة الوكالة لإنهاء التمويل الجديد للنفط والغاز والفحم، في تقرير شديد اللهجة بشأن المناخ أصدرته الشهر الماضي. وقالت الوكالة، في تقريرها الشهري بشأن النفط: «في 2022 ثمة مجال لأعضاء مجموعة أوبك+ البالغ عددهم 24، بقيادة السعودية وروسيا، لزيادة إمدادات الخام 1.4 مليون برميل يومياً فوق هدفهم للفترة بين يوليو (تموز) 2021 ومارس 2022». واتفقت «أوبك+» في أبريل (نيسان) على تقليص تخفيضات إنتاج النفط في الفترة من مايو (أيار) إلى يوليو، وأكدت القرار في اجتماع عقدته في أول يونيو (حزيران).
وذكرت الوكالة أن تلبية الطلب الذي استعاد عافيته «من المستبعد أن تكون مشكلة»، متوقعة أن يظل لدى «أوبك+» طاقة احتياطية فعلية قدرها 6.9 مليون برميل يومياً بعد يوليو، وأن محادثات إيران مع القوى العالمية قد تحرر إمداداتها النفطية من العقوبات الأميركية. وقالت: «إذا رُفعت العقوبات عن إيران، قد تدخل 1.4 مليون برميل يومياً إضافية إلى السوق في وقت قصير نسبياً».
وأحدثت الوكالة صدمة لقطاع الطاقة بتقريرها المعنون بـ«صافي الانبعاثات صفر بحلول 2050» الصادر في 18 مايو الماضي، وذكرت أنه لا يجب على المستثمرين تمويل مشاريع وقود أحفوري جديدة إذا رغب العالم في الوصول إلى أهدافه لكبح الانبعاثات المسببة لارتفاع درجات الحرارة بحلول منتصف القرن. وقالت وكالة الطاقة الجمعة: «تشير خارطة الطريق إلى أن معظم تعهدات الدول لم تتلقَّ الدعم بعد من السياسات والتدابير قصيرة الأمد». وأضافت: «يبدو أن الطلب على النفط سيواصل الارتفاع، ما يبرز الجهد الهائل المطلوب للمضي في الطريق السليم للوصول إلى الطموحات المعلنة».
وتراجع الطلب على النفط بمعدل قياسي بلغ 8.6 مليون برميل يومياً العام الماضي مع إغلاق الدول أجزاء من اقتصاداتها، فيما تفشى فيروس كورونا حول العالم. وتتوقع الوكالة أن يرتفع هذا المعدل بـ5.4 مليون برميل في اليوم العام الحالي، و3.1 مليون برميل إضافي في اليوم العام المقبل. لكن الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً وتقدم المشورة للدول المستهلكة للنفط، حذرت من أن «التعافي سيكون غير منتظم ليس على مستوى المناطق فحسب، بل كذلك على مستوى القطاعات والمنتجات».
ويتوقع أن يتعافى الطلب بوتيرة أسرع في الدول الغنية التي تمكنت من تطعيم سكانها قبل غيرها، بينما لا تزال بعض القطاعات كالطيران ترزح تحت وطأة الوباء جراء استمرار القيود على السفر، بينما يعمل عدد متزايد من الناس من منازلهم مقارنة بما كان الوضع عليه قبل «كوفيد». وقالت الوكالة: «تبدو عودة قطاع الطيران العالمي بشكل واسع إلى إمكاناته المعتادة مستبعدة إلى حين وصول معظم الدول إلى تحقيق مناعة مجتمعية، وهو أمر قد لا يتم قبل أواخر 2022».
وبالنسبة إلى الأسواق، توقع بنك الاستثمار الأميركي غولدمان ساكس أن يصل سعر خام برنت إلى 80 دولاراً للبرميل هذا الصيف، وراهن على أن الارتفاعات التي شهدتها سوق النفط في الآونة الأخيرة ستستمر في الوقت الذي يعزز فيه توزيع اللقاحات المضادة لـ«كوفيد – 19»، الأنشطة الاقتصادية حول العالم والطلب على الخام.
ووصلت أسعار برنت إلى 72.95 دولار للبرميل هذا الأسبوع، وبذلك تكون قد بلغت أعلى مستوياتها منذ ما يزيد على عامين مدفوعة بتوقعات لطلب أقوى.
وجرى تداول العقود الآجلة لبرنت عند 72.65 دولار للبرميل، الجمعة، بينما حام سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي حول 70.43 دولار للبرميل في الساعة 1230 بتوقيت غرينتش. وقال البنك، في مذكرة نُشرت مساء الخميس، إن «ارتفاع معدلات التحصين يؤدي إلى زيادة التنقل في الولايات المتحدة وأوروبا، فيما تشير التقديرات إلى أن الطلب العالمي سيرتفع 1.5 مليون برميل يومياً في الشهر الماضي، ليصل إلى 96.5 مليون برميل يومياً».
وتوقع «غولدمان» استمرار تعافي الطلب على النفط، وأن يصل الطلب العالمي إلى 99 مليون برميل يومياً في أغسطس (آب). وقال البنك أيضاً إن بطء إحراز تقدم في المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني قد يضغط على إمدادات النفط بما يدعم الأسعار.


مقالات ذات صلة

«أوبك» تخفّض مجدداً توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 و2025

الاقتصاد تتوقع «أوبك» أن يرتفع الطلب العالمي على النفط في عام 2024 بمقدار 1.61 مليون برميل يومياً (رويترز)

«أوبك» تخفّض مجدداً توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 و2025

خفّضت «أوبك» توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024 و2025، يوم الأربعاء، في خامس خفض على التوالي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد منظر عام لمصفاة فيليبس 66 كما شوهدت من مدينة روديو بكاليفورنيا أقدم مدينة لتكرير النفط بالغرب الأميركي (رويترز)

النفط يرتفع بفضل توقعات ارتفاع الطلب من الصين في 2025

ارتفعت أسعار النفط قليلاً، في وقت مبكر اليوم الأربعاء، مع توقع المتعاملين بالسوق ارتفاع الطلب بالصين، العام المقبل.

الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص خلال منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ (أرشيفية - رويترز)

«أوبك»: تجديد تفويض هيثم الغيص أميناً عاماً للمنظمة لولاية ثانية

قالت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إنها جدَّدت ولاية الأمين العام، هيثم الغيص، لمدة 3 سنوات أخرى في اجتماع افتراضي عقدته المنظمة، يوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد مضخة نفطية في حقل بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

تراجع طفيف للنفط... والتوتر الجيوسياسي وسياسة الصين يحدان من خسائره

تراجعت أسعار النفط قليلاً يوم الثلاثاء متمسكة بمعظم مكاسبها من الجلسة السابقة. فيما حدّ التوتر الجيوسياسي وسياسة الصين من الخسائر.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص (أ.ف.ب)

هل يعاد انتخاب الغيص أميناً عاماً لـ«أوبك» غداً؟

من المقرر أن تعيد منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» انتخاب الأمين العام الحالي هيثم الغيص لفترة ثانية مدتها ثلاث سنوات.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)
إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)
TT

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)
إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، اليوم (الخميس)، إن «منظمة ترمب» تخطط لبناء برج ترمب في العاصمة السعودية الرياض في إطار توسع عقاري في المنطقة، بما في ذلك العاصمة الإماراتية أبوظبي.

وفي معرض حديثه عن مشروعين جديدين في الرياض بالشراكة مع شركة «دار غلوبال» للتطوير العقاري الفاخر، ومقرها دبي، رفض نائب الرئيس التنفيذي لـ«منظمة ترمب» إعطاء تفاصيل، مكتفياً بالقول في مقابلة: «ما سأخبركم به هو أن أحدهما سيكون بالتأكيد برجاً»، مضيفاً أن شركته تخطط لتوسيع شراكتها مع «دار غلوبال» في جميع أنحاء منطقة الخليج، بما في ذلك مشروع جديد في أبوظبي.

وقال ترمب: «سنكون على الأرجح في أبوظبي خلال العام المقبل أو نحو ذلك»، وذلك بعد يوم من كشف الشركتين عن خططهما لبناء برج ترمب الذهبي المتلألئ في مدينة جدة الساحلية السعودية.

وقال زياد الشعار، الرئيس التنفيذي لشركة «دار غلوبال» المدرجة في لندن، إن المشروع المشترك الجديد الآخر المخطط له في الرياض هو مشروع «ترمب غولف» على غرار مشروع ترمب الذي تم إطلاقه في عُمان عام 2022، وأضاف في مقابلة مع «رويترز»: «نأمل في إنشاء برج واحد ومجتمع غولف واحد».

اتفقت شركة «دار غلوبال»، الذراع الدولية لشركة «دار الأركان» السعودية للتطوير العقاري، على عدد من الصفقات مع «منظمة ترمب»، بما في ذلك خطط لأبراج ترمب في جدة ودبي، إلى جانب مشروع عمان.

لم تشر المؤسستان إلى قيمة المشاريع، لكن الشعار قارن بين قيمة برج ترمب في جدة بقيمة 530 مليون دولار ومجمع ترمب للغولف في عُمان الذي قال إن تكلفته تبلغ نحو 2.66 مليار دولار.