مسؤول أمني مغربي يقدم حصيلة 7 سنوات من مكافحة الجريمة

في لقاء تنسيقي بين الادعاء العام والشرطة القضائية

الحسن الداكي رئيس النيابة العامة المغربية (ماب)
الحسن الداكي رئيس النيابة العامة المغربية (ماب)
TT

مسؤول أمني مغربي يقدم حصيلة 7 سنوات من مكافحة الجريمة

الحسن الداكي رئيس النيابة العامة المغربية (ماب)
الحسن الداكي رئيس النيابة العامة المغربية (ماب)

كشف محمد الدخيسي، مدير الشرطة القضائية بالإدارة العامة للأمن الوطني (الأمن العام) بالمغرب، أمس، عن حصيلة التدخلات الأمنية في المغرب خلال السنوات السبع الأخيرة، مشيرا إلى أنه ما بين يناير (كانون الثاني) 2015 إلى 30 أبريل (نيسان) 2021، تمكنت مصالح الأمن من معالجة 517 ألفا و166 قضية تتعلق بمكافحة المخدرات والأقراص المهلوسة، من قبيل حيازة المخدرات والاستهلاك والترويج لها، ما أسفر عن توقيف 650 ألفا و150 شخصا، من بينهم 1770 أجنبيا.
وأضاف الدخيسي خلال لقاء تواصلي، نظمته رئاسة النيابة العامة بمقر المعهد العالي للقضاء بالرباط، أنه تم خلال الفترة نفسها حجز كميات قياسية من المخدرات، وصلت إلى 787 طنا و299 كيلوغراما و277 غراما من مخدر القنب الهندي، بكل أنواعه، و6 أطنان و947 كيلوغراما و301 غرام من الكوكايين، و6 ملايين و376 ألفا و454 وحدة من الأقراص المهلوسة و52 كيلوغراما و77 غراما من الهيروين.
وكما أشار الدخيسي إلى أن السلطات الأمنية نجحت في إطار مكافحة الجريمة عموما خلال الفترة نفسها في توقيف ما يناهز 919 ألف شخص، جرى إلقاء القبض عليهم في إطار العمليات الأمنية، بعدما كانوا يشكلون موضوع مذكرات بحث.
وساهمت هذه التدخلات في حجز ما يناهز 170 ألف سلاح أبيض، و311 ألفا و890 هاتفا نقالا، و16 ألفا و272 سيارة، وما يناهز 17 ألف دراجة.
وعلى مستوى التعاون الدولي، أشار الدخيسي إلى أن السلطات المغربية نشرت 605 أوامر دولية بإلقاء القبض، وأوقفت 586 شخصا مبحوثا عنه على الصعيد الدولي. كما توصلت السلطات المغربية خلال الفترة نفسها بـ1075 إنابة قضائية، أنجزت منها 842 إنابة، همت الترحيل إلى المغرب لـ154 شخصا، من بينهم 8 أجانب جرى إيقافهم على الصعيد الدولي. في حين جرى الترحيل من المغرب في اتجاه الخارج لما مجموعه 180 شخصا أجنبيا، تم توقيفهم بموجب أوامر قضائية دولية صادرة عن بلدانهم.
من جهته، قال الحسن الداكي، رئيس النيابة العامة (الادعاء العام)، إن هذا اللقاء التواصلي الذي جمع مسؤولين قضائيين وأمنيين، يهدف لتعزيز التنسيق بين الادعاء العام والشرطة القضائية، قائلا إن النيابة العامة لا يمكن أن تُفعل صلاحياتها الدستورية والقانونية بالشكل المطلوب «دون عمل الشرطة القضائية».
وأوضح الداكي أن اللقاء يشكل «فرصة لا تعوض من أجل تبادل الأفكار والرؤى حول العمل المشترك، والتنسيق بين النيابة العامة والشرطة القضائية»، خاصة على مستوى تدبير الأبحاث والإجراءات الجنائية، والرفع من مستوى تنظيم وتأطير التعاون.
وشهد اللقاء حضور كل من محمد عبد النباوي الرئيس الأول لمحكمة النقض، الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، وممثل المدير العام للأمن الوطني، ووالي الأمن محمد الدخيسي مدير الشرطة القضائية، ومسؤولين برئاسة النيابة العامة ومسؤولين قضائيين، ومسؤولين أمنيين.
واعتبر الداكي أن العلاقة، التي تجمع النيابة العامة بالشرطة القضائية، مبنية على الالتزام بالمقتضيات القانونية التي تؤطر مجالهما المشترك، وهو «إنجاز الأبحاث الجنائية وإحالتها على العدالة»، وهي مهمة «يتم القيام بها بتنسيق كامل وسلاسة وثقة متبادلة، واحترام تام للضوابط القانونية». غير أن الممارسة «تكشف بين الفينة والأخرى بعض الثغرات القانونية، أو الصعوبات العملية»، وهو الأمر الذي يقتضي «تشخيص الوضع القائم بخصوص تدبير الأبحاث والإجراءات ورصد مكامن القوة والضعف فيها، كما يقتضي دراسة سبل رفع جودة تدبير الأبحاث القضائية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.