تحسن سنوي لافت للموازنة الأميركية

من المتوقع استمرار ارتفاع أسعار الغذاء في الولايات المتحدة في ظل تنامي الطلب مع نقص المعروض (رويترز)
من المتوقع استمرار ارتفاع أسعار الغذاء في الولايات المتحدة في ظل تنامي الطلب مع نقص المعروض (رويترز)
TT

تحسن سنوي لافت للموازنة الأميركية

من المتوقع استمرار ارتفاع أسعار الغذاء في الولايات المتحدة في ظل تنامي الطلب مع نقص المعروض (رويترز)
من المتوقع استمرار ارتفاع أسعار الغذاء في الولايات المتحدة في ظل تنامي الطلب مع نقص المعروض (رويترز)

قالت وزارة الخزانة الأميركية، مساء الخميس، إن الحكومة الأميركية سجلت عجزاً 132 مليار دولار في مايو (أيار)، وهو ما يعادل نحو ثلث العجز في مايو 2020 الذي بلغ 399 مليار دولار.
وارتفعت العائدات في مايو 167 في المائة، لتصل إلى 464 مليار دولار. وقالت الوزارة أيضاً إن الضرائب المقتطعة من الأجور زادت 20 في المائة لتصل إلى 204 مليارات دولار في مايو، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، بينما ارتفعت ضرائب الشركات في مايو إلى 18 مليار دولار من ملياري دولار العام الماضي.
وزادت النفقات في مايو أربعة في المائة عن العام السابق، لتصل إلى 596 مليار دولار مع استمرار مدفوعات حزمة المساعدات التي تبناها الرئيس جو بايدن البالغة 1.9 تريليون دولار، والمرتبطة بـ«كوفيد - 19».
ونمت الإيرادات منذ بداية عام 29 في المائة عن الفترة نفسها من العام السابق، لتصل إلى 2.607 تريليون دولار، في حين زادت النفقات 20 في المائة لتصل إلى 4.671 تريليون دولار.
وفي سياق مستقل، يتوقع المحللون استمرار ارتفاع أسعار الغذاء في الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة، في ظل استمرار تنامي الطلب مع نقص المعروض نتيجة عوامل جديدة منها موجات الجفاف التي أضرت بالعديد من المحاصيل الزراعية وزيادة الطلب الصيني على الواردات الزراعية.
وأشارت وكالة «بلومبرغ» إلى أن المستهلكين في الولايات المتحدة سيشعرون كل يوم تقريباً بتداعيات ارتفاع الأسعار، مثل ارتفاع أسعار التعاقدات الآجلة لفول الصويا، وهو ما يمكن أن يؤثر على أسعار العديد من المطاعم، نتيجة استخدام فول الصويا في إنتاج العديد من المنتجات بدءاً من البرغر حتى المايونيز.
وأشارت «بلومبرغ» إلى اشتداد الضغط على أسواق فول الصويا نتيجة زيادة استخدامه في تغذية الماشية، مما يؤثر على أسعار توريده للصناعات الغذائية. كما تتوقع «بلومبرغ» أن تواجه سوق الذرة في الولايات المتحدة نقصاً كبيراً في المعروض خلال العام الحالي بسبب موجة الجفاف التي أثرت على المحصول في الوقت الذي يستعد فيه الأميركيون لموسم السفر في الصيف، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على الوقود الحيوي المستخرج من الذرة. وقد ارتفع سعر الذرة بالفعل إلى أعلى مستوى له منذ ثماني سنوات.


مقالات ذات صلة

القطاع الصناعي الأميركي يُظهر بوادر انتعاش

الاقتصاد عمال يجرون عمليات لحام بمصنع في كولومبوس بولاية أوهايو (رويترز)

القطاع الصناعي الأميركي يُظهر بوادر انتعاش

تحسّن النشاط الصناعي في الولايات المتحدة خلال نوفمبر (تشرين الثاني)؛ حيث شهد القطاع زيادة في الطلبات للمرة الأولى منذ ثمانية أشهر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

«الفيدرالي»... من دور توسعي إلى سياسة نقدية مملّة

على مدى السنوات السبع عشرة الماضية، كان بنك الاحتياطي الفيدرالي هو اللاعب الرئيس في السياسة الاقتصادية الأميركية؛ حيث قدّم تريليونات الدولارات في شبكات الأمان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

زاد المستثمرون العالميون مشترياتهم من صناديق الأسهم في الأسبوع المنتهي في 27 نوفمبر، مدفوعين بتوقعات بنمو قوي للاقتصاد الأميركي في ظل إدارة ترمب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد لاغارد تتحدث إلى الصحافيين عقب اجتماع مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

لاغارد للقادة الأوروبيين: اشتروا المنتجات الأميركية لتجنب حرب تجارية مع ترمب

حثَّت رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد القادة في أوروبا على التعاون مع ترمب بشأن التعريفات الجمركية وشراء المزيد من المنتجات المصنوعة في أميركا.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد شخص يتسوق لشراء الطعام في أحد المتاجر الكبرى استعداداً لعيد الشكر في شيكاغو (رويترز)

مؤشر التضخم المفضل لـ«الفيدرالي» يرتفع مجدداً

تسارعت زيادات الأسعار للمستهلكين في الشهر الماضي، مما يشير إلى أن التراجع المستمر في التضخم على مدار العامين الماضيين قد بدأ يواجه تحديات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

تسارع الإنفاق الرأسمالي الياباني في الربع الثالث

عامل يفحص بعض الماكينات في مصنع صغير بمدينة هيغاشيوساكا اليابانية (رويترز)
عامل يفحص بعض الماكينات في مصنع صغير بمدينة هيغاشيوساكا اليابانية (رويترز)
TT

تسارع الإنفاق الرأسمالي الياباني في الربع الثالث

عامل يفحص بعض الماكينات في مصنع صغير بمدينة هيغاشيوساكا اليابانية (رويترز)
عامل يفحص بعض الماكينات في مصنع صغير بمدينة هيغاشيوساكا اليابانية (رويترز)

تسارع إنفاق الشركات اليابانية على المصانع والمعدات في الربع الثالث؛ مما يشير إلى أن الطلب المحلي القوي يدعم التعافي الاقتصادي الهش في البلاد ويعزز الحاجة إلى زيادة أسعار الفائدة.

وأظهرت بيانات وزارة المالية أن الإنفاق الرأسمالي ارتفع بنسبة 8.1 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث، متسارعاً من مكاسب الربع السابق البالغة 7.4 في المائة، وهو أقوى أداء منذ قفزة بنسبة 16.4 في المائة في الفترة من أكتوبر (تشرين الأول) إلى ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي. كما نما الإنفاق بنسبة 1.7 في المائة على أساس ربع سنوي معدل موسمياً.

وقال تاكيشي مينامي، كبير خبراء الاقتصاد في معهد «نورينشوكين» للأبحاث إن البيانات، التي ستُستخدم لحساب أرقام الناتج المحلي الإجمالي المعدلة المقرر صدورها في التاسع من ديسمبر، تشير إلى أن «الاقتصاد يتحرك بما يتماشى مع توقعات بنك اليابان».

وقال مينامي، الذي يتوقع أن يقرر بنك اليابان زيادة أخرى في أسعار الفائدة هذا الشهر: «أعتقد أن توقيت الزيادة التالية في أسعار الفائدة يقترب».

وأنهى بنك اليابان أسعار الفائدة السلبية في مارس (آذار)، ورفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى 0.25 في المائة في يوليو (تموز)، على أساس الرأي القائل بأن اليابان تتقدم نحو تحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة بشكل دائم.

وتوقع أكثر من نصف خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم أن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة في اجتماعه يومي 18 و19 ديسمبر، وتوقع معظمهم رفعها إلى 0.5 في المائة.

وقال محافظ بنك اليابان كازو أويدا، لصحيفة «نيكي» في مقابلة الأسبوع الماضي، إن توقيت رفع أسعار الفائدة التالي «يقترب»؛ مما يترك فرصة رفع أسعار الفائدة في ديسمبر مفتوحة.

وأظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأولية الشهر الماضي أن اقتصاد اليابان توسع بنسبة سنوية بلغت 0.9 في المائة في الربع الثالث، مدفوعاً باستهلاك خاص أقوى من المتوقع.

وظل الإنفاق التجاري قوياً بشكل عام في السنوات الأخيرة، حيث تستثمر الشركات المزيد في الأتمتة وتكنولوجيا المعلومات للتعويض عن نقص العمالة المتزايد.

مع ذلك، كانت الأرباح المتكررة للشركات نقطة سلبية في بيانات يوم الاثنين، حيث انخفضت بنسبة 3.3 في المائة عن العام السابق، لتسجل أول انخفاض لها في سبعة أرباع. وارتفعت مبيعات الشركات بنسبة 2.6 في المائة.

وقادت شركات التصنيع، خصوصاً شركات صناعة السيارات وصناع مكونات السيارات، انخفاض الأرباح بسبب اشتداد المنافسة في الأسواق الخارجية؛ مما أثار المخاوف من أن الأرباح الأضعف قد تجعل الشركات في نهاية المطاف حذرة بشأن القيام باستثمارات جديدة.

وأظهر مسح للمصانع في القطاع الخاص أن نشاط المصانع في اليابان انكمش بأسرع وتيرة في ثمانية أشهر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث دفع الطلب الضعيف الشركات إلى تقليص الإنتاج.

وقال ماساتو كويكي، كبير الاقتصاديين في معهد «سومبو بلس»: «من المرجح أن يظل اتجاه الربح في قطاع التصنيع ضعيفاً وسط تباطؤ في الاقتصاد العالمي وضعف الطلب على أشباه الموصلات».

وقال خبراء اقتصاديون إن الضعف المطول في الاقتصاد الصيني والسياسات التجارية الحمائية المحتملة في الولايات المتحدة قد تدفع الشركات اليابانية أيضاً إلى تأجيل قرارات الاستثمار الرأسمالي.

وتعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للبلاد - كندا والمكسيك والصين؛ مما قد يؤثر على سلاسل التوريد العالمية في مجموعة واسعة من الصناعات.

وقال مينامي من «نورينشوكين»: «من المرجح أن تزداد حالة الانتظار والترقب بين الشركات اليابانية بشأن خططها الاستثمارية حتى تتضح الرؤية بشأن ما إذا كان ترمب سيطبق تعريفات جمركية أعلى أم لا؟».