«نيتفليكس» توسع نطاق المنحة المقدمة لمجتمع صناعة السينما والتلفزيون في المنطقة

من خلال التعاون مع الصندوق العربي للثقافة والفنون «آفاق»

ستتولى لجنة تحكيم مستقلة مسؤولية تحديد الأشخاص المؤهلين للاستفادة من المنحة (الشرق الأوسط)
ستتولى لجنة تحكيم مستقلة مسؤولية تحديد الأشخاص المؤهلين للاستفادة من المنحة (الشرق الأوسط)
TT

«نيتفليكس» توسع نطاق المنحة المقدمة لمجتمع صناعة السينما والتلفزيون في المنطقة

ستتولى لجنة تحكيم مستقلة مسؤولية تحديد الأشخاص المؤهلين للاستفادة من المنحة (الشرق الأوسط)
ستتولى لجنة تحكيم مستقلة مسؤولية تحديد الأشخاص المؤهلين للاستفادة من المنحة (الشرق الأوسط)

أعلنت شبكة نيتفليكس العالمية عن إطلاق صندوق تمويل جديد بالتعاون مع الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) لدعم مجتمع السينما والتلفزيون، الذي تأثر بتفشي وباء كوفيد - 19 في المنطقة، حيث سيوفر الصندوق، البالغة قيمته 500 ألف دولار، الدعم المالي على شكل منح فردية - بقيمة 2000 دولار للمنحة - لكوادر العمل والحرفيين والعاملات والعاملين المستقلين ممن يعملون في صناعة السينما أو التلفزيون في العالم العربي وواجهوا صعوبات اقتصادية نتيجة تعطّل الحياة الطبيعية وتوقف الإنتاج وقلة أو انعدام الفرص في صناعة السينما والتلفزيون على أثر تفشي الوباء العالمي.
وبحسب المعلومات الصادرة اليوم فإنه اعتباراً من اليوم، سيتمكّن العاملون والعاملات في السينما في المنطقة من التقدم بطلب للحصول على التمويل عن طريق ملء نموذج الطلب عبر الإنترنت، ومن ثمّ تقديم الوثائق الداعمة بما فيها قائمة بأحدث المشاريع التي عملوا عليها ومراجع ومعلومات عن أي نوع من الدعم حصلوا عليه العام الماضي، بالإضافة إلى وصف مختصر للتحديات التي واجهتهم مثل إلغاء المشاريع أو تأجيلها.
وفي بيان صدر اليوم قال متحدث من نيتفليكس: «في إطار سعينا المستمر لدعم مزيد من العاملين في المجتمع الإبداعي قمنا بتوسيع نطاق صندوق التمويل على مستوى العالم العربي. ونرى أن عقد الشراكات الصحيحة يمكّننا من خلق مزيد من الوظائف وتأهيل المواهب ودعم الصناعة. ونحن سعداء بالعمل مع (آفاق) ونأمل بأن يوفر الصندوق الدعم لهذا المجتمع الإبداعي خلال هذه الفترة الصعبة».
ويمكن للعاملين والعاملات في هذا المجال من مساعدين ومنسقين وفنيين ومشغلي أقسام الإنتاج المختلفة مثل الكاميرا والصوت والفنون والمكياج وتصميم الأزياء واختيار مواقع التصوير والنقل وغيرها، التقديم للحصول على منحة لمرة واحدة، على اعتبار أنهم يتقاضون أجورهم بالساعة ويعملون على أساس كل مشروع.
من جانبها، قالت ريما المسمار، المديرة التنفيذية للصندوق العربي للثقافة والفنون «آفاق»: «نحن سعداء بقدرتنا على الموازنة بين خدمات الدعم الطارئ وعروض المنح العامة بعيدة المدى. فقد أتاحت لنا هذه الشراكة مع «نيتفليكس» الاستجابة لحالات الطوارئ بسرعة، والوصول إلى أشخاص لا يتلقون المنح المباشرة عن طريقنا عادة. ونأمل بأن يساهم هذا الصندوق في تخفيف بعض من الأعباء والضغوط عن العاملات والعاملين في مجال السينما والتلفزيون في المنطقة، ممن يشكلون العمود الفقري لهذه الصناعة».
وستتولى لجنة تحكيم مستقلة مكوّنة من خمسة أعضاء من العاملين والعاملات في الصناعة مسؤولية دراسة الطلبات وتحديد الأشخاص المؤهلين للاستفادة من المنحة. وسيتم اتباع معايير صارمة في عملية التقييم والاختيار تستند إلى مبادئ الشفافية والإنصاف بما يتماشى مع طريقة عمل «آفاق» في تقديم المنح.
ويمكن للعاملين العرب من جميع الجنسيات في أي مكان في المنطقة، بما في ذلك الجزائر والبحرين وجزر القمر وجيبوتي ومصر والعراق والأردن والكويت وليبيا وموريتانيا والمغرب وعمان وفلسطين وقطر والسعودية والصومال والسودان وسوريا وتونس والإمارات واليمن، تقديم طلب للحصول على التمويل.
وأضافت: «باستثناء العاملات والعاملين اللبنانيين المقيمين في لبنان والعاملات والعاملين العرب المقيمين في لبنان، إذ أتيحت لهم فرصة التقديم للحصول على دعم مماثل في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2020»، حيث أعلنت «نيتفليكس» و«آفاق» عن تقديم 246 منحة لمجتمع صناعة السينما والتلفزيون في لبنان في إطار شراكة مماثلة.
وكانت «نيتفليكس» قد أعلنت عن تقديم منحة بقيمة 150 مليون دولار لدعم المجتمع الإبداعي في جميع أنحاء العالم ممن تأثروا بتفشي الوباء.



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».