مصر تتوعد «البناء العشوائي» والتعدي على الأراضي

TT

مصر تتوعد «البناء العشوائي» والتعدي على الأراضي

أكدت الحكومة المصرية، أنها «ستواصل التصدي بحزم للبناء (المخالف والعشوائي) بالمحافظات، وستتم مواجهة التعدي على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بـ(حسم)». ولفتت الحكومة أمس إلى أنها «لن تسمح بـ(الفوضى) مرة أخرى». وتطبق مصر اشتراطات تخطيطية وبنائية في المدن بصورة تجريبية لمدة شهرين في 27 مركزاً ومدينة بالمحافظات اعتباراً من مطلع مايو (أيار) الماضي. وقال وزير التنمية المحلية المصري، محمود شعراوي، إن «الهدف من الاشتراطات التخطيطية ومنظومة التراخيص الجديدة، هو (ضبط وحوكمة العمران)، والقضاء على البناء (العشوائي)، ووقف (فوضى) تراخيص البناء، وإيجاد بيئة عمرانية حضارية».
ووفق بيان لـ«مجلس الوزراء المصري»، قال وزير التنمية المحلية المصري، أمس، إن «الاشتراطات البنائية تم التوافق عليها من الوزارات المعنية بالحكومة، وتم عرضها على رئيس مجلس الوزراء ولجنتي (الإدارة المحلية) و(الإسكان) بمجلس النواب (البرلمان)، ورؤساء الهيئات البرلمانية للأحزاب». وأشار إلى «متابعة الوزارة للقرار الصادر عن مجلس الوزراء منذ أيام بقبول طلبات المواطنين للتصالح على بعض مخالفات البناء بالريف، لتحديد الإجراءات والآليات الخاصة بسرعة تنفيذ القرار على أرض الواقع، خاصة بعد التيسيرات الهائلة التي قدمتها الحكومة للمواطنين في الريف خلال الفترة الماضية، ووصل أعداد المتقدمين للتصالح في الريف المصري نحو 1.6 مليون أسرة، وقاموا بتسديد مقدمات جدية التصالح، والتي تساوي 25 في المائة من القيمة التي حددتها الدولة»، مؤكداً أن «الدولة حريصة على التيسير على المواطنين في الريف فيما يخص هذا الملف والإسراع بإتمام عملية التقنين على طلبات التصالح المقدمة، والبدء في تنفيذ الإجراءات الخاصة بإتمام عملية التصالح». في غضون ذلك، قال وزير التنمية المحلية، إن «برنامج تطوير الريف المصري ضمن المبادرة الرئاسية (حياة كريمة) يعد مشروع (القرن) على مستوى الدولة المصرية، حيث ستصل استثماراته إلى نحو 700 مليار جنيه على مدار 3 سنوات بدايةً من العام المالي المقبل لتغيير شكل الريف المصري وتحسين جودة حياة المواطنين في مختلف المجالات الحيوية»، موضحاً أن «توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة بسرعة تنفيذ هذا المشروع القومي والالتزام بالتوقيتات الزمنية المحددة له، والوزارات والهيئات كافة المشاركة في المشروع بدأت في تنفيذ المشروعات على أرض الواقع، وسيتم إطلاقه خلال الفترة المقبلة من الرئيس بصورة رسمية، حيث يستهدف المشروع القومي نحو 60 في المائة من الشعب المصري»، كاشفاً عن أن «استثمارات الحكومة خلال الـ6 السنوات الماضية في محافظات الصعيد بلغت 350 مليار جنيه؛ وذلك لإقامة العديد من المشروعات الخدمية للمواطنين». وبحسب بيان لـ«مجلس الوزراء» أمس، فقد «شدد وزير التنمية المحلية على أن مواجهة الفساد بصوره وأشكاله كافة بالإدارة المحلية، لا يمكن التهاون فيه أو التراجع عنه، وسيتم التوسع أكثر في عمليات التدريب والتأهيل للكوادر المحلية، باعتبار التدريب هو أحد الدروع الأساسية للحماية من الفساد، بالإضافة إلى دعم قطاع التفتيش والرقابة بالوزارة للقيام بأدوار أوسع خلال الفترة المقبلة».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.